قتلى ودمار هائل إثر أعنف إعصار يجتاح المحيط الهادي

جزر فانواتو باتت معزولة بالكامل بعد العاصفة «بام».. وتحديات كبيرة أمام جهود الإغاثة

سكان ينظرون إلى قوارب تضررت بفعل الإعصار «بام» في أحد موانئ جزر فانواتو بجنوب المحيط الهادي أمس (إ.ب.أ)
سكان ينظرون إلى قوارب تضررت بفعل الإعصار «بام» في أحد موانئ جزر فانواتو بجنوب المحيط الهادي أمس (إ.ب.أ)
TT

قتلى ودمار هائل إثر أعنف إعصار يجتاح المحيط الهادي

سكان ينظرون إلى قوارب تضررت بفعل الإعصار «بام» في أحد موانئ جزر فانواتو بجنوب المحيط الهادي أمس (إ.ب.أ)
سكان ينظرون إلى قوارب تضررت بفعل الإعصار «بام» في أحد موانئ جزر فانواتو بجنوب المحيط الهادي أمس (إ.ب.أ)

اجتاح أحد أقوى أعاصير المحيط الهادي على الإطلاق جزر فانواتو، أمس، مما تسبب في دمار هائل وسقوط عشرات القتلى. وبدأت الأمم المتحدة الإعداد لعملية إغاثة ضخمة، في حين قالت أستراليا هي الأخرى إنها مستعدة لتقديم أي مساعدات يمكنها تقديمها لجارتها فانواتو. وتسبب الإعصار الذي بلغت سرعة الرياح داخله 340 كيلومترا في الساعة في عزل فانواتو عن العالم الخارجي، إذ تدهورت حالة شبكات الكهرباء والاتصالات وتزايدت مخاطر حدوث نقص في التزود بالمواد الغذائية.
ووصفت مسؤولة صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في المكان أليس كليمنتس مرور الإعصار «بام» الذي صنف في الدرجة الخامسة وهي العليا بأنه «15 أو 30 دقيقة من الرعب». وقالت المديرة التنفيذية لمكتب «يونيسيف» لنيوزيلندا فيفيان ميدابورن في بيان «إن التقارير الأولية تفيد بأن هذه الكارثة الطبيعية قد تكون إحدى أسوأ الكوارث في تاريخ المحيط الهادي».
ولم يكن ممكنا تقدير حجم الدمار على الفور إذ إن الاتصالات قطعت في جزء كبير من فانواتو عندما ضرب الإعصار. وقال سوني غودنيتس مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في منطقة المحيط الهادي: «تمكنا من رؤية ضحايا. هناك عدد كبير من الضحايا على الأرجح، لكننا لا نعرف شيئا محددا حتى الآن». وأضاف: «يبدو أن هناك دمارا كبيرا. هناك ركام وأنقاض في الشوارع وسيول في مناطق واسعة».
وقال عاملون في مجال المساعدات إن تحديد حجم الأضرار قد يستغرق أياما أو أسابيع. وتحدثت مصادر الأمم المتحدة عن تسجيل 44 قتيلا في واحد فقط من أقاليم فانواتو. وقال توم سكيرو الذي يعمل في المنظمة الإنسانية «سيف ذي تشيلدرن» إنه «مشهد لدمار كامل هنا».
وأضاف سكيرو الذي كان يتحدث من عاصمة فانواتو بورت فيلا أن «البيوت مدمرة والأشجار كسرت والشوارع مغلقة والناس يجرون في الشوارع بحثا عن مساعدة». وتابع سكيرو أن «الاتصالات قطعت في الجزء الأكبر من البلاد، ولن يعرف حجم الدمار بالكامل قبل عدة أيام على الأرجح»، مؤكدا أن هذا الوضع سيشكل تحديا كبيرا لمنظمات العمل الإنساني.
بدوره، وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي يزور اليابان تعازيه إلى شعب فانواتو وقال إنه يخشى أن يكون حجم الدمار كبيرا. وأعلنت أستراليا من جهتها استعدادها للمشاركة في عمليات الإغاثة فورا. وأكدت كلوي مورسون التي تعمل في القطاع الإنساني وموجودة في بورت فيلا أيضا أنها أمضت ليلتها في ملجأ في أجواء من الرعب. وقالت لوكالة الأنباء الأسترالية إن «هناك معلومات من زملائنا تتحدث عن قرى دمرت بأكملها ليلا».
وأضافت أن «المنازل المحلية والأكواخ تحولت إلى ركام على ما يبدو».
وأكدت كليمنتس مسؤولة الاتصالات في «يونيسيف» ببورت فيلا: «لدينا معلومات غير مؤكدة عن ضحايا في أبعد الجزر، لكننا ننتظر تأكيدا رسميا». وأضافت أن الدمار الذي خلفه الإعصار فاق بأضعاف ما كان يتوقعه خبراء الأرصاد. وقالت: «رأيت أبواب الفندق حيث أمكث والمؤلف من 3 طبقات وقد خُلعت من مكانها بالكامل. كان أمرا مروعا».
وضرب الإعصار فانواتو كبرى جزر الأرخبيل التي يقطنها 65 ألف نسمة، إضافة إلى جزر أخرى تقع إلى الجنوب ويبلغ عدد سكانها 33 ألف نسمة. وقال المكتب الأسترالي للرصد الجوي الذي يراقب «بام» إن القسم الأكبر من الأرخبيل تعرض للإعصار. وقد غير «بام» مساره في اللحظة الأخيرة ليقترب من العاصمة بورت فيلا التي ضربها بشكل أعنف مما كان متوقعا.
من جهته، قال الصليب الأحمر إنه بصدد إجراء تقييم أولي للحاجات الغذائية والطبية للمنكوبين، إضافة إلى الملاجئ اللازمة لإيواء المشردين منهم.



وضع رئيس كوريا الجنوبية المعزول في زنزانة انفرادية

الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول خلال مؤتمر صحافي في سيول بكوريا الجنوبية... 17 أغسطس 2022 (رويترز)
الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول خلال مؤتمر صحافي في سيول بكوريا الجنوبية... 17 أغسطس 2022 (رويترز)
TT

وضع رئيس كوريا الجنوبية المعزول في زنزانة انفرادية

الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول خلال مؤتمر صحافي في سيول بكوريا الجنوبية... 17 أغسطس 2022 (رويترز)
الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول خلال مؤتمر صحافي في سيول بكوريا الجنوبية... 17 أغسطس 2022 (رويترز)

أمضى رئيس كوريا الجنوبية المعزول يون سوك يول ليلته الأولى في السجن بعد التقاط صور جنائية له وإخضاعه لفحوص طبية، على ما أفاد أحد مسؤولي السجن.

وافقت المحكمة على مذكرة توقيف يون الرسمية الأحد، وعلّلت محكمة سيول حيث مثل الرئيس المعزول، القرار بـ«تخوّف» من أن يعمد الأخير إلى «إتلاف الأدلة» في تحقيق يطوله، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحول يون من موقوف موقتا إلى مشتبه به جنائي يواجه لائحة اتهام ومحاكمة.

وضع يون في زنزانة مساحتها 12 مترا مربعا في سجن أويوانغ في ضاحية سيول الأحد، وفقا لشين يونغ هاي، المفوض العام لدائرة الإصلاح الكورية.

أبلغ شين المشرعين خلال جلسة برلمانية أنه «وضع في إحدى الغرف العادية التي تعطى للسجناء العاديون».

وقال شين إن زنزانة يون، التي تتسع عادة لخمسة أو ستة أشخاص، حسبما ذكرت وكالة يونهاب، مماثلة في حجمها لتلك التي احتجز فيها رؤساء سابقون.

وبحسب شين فإن الرئيس المعزول الذي تم نقل سلطاته إلى رئيس بالإنابة ولكنه لا يزال رئيسا للدولة، تم التقاط صورة جنائية له وخضع لفحص طبي مثل زملائه السجناء.

وأكد أنه «تعاون بشكل جيد مع الإجراءات من دون أي مشاكل تذكر».

وفقا لقوانين السجن، سيتعين على يون التخلص من ملابسه العادية ليرتدي زي السجن الكاكي، كما سيتم تخصيص رقم له.

قال مسؤولو السجن إن زنزانته تحتوي على طاولة صغيرة لاستخدامها في تناول الطعام والدراسة ورف صغير ومغسلة ومرحاض.

كذلك، فيها جهاز تلفزيون، لكن وقت المشاهدة مقيد بشدة.

يُسمح للسجناء بالخروج لمدة ساعة كل يوم لممارسة الرياضة، والاستحمام مرة واحدة في الأسبوع، لكن وسائل الإعلام المحلية ذكرت أن السلطات ستحاول منعه من الاتصال بالسجناء الآخرين.

وبحسب التقارير، فإن أمنه الخاص سيرافقه كلما غادر زنزانته.

سيارة أمن رئاسية تدخل إلى «مركز احتجاز سيول» حيث يُحتجز الرئيس يون سوك يول في أويوانغ بجنوب سيول في كوريا الجنوبية... 20 يناير 2025 (إ.ب.أ)

هجوم على المحكمة

ويخضع يون لعدة تحقيقات، بينها تحقيق بتهمة «التمرد» من خلال إعلانه الأحكام العرفية بشكل مفاجئ في 3 ديسمبر (كانون الأول).

وعزل يون منذ تبنى البرلمان مذكرة بإقالته في منتصف ديسمبر وتم توقيفه الأربعاء.

وأدت خطوته إلى إدخال البلاد في فوضى سياسية، فيما شكلت الأحداث العنيفة التي وقعت الأحد فصلا جديدا في هذه الأزمة العميقة.

وتعرض مقر المحكمة في سيول التي مدّدت توقيفه لهجوم من قبل مناصرين له.

وأثارت محكمة سيول موجة غضب في صفوف آلاف من المتظاهرين الذين تجمعوا أمامها منذ السبت.

وعمد المحتجون إلى تحطيم زجاج نوافذ المبنى الواقع في غرب سيول قبل اقتحامه، وفق تسجيل فيديو بث مباشرة.

وأعلنت الشرطة الاثنين توقيف العشرات، بسبب أعمال شغب في المحكمة، كما أصيب 51 من عناصر الشرطة في الهجوم، بما في ذلك بعضهم مصابون بجروح في الرأس وكسور.

وقد تجمع 35 ألفا من أنصاره تقريبا أمام المحكمة يوم السبت، وفقا لوثيقة للشرطة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال محاموه إن يون رفض حضور الاستجواب الاثنين، فيما قال مكتب التحقيق في الفساد، الهيئة المسؤولة عن التحقيق، إنه سينظر في «استدعاء قسري».

واعتقل يون في 15 يناير (كانون الثاني) بعد اقتحام مكتب تحقيقات الفساد (CIO) وقوات شرطة مقر إقامته الرسمي، في سابقة في كوريا الجنوبية لرئيس يتولى مهامه.

وفي 14 ديسمبر، اعتمدت الجمعية الوطنية مذكّرة للإطاحة به، ما تسبّب بتعليق مهامه. لكنه يبقى رسميا رئيس البلاد، إذ إن المحكمة الدستورية وحدها مخوّلة سحب المنصب منه.

وأمام المحكمة مهلة حتى يونيو (حزيران) لتثبيت إقالته أو إعادته إلى منصبه. وفي حال ثبّتت عزله، فسيخسر الرئاسة وستجري انتخابات جديدة في غضون 60 يوما.