إيطاليا لتأمين الحدود الجنوبية الليبية لمنع تدفق المهاجرين

محمد الحويج وزير الاقتصاد والتجارة الليبي يلتقي القائم بالأعمال في السفارة المصرية بطرابلس تامر مصطفى (وزارة الاقتصاد)
محمد الحويج وزير الاقتصاد والتجارة الليبي يلتقي القائم بالأعمال في السفارة المصرية بطرابلس تامر مصطفى (وزارة الاقتصاد)
TT

إيطاليا لتأمين الحدود الجنوبية الليبية لمنع تدفق المهاجرين

محمد الحويج وزير الاقتصاد والتجارة الليبي يلتقي القائم بالأعمال في السفارة المصرية بطرابلس تامر مصطفى (وزارة الاقتصاد)
محمد الحويج وزير الاقتصاد والتجارة الليبي يلتقي القائم بالأعمال في السفارة المصرية بطرابلس تامر مصطفى (وزارة الاقتصاد)

سعياً منها لوقف التدفق المتزايد إلى ليبيا، كشفت إيطاليا عن مشروع يستهدف وقف الهجرات غير النظامية إلى ليبيا عبر تأمين حدودها الجنوبية، في وقت أعلنت فيه البحرية الليبية أمس (الجمعة)، إنقاذها مجموعة جديدة من مهاجرين غير نظاميين ينتمون لدول أفريقية عدة، كادت تبتلعهم أمواج البحر المتوسط.
وعقب لقائها برئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، كشفت وزيرة الداخلية الإيطالية لوتشيانا لامورجيزي التي زارت العاصمة طرابلس للمرة الثانية أول من أمس (الخميس)، عن مساعي بلادها للعمل على تأمين الحدود الجنوبية الليبية، وتوجيه دعم مالي لتنمية الجنوب بهدف منع تدفق المهاجرين غير النظاميين ومنعهم من التسرب عبر الحدود المترامية.
ويشتكي سكان مدن الجنوب الليبي من عملية تهميش وإقصاء، بالإضافة إلى افتقار مناطقهم إلى التنمية اللازمة، ما جعلها مستباحة من «الجماعات الإرهابية» وعصابات تهريب البشر التي تقتحم الحدود من دول أفريقية عدة.
وأبدت إيطاليا، وفقاً لما نقلته وكالة «نوفا»، «رغبتها في تطوير المشروع الذي تنفذه وزارة الداخلية بشأن الحدود الجنوبية الليبية بشكل ملموس وسريع بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة ضمن مساعي منع تدفقات الهجرة غير النظامية على ليبيا والاتجار بالبشر»، بجانب التأكيد على «التزام روما المالي لتعزيز التنمية الريفية بهدف تحقيق الاستقرار في إقليم (فزان) المتأثر بكثافة تدفقات الهجرة».
وكانت المحادثات الثنائية التي أجراها رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، نهاية الشهر الماضي، مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تطرقت إلى التعاون الأمني في الجنوب، الذي يعاني من تغول بعض الجماعات الأفريقية المتمردة، خصوصاً المقبلة من تشاد.
وقال علي اميلميدي، الذي يقطن مدينة سبها، ويعمل محامياً، إن الجنوب الليبي تعرض للظلم على مدار السنوات الماضية خلال تعاقب الحكومات السابقة مما حرمه من الخدمات، ونقص السيولة وشح الوقود.
وتتكرر عمليات تهريب المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا عبر «المتوسط» بشكل ملحوظ. وقال ناطق باسم رئاسة أركان القوات البحرية الليبية أمس، إنهم أنقذوا 96 مهاجراً من جنسيات أفريقية مختلفة كانوا في طريقهم نحو الشواطئ الأوروبية
في شأن آخر، قال وزير الاقتصاد والتجارة في ليبيا محمد الحويج، أمس، إنه التقى القائم بالأعمال المصري السفير تامر مصطفى، بحضور مسؤولين ليبيين بالاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة، وإدارة التعاون الدولي بالوزارة بمقر الوزارة.
وأوضحت الوزارة أن هذا اللقاء جاء في إطار التنسيق لاجتماعات اللجنة العليا الليبية - المصرية المشتركة المقرر عقدها الفترة المقبلة،
كما تطرق لزيارة الوفد المصري المرتقبة برئاسة نفين جامع وزيرة الاقتصاد والصناعة المصرية، والوفد المرافق لها في إطار تعزيز التعاون التجاري والتنسيق بين الفعاليات الاقتصادية بالبلدين.
وسبق لرئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، زيارة العاصمة طرابلس على رأس وفد كبير رفيع المستوى، ووقع مع حكومة «الوحدة الوطنية» 11 وثيقة لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات مختلفة.
وتضمنت وثائق التعاون المشترك تنفيذ مشروعات الطرق والبنية التحتية، واتفاقات في مجال تطوير الكهرباء، ومذكرات تفاهم في المجال الصحي، والربط الدولي للاتصالات، ومجالات التدريب التقني وبناء القدرات.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.