ميقاتي يدعو لكشف «الحقيقة كاملة» والجميل يطالب برفع الحصانات عن الجميع

السفير السعودي لتحقيق دولي مستقل

TT

ميقاتي يدعو لكشف «الحقيقة كاملة» والجميل يطالب برفع الحصانات عن الجميع

شدد السفير السعودي في لبنان وليد البخاري في الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت على أهمية إجراء تحقيق دولي شفاف ومستقل لكشف الأسباب التي أدت إلى الانفجار المروّع.
من جهتها، أعربت السفيرة الفرنسية آن غريو عن تضامنها مع الذين نجوا من انفجار بيروت وأهالي المدينة واللبنانيين معتبرة أنّه ومن أجل البدء بمرحلة الحداد يحتاج اللبنانيون إلى تحقيق العدالة.
وقالت غريو في تغريدة لها إنّ فرنسا والفرنسيين يقفون إلى جانب لبنان، مشيرة إلى أنها تفكر بكل الضحايا الذين أودت الفاجعة بحياتهم.
داخلياً، أكّد رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي وقوفه إلى جانب أهالي الضحايا فيما يطالبون به لجهة تحقيق العدالة وإظهار الحقيقة كاملة، مطالباً الجميع بوجوب التعاون مع القضاء من أجل الوصول إلى الهدف المنشود وإنزال العقاب بجميع من كانت لهم يد في هذه الجريمة في حق الوطن والشعب.
ورأى ميقاتي في بيان أن الوطن في خطر وأن لا شيء ينقذه سوى الوحدة والترفع عن الأنانيات والمصالح الشخصية.
ورفض رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب المستقيل سامي الجميل أن يبقى أي شخص كان يعلم بتخزين النيترات في مرفأ بيروت، فوق المساءلة، ومن بينهم رئيس الجمهورية ميشال عون وأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله.
وقال الجميل في خطاب له في ذكرى انفجار المرفأ: «رئيس الجمهورية اعترف بأنّه كان يعلم قبل 15 يوماً. لماذا هو فوق المساءلة؟» وأضاف: «أجهزة حزب الله ناشطة بالمرفأ بعلم الأجهزة الأمنية وكل اللبنانيين. لماذا السيد حسن نصر الله فوق المساءلة؟». وقال: «أي شخص من دون استثناء كان يعلم ممنوع أن يكون فوق المساءلة».
وطرح الجميل مجموعة من الأسئلة: «لماذا أتت النيترات إلى بيروت؟ من أرسلها؟ ولمن؟ لماذا بقيت 8 سنوات بالمرفأ؟ لماذا لم تتم إزالتها؟ لماذا الكمية التي انفجرت 550 من أصل 2700 طن؟ وأين ذهبت الكمية المتبقية؟ كيف خرجت من المرفأ؟ بشاحنات من؟ بعلم من؟ وإلى أين نُقلت؟».
وقال الجميل: «السؤال الكبير، هل حزب الله حوّل العنبر رقم 12 لمستودع متفجرات بالتواطؤ مع الدولة اللبنانية؟ هل كان يزوّد النظام السوري بالنيترات ليحوّلها براميل متفجرة لرميها على رأس شعبه؟».
وأكد الجميّل: «إننا لن نقبل إلا بجواب عن كل هذه الأسئلة، لن نقبل إلا برفع الحصانات عن كل مسؤول كان يعلم، لا أحد فوق المساءلة، سواء كانوا رؤساء أجهزة أو نوّاب أو وزراء أو رؤساء حاليين أو سابقين».
وقال الجميل: «4 أغسطس (آب) 2020 ليس حادثاً ناتجاً عن سوء إدارة أو تقصير، انفجار مرفأ بيروت هو جريمة منظمة ضد الإنسانية ولهذا السبب هو حد فاصل بحياتنا الوطنية»، مشيراً إلى أن «هناك ما قبل 4 آب وما بعده». وأضاف: «هذا الانفجار يختصر كل مأساة لبنان بحادثة واحدة: من السيادة المفقودة والحدود السائبة إلى سيطرة ميليشيا حزب الله على قراره، للفساد والإهمال وعدم الكفاءة لغياب مؤسسات الدولة وترك الناس لمصيرهم».
أما قائد الجيش العماد جوزيف عون، فأشار إلى أنه في انفجار المرفأ امتزجت دماء العسكريين والمدنيين بانفجار هزّ العالم أجمع آملاً أن تحمل دماء الضحايا أملاً جديداً بقيامة لبنان، وأن تكون حافزاً لتحقيق العدالة».
أما رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع فاعتبر أنّه بمناسبة ذكرى مرور عام على تفجير المرفأ لا يوجد إلا جملة وحدة تمكن أن تختصر موقفه وهو الوعد مهما حصل أو طالت الأيام بأن تتم محاكمة المسؤولين».
بدوره، رأى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط أنّ ‏لا شيء يعوّض خسارة الذين سقطوا في ذلك الانفجار المشؤوم، ولا فاجعة عائلاتهم، ولا آلام المصابين ومعاناة المتضررين ولا شيء يعوّض كل الخسارات ويبرر كل الحصانات أمام هول الفاجعة. وأكّد في تغريدة له عدم قبوله بأقل من كشف تفاصيل وحقيقة ما حصل وتحقيق العدالة «لكي ترقد أرواح الذين قضوا بسلام».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.