فاوتشي: «كورونا» قد يصيب الملحقين بأعراض خفيفة

«فايزر» و«موديرنا» ترفعان أسعارهما وسط تفشي «دلتا»

بريطانية تتلقى لقاح «فايزر» في لندن أمس (رويترز)
بريطانية تتلقى لقاح «فايزر» في لندن أمس (رويترز)
TT

فاوتشي: «كورونا» قد يصيب الملحقين بأعراض خفيفة

بريطانية تتلقى لقاح «فايزر» في لندن أمس (رويترز)
بريطانية تتلقى لقاح «فايزر» في لندن أمس (رويترز)

أعلن كبير المستشارين الطبيين بالبيت الأبيض أنتوني فاوتشي أن اللقاحات ضد فيروس كورونا ما زالت فعالة للغاية، رغم التقارير التي تفيد بحدوث إصابات بالفيروس بين الحاصلين على جرعتي اللقاح. وقال فاوتشي في حوار مع شبكة «سي بي إس» إن «احتمالية الإصابة بصورة خطيرة بسبب الفيروس منخفضة للغاية».
وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن فاوتشي قال في الحوار: «من المحتمل بصورة أكبر أن تصاب بالفيروس ولكن لن تظهر عليك أعراض أو ستكون أعراض خفيفة، وبذلك يكون اللقاح قد أدى مهمته». وتأتي تصريحات فاوتشي بعد أسبوع من الغموض والقلق واتهامات لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بارتكاب أخطاء، وذلك على خلفية تسارع تفشي فيروس كورونا بسبب سلالة دلتا.
وقد ارتفعت حالات الإصابة بواقع خمسة أضعاف مقارنة بشهر ماضٍ، حيث سجلت ولاية مثل فلوريدا إصابات قياسية. كما ترتفع نسب الدخول للمستشفيات والوفيات على مستوى وطني، ولكن ليس بالمستوى نفسه الذي كانت عليه في ذروة الجائحة سابقاً. وكان مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها قد عدل الأسبوع الماضي من موقفه، وقال إنه يتعين على الملقحين العودة لارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة حيث تزداد فرص الإصابة بالفيروس.
كما أثارت بيانات المركز تساؤلات حول الحماية التي تقدمها اللقاحات، رغم أنها ما زالت فعالة للغاية في منع تدهور حالات الإصابة بفيروس كورونا والوفاة. وقال المركز إن من بين 163 مليون شخص تم تطعيمهم بصورة كاملة في أميركا، تم نقل 6239 شخصاً لمستشفى، وتوفي 1263 شخصاً. ويشار إلى أن ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس يشير إلى أن الملقحين يصابون بالفيروس مثل غير الملقحين، مما يشير إلى أنهم يمكنهم نشر الفيروس بصورة أسهل مما كان يعتقد في السابق.
وقال فاوتشي إن هذا «المبدأ الأساسي» الذي استند عليه المركز لتعديل توصياته بشأن ارتداء الكمامات. وأضاف: «عندما تكون في مكان عام مغلق، يجب أن ترتدي الكمامة». وأشار إلى أنه من المهم أن يتلقى الأشخاص اللقاح لوقف تفشي الفيروس، موضحاً أنه لا يتوقع عودة الولايات المتحدة لإجراءات العزل العام رغم تزايد خطر العدوى بكوفيد - 19 بسبب تفشي السلالة دلتا. وأضاف: «لا أعتقد أننا في الطريق نحو إجراءات للعزل العام». ومضى يقول: «أعتقد أن لدينا النسبة المئوية الكافية من الناس في البلاد بما لا يسمح لنا بالعودة إلى الوضع الذي شهدناه في الشتاء الماضي، وإن كانت نسبة لا تكفي للقضاء على التفشي» في إشارة للحاصلين على التطعيم. وتابع فاوتشي: «هناك 100 مليون شخص في البلاد مؤهلون للحصول على اللقاح ولم يحصلوا عليه».
وطبقاً لتحليل لـ«رويترز» فإن معدل الإصابات الجديدة المسجلة يومياً تضاعف تقريباً خلال الأيام العشرة الماضية كما تزايدت أعداد المصابين الذين ينقلون إلى المستشفيات في عدة ولايات. وما زالت الزيادة في حالات الإصابة بسبب تفشي السلالة دلتا تهز العالم. فقد اضطرت أجزاء من آسيا، حققت في السابق نجاحاً نسبياً في احتواء كوفيد - 19 مثل الفلبين وتايلاند وفيتنام، إلى العودة لإغلاق مناطق ينتشر فيها الوباء.
من جهة أخرى، رفعت شركتا فايزر وموديرنا أسعار لقاحاتهما المضادة لفيروس كورونا في أحدث عقود التوريد مع الاتحاد الأوروبي، حسبما ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، وذلك وسط تفشي المتحور «دلتا». ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن الصحيفة أن رفع الأسعار يأتي في الوقت الذي يواجه فيه التكتل اضطرابات في الإمدادات ومخاوف من الآثار الجانبية للقاحات أخرى. وأفادت الصحيفة بأنه تمت إعادة التفاوض بشأن بنود الصفقات - التي تم إبرامها هذا العام والتي تغطي ما يصل إلى 1.‏2 مليار جرعة حتى عام 2023 - بعد أن أظهرت بيانات المرحلة الثالثة من التجارب السريرية أن لقاحات الشركتين أكثر فعالية مقارنة ببعض اللقاحات المنافسة.
ونقلت «فاينانشيال تايمز» عن العقود التي اطلعت عليها أن السعر الجديد لجرعة لقاح فايزر هو 50.‏19 يورو (15.‏23 دولار)، مقابل 50.‏15 يورو في السابق. وأضافت أن سعر جرعة لقاح موديرنا زاد إلى 50.‏25 دولار للجرعة. ورفضت شركة فايزر التعليق على تقرير الصحيفة بشأن التسعير. ولم تستجب موديرنا لطلب «فاينانشيال تايمز» للتعليق على الأسعار المقدمة للاتحاد الأوروبي.


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025، في وقتٍ تتنامى فيه الحاجات بسبب النزاعات والتغير المناخي.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، إن الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة والفقراء، يدفعون الثمن الأعلى «في عالم مشتعل».

سودانيون فارُّون من المعارك بمنطقة الجزيرة في مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم؛ خصوصاً غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تُقدِّر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، العام المقبل.

أطفال يحملون أواني معدنية ويتزاحمون للحصول على الطعام من مطبخ يتبع الأعمال الخيرية في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

وأوضح «أوتشا»، في تقريره، أن التمويل المطلوب سيساعد الأمم المتحدة وشركاءها على دعم الناس في 33 دولة و9 مناطق تستضيف اللاجئين.

وقال فليتشر: «نتعامل حالياً مع أزمات متعددة... والفئات الأكثر ضعفاً في العالم هم الذين يدفعون الثمن»، مشيراً إلى أن اتساع الهوة على صعيد المساواة، إضافة إلى تداعيات النزاعات والتغير المناخي، كل ذلك أسهم في تشكُّل «عاصفة متكاملة» من الحاجات.

ويتعلق النداء بطلب جمع 47.4 مليار دولار لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لسنة 2025، وهو أقل بقليل من نداء عام 2024.

وأقر المسؤول الأممي، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن الأمم المتحدة وشركاءها لن يكون في مقدورهم توفير الدعم لكل المحتاجين.

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا... الصورة في كييف يوم 8 أبريل 2023 (رويترز)

وأوضح: «ثمة 115 مليون شخص لن نتمكن من الوصول إليهم»، وفق هذه الخطة، مؤكداً أنه يشعر «بالعار والخوف والأمل» مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة»، للمرة الأولى من توليه منصبه.

وعَدَّ أن كل رقم في التقرير «يمثل حياة محطمة» بسبب النزاعات والمناخ «وتفكك أنظمتنا للتضامن الدولي».

وخفضت الأمم المتحدة مناشدتها لعام 2024 إلى 46 مليار دولار، من 56 ملياراً في العام السابق، مع تراجع إقبال المانحين على تقديم الأموال، لكنها لم تجمع إلا 43 في المائة من المبلغ المطلوب، وهي واحدة من أسوأ المعدلات في التاريخ. وقدمت واشنطن أكثر من 10 مليارات دولار؛ أي نحو نصف الأموال التي تلقتها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عمال الإغاثة اضطروا لاتخاذ خيارات صعبة، فخفّضوا المساعدات الغذائية 80 في المائة في سوريا، وخدمات المياه في اليمن المعرَّض للكوليرا. والمساعدات ليست سوى جزء واحد من إجمالي إنفاق الأمم المتحدة، التي لم تفلح لسنوات في تلبية احتياجات ميزانيتها الأساسية بسبب عدم سداد الدول مستحقاتها. وعلى الرغم من وقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض الإنفاق في إطار الأمم المتحدة، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فإنه ترك ميزانيات المساعدات في الأمم المتحدة بلا تخفيض. لكن مسؤولين ودبلوماسيين يتوقعون تقليل الإنفاق في ولايته الجديدة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

من جانبه، قال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: «الولايات المتحدة علامة استفهام كبيرة... أخشى أننا ربما نتعرض لخيبة أمل مريرة؛ لأن المزاج العام العالمي والتطورات السياسية داخل الدول ليست في مصلحتنا». وكان إيغلاند قد تولّى منصب فليتشر نفسه من 2003 إلى 2006. والمشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات المثيرة للجدل التي وضعها بعض مستشاري ترمب، يستهدف «الزيادات المسرفة في الموازنة» من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولم تردَّ الإدارة التي يشكلها ترامب على طلب للتعليق. وأشار فليتشر إلى «انحلال أنظمتنا للتضامن الدولي»، ودعا إلى توسيع قاعدة المانحين. وعند سؤال فليتشر عن تأثير ترمب، أجاب: «لا أعتقد أنه لا توجد شفقة لدى هذه الحكومات المنتخبة». ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد التحديات هو استمرار الأزمات لفترة أطول تبلغ عشر سنوات في المتوسط. وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، إن بعض الدول تدخل في «حالة أزمة دائمة». وحلّت المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا في المركزين الثاني والثالث لأكبر المانحين لميزانيات الأمم المتحدة للمساعدات، هذا العام. وقالت شارلوت سلينتي، الأمين العام لمجلس اللاجئين الدنماركي، إن إسهامات أوروبا محل شك أيضاً في ظل تحويل التمويل إلى الدفاع. وأضافت: «إنه عالم أكثر هشاشة وعدم قابلية على التنبؤ (مما كان عليه في ولاية ترمب الأولى)، مع وجود أزمات أكثر، وإذا كانت إدارة الولايات المتحدة ستُخفض تمويلها الإنساني، فقد يكون سد فجوة الاحتياجات المتنامية أكثر تعقيداً».