بان كي مون يدعو إلى رفع الحصار عن المدن السورية ووقف البراميل المتفجرة

حملة «ما المطلوب؟» أطلقتها منظمات الأمم المتحدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي * السعودية تمنح سكنًا لذوي الشهداء ومصابي الأزمة السورية

بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة يشارك بلافتة «ما المطلوب؟» دعما للشعب السوري (موقع الأمم المتحدة)، سكان بلدة عربين بريف دمشق يتفحصون الدمار الذي سببته براميل متفجرة ألقاها طيران النظام الشهر الماضي (غيتي)
بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة يشارك بلافتة «ما المطلوب؟» دعما للشعب السوري (موقع الأمم المتحدة)، سكان بلدة عربين بريف دمشق يتفحصون الدمار الذي سببته براميل متفجرة ألقاها طيران النظام الشهر الماضي (غيتي)
TT

بان كي مون يدعو إلى رفع الحصار عن المدن السورية ووقف البراميل المتفجرة

بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة يشارك بلافتة «ما المطلوب؟» دعما للشعب السوري (موقع الأمم المتحدة)، سكان بلدة عربين بريف دمشق يتفحصون الدمار الذي سببته براميل متفجرة ألقاها طيران النظام الشهر الماضي (غيتي)
بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة يشارك بلافتة «ما المطلوب؟» دعما للشعب السوري (موقع الأمم المتحدة)، سكان بلدة عربين بريف دمشق يتفحصون الدمار الذي سببته براميل متفجرة ألقاها طيران النظام الشهر الماضي (غيتي)

بحلول يوم الأحد المقبل، 15 مارس (آذار)، تدخل الأزمة السورية عامها الخامس. بعد أن بدأت كثورة سلمية تطالب بحريات وحقوق السوريين، باتت الأزمة داخل سوريا أشبه بالحرب في جبهات عدة. وتكاثرت التصريحات في هذا الأسبوع حول سوريا، من دون تقديم حلول تجنب السوريين المزيد من الدمار. وتظهر مؤشرات الأمم المتحدة ومنظمات دولية أن سوريا عادت حوالى 40 سنة إلى الوراء خلال السنوات الأربع الماضية، بينما فاقت أعداد المقتولين في سوريا 230 ألفا. ورصد الخسارة الإنسانية، إضافة إلى إضعاف النظام السياسي العالمي بعد الفشل في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، يظهر أن دخول الأزمة السورية عامها الخامس ينذر بالمزيد من الخسائر. وبينما تصر الولايات المتحدة على ضرورة {رحيل} الرئيس السوري بشار الأسد، يقترب الأسد من إكمال عامه الأول في {ولاية رئاسية} جديدة بعد إجراء انتخابات أجمعت المنظمات الدولية على افتقادها للشرعية والعدالة.
الإحصاءات صادمة في سوريا؛ 7.6 نازح و3.3 مليون لاجئ، و12 مليون بحاجة إلى مساعدة إنسانية. وأمراض التيفويد والكوليرا وشلل الأطفال عادت إلى البلاد، و3 ملايين من أطفال سوريا خارج المدارس. حصاد مفجع لثورة بدأت سلمية بشعارات عن الحرية والعدالة في مظاهرات انطلقت يوم 15 مارس 2011 واجهها النظام السوري بالقوة المطلقة، من قصف وتعذيب وتجويع.

دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس (الخميس)، أمام مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ «إجراءات حاسمة» تضع حدا للنزاع الذي تشهده سوريا منذ 4 أعوام. كما أطلقت منظمات تابعة للأمم المتحدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، حملة بعنوان «ما المطلوب؟»، شارك فيها عدد من المسؤولين الأمميين بمناسبة دخول الثورة السورية عامها الخامس والعجز الدولي أمام التخفيف من معاناة السوريين.
وقال بان في بيان إن «الشعب السوري يشعر أكثر فأكثر بأن العالم تخلى عنه في وقت يدخل عاما خامسا من حرب تدمر البلاد». كما دعا الأمين العام إلى ضرورة رفع الحصار بشكل عاجل عن عدد من المدن في سوريا، مع العمل على الوقف الكامل لاستخدام البراميل المتفجرة. وأورد بيانه خمسة تدابير تتطلب الأولوية، منها فك الحصار عن 212 ألف مدني وضمان وصول مساعدة طبية وإعادة بناء النظام التربوي.
ودعا بان كي مون أعضاء مجلس الأمن الـ15 إلى معالجة مسألة القصف بالبراميل المتفجرة، الذي يستهدف المدنيين، ووقف استخدام الحصار ومنع الخدمات عن السكان.
وأشار بان كي مون إلى أن قوات نظام بشار الأسد مارست تصعيد كبيرا في أعمال العنف والهجمات خلال يناير (كانون الثاني) في دمشق وريفها وفي الغوطة الشرقية.
في السياق نفسه وفي الذكرى الرابعة للثورة السورية، أصدر المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا دانييل روبنتسين، رسالة قال فيها: «نتذكر التطلعات الصادقة للشعب السوري نحو الحرية والكرامة. ونستذكر الرجال والنساء الشجعان الذين يقفون بوجه الظلم للمطالبة بالعدالة، رغم ما يواجهونه من أخطار. وأنتهز المناسبة لأذكّر بقوة الشعب السوري ووحدته. فعلى مدى 4 سنوات، كانت الوحشية والبطش والتدمير هي رد نظام الأسد على مطالبات السوريين بالحرية والإصلاح». وقال: «إن استماتة الأسد للتشبث بالسلطة عبر الإرهاب الذي يمارسه بشكل يومي، هو تذكير لنا جميعا بأنه قد فقد الشرعية منذ فترة طويلة، وأن عليه أن يفسح الطريق أمام انتقال سياسي حقيقي». وأضاف أنه «لا يمكن أبدا لسوريا أن تكون مستقرة في ظل حكم طاغية مارس نظامُه التهجير والاعتقالات والتعذيب، والقصف بالبراميل المتفجرة والغازات السامة، والتشويه والإصابات والقتل بحق الكثير من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء».
دعا روبنتسين إلى تذكر أولئك الذين تحملوا المعاناة، مضيفا: «ولنضع نصب أعيننا أن السوريين الشجعان هم من يجب أن يحددوا مستقبلهم، وليس الديكتاتور أو المقاتلين الأجانب».
على صعيد أطلقت منظمات تابعة للأمم المتحدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم، حملة بعنوان «ما المطلوب؟»، الحملة التي تستدعي المشاركة فيها حمل لوحة بيضاء مكتوب عليها «هاشتاغ» يحمل عبارة بالإنجليزية «ما المطلوب؟»، وأخذ صورة لها وهي مرفوعة بيد حاملها، بهدف «التعبير عن الإحباط إزاء تدهور الوضع الإنساني في سوريا، وإرسال رسالة دعم للشعب السوري أمام عجز الجهات الفاعلة عن التخفيف من معاناته». ونشر الموقع عشرات الصور، لمسؤولين أمميين وآخرين عاملين بمنظمات إغاثية وإنسانية يعلنون عن مشاركتهم في الحملة، وكان في مقدمتهم، بالإضافة لبان كي مون ومنسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة السابقة فاليري آموس ومديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هيلين كلارك، كما شملت الصور أفرادا عاديين بينهم موظفون وطلاب من مختلف الجنسيات، وبعضهم حمل عبارة رديفة باللغة العربية: «شو نعمل؟» (ماذا نفعل).
في سياق آخر متصل، قالت منظمات غير حكومية، أمس (الخميس)، إن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية جزئية عن «أحلك أعوام» النزاع السوري بالنسبة للمدنيين لأنه لم يعرف كيف يدير الكارثة البشرية التي تتفاقم كلفتها.
وفي تقرير بعنوان «ذنب الفشل في سوريا»، انتقدت 21 منظمة للدفاع عن حقوق الإنسان عدم قدرة الدول على تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي الهادفة إلى حماية المدنيين الذين دمرت حياتهم الحرب، التي تجتاح سوريا منذ 4 سنوات.
ودعت 3 قرارات للأمم المتحدة في 2014 أطراف النزاع في سوريا إلى حماية المدنيين وتمكين ملايين السوريين من الحصول على المساعدة الإنسانية.
وقال التقرير: «ومع ذلك، فإن القرارات والآمال التي حملتها ذهبت أدراج الرياح بالنسبة للمدنيين السوريين؛ فقد تم تجاهلها أو تخريبها من قبل أطراف النزاع ودول أخرى أعضاء في الأمم المتحدة، وحتى من أعضاء في مجلس الأمن الدولي». وكانت سنة 2014 الأشد دموية في النزاع، حيث قتل خلالها 76 ألف شخص على الأقل من 210 آلاف قتلوا منذ 15 مارس (آذار) 2011. ومع دخول الحرب سنتها الخامسة لا تبدو بارقة حل في الأفق.
وقال يان ايغلاند الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين الذي شارك في التقرير: «لقد قمنا بخيانة مثلنا العليا، لأنه لا يُفترض بنا أن نتفرج على أناس يعانون في 2015».
ويتهم التقرير قوات النظام والمعارضين المسلحين، باستهداف بنى تحتية مدنية من دون تمييز، بما فيها مدارس ومؤسسات صحية، والحد من دخول المدنيين إليها عند الحاجة. ويؤكد التقرير الذي وقعته بالخصوص «أوكسفام» ولجنة الإغاثة الدولية ومنظمة «سايف ذي تشلدرن»، أن 7.8 مليون سوري يعيشون في مناطق حددتها الأمم المتحدة كمناطق «يصعب الوصول إليها» لتزويدها بالمساعدة، أي ضعف العدد المسجل في 2013.
وفي حين تتزايد الحاجات، فإن التمويل لا يتبع هذه الزيادة؛ فقط 57 في المائة من الأموال اللازمة لدعم المدنيين واللاجئين السوريين تم توفيرها في 2014، مقابل 71 في المائة في 2013.
وأشار ايغلاند إلى أن الأمم المتحدة ستحتاج 8.4 مليارات دولار لمساعدة المدنيين السوريين العام المقبل. وقال متسائلا: «هذا يمثل سدس كلفة الألعاب الأولمبية في سوتشي. كيف يمكن لروسيا أن تمول ألعاب سوتشي ولا تقدم مساهمة كبيرة لهذه العملية التي ينقصها التمويل؟». وأضاف: «نحن لا نمنح أي أمل لملايين الشبان السوريين (...)، كيف لا يمكن تصديق أنه من السهل أن يستقطبهم التطرف؟».
إلى ذلك, تكفلت الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا بتأمين السكن المناسب لإيواء أكثر من 80 عائلة سورية جديدة من عائلات ذوي الشهداء والمصابين والمفقودين والمعاقين ضمن الدفعة الثامنة واستكمالا للفترة الثالثة من مشروع الحملة الوطنية السعودية الإيوائي، حيث تم تخصيص هذه الدفعة لعائلات الأشقاء اللاجئين السوريين في منطقة طرابلس (شمال لبنان).



نساء الأحزاب اليمنية يتمرّدن على القيادات

جانب من اجتماع اللجنة اليمنية الوطنية للمرأة في عدن مع مسؤولين أمميين (إعلام حكومي)
جانب من اجتماع اللجنة اليمنية الوطنية للمرأة في عدن مع مسؤولين أمميين (إعلام حكومي)
TT

نساء الأحزاب اليمنية يتمرّدن على القيادات

جانب من اجتماع اللجنة اليمنية الوطنية للمرأة في عدن مع مسؤولين أمميين (إعلام حكومي)
جانب من اجتماع اللجنة اليمنية الوطنية للمرأة في عدن مع مسؤولين أمميين (إعلام حكومي)

تشهد الساحة السياسية اليمنية تحوّلاً لافتاً في الوعي والتنظيم النسوي داخل الأحزاب والمكوّنات السياسية، بعد سنوات طويلة من التهميش والإقصاء؛ إذ أعلنت قيادات نسائية حزبية تبنّي خطة جديدة لتعزيز حضور المرأة في الحياة السياسية، وتمكينها من الوصول إلى مواقع القرار، بما في ذلك الحصول على حقائب وزارية، ورفع تمثيلها داخل الهياكل الحزبية إلى 30 في المائة كمرحلة أولى، ترتفع تدريجياً إلى 50 في المائة.

وجاءت هذه الخطوات عقب ثلاثة أيام من النقاشات الواسعة في لقاء نظّمته هيئة الأمم المتحدة للمرأة في عدن، وشاركت فيه ممثلات ثمانية من أبرز الأحزاب والكيانات السياسية اليمنية. اللقاء كشف حجم الاحتقان داخل الأطر الحزبية نتيجة استمرار تغييب النساء عن المواقع القيادية، رغم الدور الواسع الذي لعبته اليمنيات خلال الحرب والأزمات المتتالية.

واتفقت المشاركات على وضع خطط داخلية واضحة لتمكين القيادات النسوية من حقائب وزارية وقيادة مؤسسات حكومية، إلى جانب إطلاق برامج تدريب وتأهيل متخصصة لإعداد كوادر نسائية قادرة على المنافسة.

اليمنيات يطمحن لرفع تمثيلهن داخل الهيئات الحزبية إلى 50% (إعلام محلي)

كما أقرت المشاركات اعتماد «كوتا نسائية» لا تقل عن 30 في المائة في التعيينات القيادية داخل الأحزاب، مع مراجعة اللوائح الداخلية التي تمثّل عائقاً أمام وصول النساء إلى مراكز صنع القرار.

وتجاوزت المشاركات التباينات السياسية بين أحزابهن، مؤكدات الحاجة إلى إعداد ميثاق أخلاقي يحمي المرأة داخل العمل الحزبي والسياسي، ويفرض التزامات واضحة على المكوّنات في ما يتعلق بترشيح النساء للمناصب، ودعم صعودهن في هياكل الأحزاب.

تحرير القرار الحزبي

ناقشت المشاركات اليمنيات بعمق الوضع المؤسسي للمرأة داخل أحزابهن، والعوائق البيروقراطية والتنظيمية التي تعوق مشاركتها الفاعلة، إضافة إلى التحديات العامة المرتبطة بالعمل السياسي في ظل الحرب التي أشعلها انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية قبل أحد عشر عاماً.

وأشارت المتحدثات إلى ضعف آليات التواصل والتنسيق بين الكوادر النسوية، وغياب السياسة الحزبية الواضحة لتمكين المرأة، إلى جانب محدودية حضور النساء في دوائر صنع القرار داخل الأحزاب.

دعم أممي لمشاركة المرأة في العملية السياسية وبناء السلام (إعلام محلي)

من جانبها، أكدت دينا زوربا، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في اليمن، خلال اللقاء، أن القيادات النسوية داخل الأحزاب يتحملن دوراً محورياً في دعم وصول النساء إلى مناصب القرار العليا، من خلال تقديم المرشحات للمناصب الحكومية والمشاركة النشطة في العملية السياسية وبناء السلام.

وحثّت زوربا المشاركات على مواجهة التحديات الهيكلية في مؤسساتهن الحزبية، والعمل على تحسين الوضع المؤسسي للمرأة باعتباره خطوة أساسية لضمان وصولها إلى القرار السياسي.

كما أوضحت أن رفع مشاركة المرأة في الأحزاب ليس مطلباً حقوقياً فحسب، بل ضرورة لحماية العملية السياسية نفسها، مؤكدة أن أي عملية بناء سلام لا تشمل النساء تظل ناقصة وغير قابلة للاستمرار.

ووفقاً للمنظمين، فقد هدفت الجلسات النقاشية إلى خلق منصة حوار سياسية تجمع النساء القياديات، وتتيح لهن فرصة صياغة حلول عملية قابلة للتطبيق على المدى القريب. وشملت الجلسات عروضاً تحليلية حول موقع المرأة داخل الهياكل الحزبية، ونقاشات جماعية لتحديد مقاربات فعّالة لتعزيز دور النساء في صياغة مستقبل البلاد.

موقف رئاسي داعم

قدّمت القيادات النسوية عدداً من التوصيات المتعلقة بتحسين الدور المؤسسي للنساء داخل الأحزاب اليمنية، والارتقاء بكفاءتهن في مواقع اتخاذ القرار، وتعزيز مسؤولية الأحزاب تجاه قضايا النساء داخل المكوّنات السياسية. وأكدت التوصيات ضرورة تفعيل دوائر تمكين المرأة داخل الأحزاب، وتبنّي آليات واضحة تضمن وصول أصوات النساء وأولوياتهن إلى مسارات صنع القرار.

وفي السياق ذاته، تماشياً مع المطالب النسوية، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، إلى ضرورة إشراك المرأة في الحكومة وتمكينها من قيادة حقيبة وزارية، مؤكداً أن تغييب النساء عن مواقع القرار يمثل خللاً قانونياً ومؤسسياً يجب معالجته فوراً.

التزام حكومي يمني بتمثيل المرأة في موقع القرار السياسي (إعلام حكومي)

وشدد العليمي على أن المرأة اليمنية كانت وما تزال شريكاً أساسياً في الصمود والبناء، وأن مطالبتها بحقها في التمثيل السياسي ليست مِنّة من أحد، بل حق أصيل يجب الاعتراف به. وقال: «ليس من العدل أن تتحمل المرأة الأعباء كافة، في حين تغيب عن مواقع صنع القرار تماماً». وأضاف أن بقاء الحكومة بلا حقيبة وزارية نسائية أمر غير مقبول، خاصة في بلد تشكل النساء فيه أكثر من نصف عدد السكان.

ويبدو أن هذه التوجهات، إلى جانب الجهود الأممية، تمهد لمرحلة جديدة من المشاركة النسوية، قد تعيد رسم الخريطة السياسية المستقبلية، خصوصاً إذا التزمت الأحزاب بتنفيذ ما أعلنته من خطط ومراجعات داخلية.


تشديد يمني رئاسي على توحيد الجهود لحسم المعركة ضد الحوثيين

عناصر موالون للجماعة الحوثية خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)
عناصر موالون للجماعة الحوثية خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)
TT

تشديد يمني رئاسي على توحيد الجهود لحسم المعركة ضد الحوثيين

عناصر موالون للجماعة الحوثية خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)
عناصر موالون للجماعة الحوثية خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)

شدد عضوا مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح وسلطان العرادة على توحيد الجهود في مواجهة الانقلاب الحوثي وتسريع خطوات استعادة الدولة وتحرير العاصمة المختطفة صنعاء، مع ضرورة إنهاء الخلافات البينية وإغلاق الملفات العالقة، وذلك قبيل انطلاق جولة مفاوضات جديدة بين الحكومة والحوثيين بشأن الأسرى والمحتجزين برعاية دولية.

وفي لقاء جمع عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، مع رئيس مجلس النواب سلطان البركاني وعدد من أعضاء المجلس، عرض صالح رؤية المقاومة الوطنية ومقاربتها للمعركة ضد الجماعة الحوثية، موضحاً أنها إطار وطني جامع لا يقوم على أي اعتبارات حزبية أو مناطقية، وأن معيار الانضمام إليها هو الإيمان بأولوية قتال الميليشيات واستعادة مؤسسات الدولة.

واستعرض صالح خلال اللقاء عدداً من مشاريع وبرامج المقاومة الوطنية في الساحل الغربي، مؤكداً أنها موجّهة لخدمة المواطنين في كل المناطق دون تمييز. كما شدد على أن الانقسامات بين القوى المناهضة للحوثيين تُضعف الجبهات وتمنح الميليشيا مساحات للتقدم، محذراً من انعكاساتها السلبية على معنويات المقاتلين.

طارق صالح خلال لقائه قيادات برلمانية في المخا (إعلام رسمي)

وأشار صالح إلى أن توحيد مسرح العمليات العسكرية يمثّل حجر الزاوية في أي تحرك لاستعادة صنعاء، مجدداً تأكيده أن استعادة الجمهورية مرهونة بهزيمة الحوثيين. كما دعا مجلس النواب إلى مضاعفة الجهود بما يخدم المصلحة الوطنية العليا ويعزّز الثقة الإقليمية والدولية بالقوى الشرعية.

هزيمة الانقلاب

في لقاء آخر جمع طارق صالح بعدد من أمناء عموم وممثلي الأحزاب السياسية، أكد عضو مجلس القيادة أن المرحلة الراهنة تتطلّب حشد الجهود وتوحيد المعركة شمالاً لهزيمة الانقلاب وتحرير العاصمة المختطفة صنعاء.

وأشار صالح إلى أن التباينات بين القوى الوطنية أمر طبيعي، لكنها لا تلغي وجود هدف جامع هو «قتال الحوثي واستعادة الدولة»، مؤكداً أن المجلس الانتقالي الجنوبي شريك في هذه المعركة منذ الحرب الأولى في صعدة، وأن تضحيات أبناء الجنوب في جبال مرّان تشكّل شاهداً حياً على دورهم الوطني.

لقاء طارق صالح مع ممثلي الأحزاب السياسية (إعلام رسمي)

وشدد صالح على ضرورة تهيئة البيئة المناسبة للمعركة القادمة، لافتاً إلى أن «دول التحالف لدعم الشرعية قدّمت الكثير من الدعم، وإذا أردنا دعماً إضافياً فعلينا أن نوحّد جهودنا نحو صنعاء». وأعاد تأكيد أن المقاومة الوطنية لن تنشغل عن هدفها في مواجهة الحوثي، ولن تعود إلى «تحرير المحرر»، في إشارة إلى عدم الدخول في صراعات جانبية.

كما عبّر عن تقديره للأحزاب والمكونات السياسية، وعدّ حضورهم دليلاً على «وعي متقدم بأهمية اللحظة الوطنية وضرورة التكاتف في مواجهة المشروع الإيراني».

استعادة الدولة

أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، سلطان العرادة، خلال لقائه رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن صغير بن عزيز، ووكلاء محافظة مأرب، وعدداً من القيادات العسكرية والأمنية، أن ما تمر به البلاد اليوم هو «نتيجة طبيعية لانقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني»، مشدداً على أن كل الإشكالات ستتلاشى بمجرد استعادة مؤسسات الدولة.

وقال العرادة إن القوات المسلحة والأمن يشكّلان «عماد الاستقرار والتحرير»، وإن مجلس القيادة يقدّر تضحيات منتسبي المؤسستَين ويتابع قضاياهم بشكل دائم. ودعا إلى تجاوز المشكلات الآنية والخلافات الجانبية وإرث الماضي، مؤكداً أن القضية الوطنية الكبرى هي استعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

سلطان العرادة خلال اجتماعه بقيادات عسكرية في مأرب (إعلام رسمي)

وأضاف مخاطباً القيادات العسكرية: «الناس يعلّقون عليكم آمالاً كبيرة... فاحملوا الراية لتحرير البلاد»، مشدداً على استعداد الجميع للتضحية في سبيل إنهاء الانقلاب واستعادة المجد للشعب اليمني. كما شدد على أن اليمن «لن يستعيد مكانته إلا بالتخلص من الميليشيا الحوثية الإيرانية»، معبّراً عن امتنانه لتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية.

وفي سياق آخر أعلنت السلطات اليمنية في محافظة مأرب عن تسليم 26 جثماناً من قتلى الحوثيين الذين قُتلوا في جبهات مأرب والجوف، بعد التعرف عليهم من قبل الجماعة.

وأوضح العميد يحيى كزمان أن العملية تمت «بوصفها مبادرة من طرف واحد لدواعٍ إنسانية»، وبإشراف من لجنة الصليب الأحمر الدولية، وبتنسيق مع رئاسة هيئة الأركان العامة والجهات المعنية.

وأكد كزمان، وهو عضو الفريق الحكومي المفاوض، أن الحكومة تسعى من خلال هذه الخطوة إلى إظهار حسن النية قبل جولة المفاوضات المرتقبة، وتهيئة الأجواء للانتقال إلى قاعدة «الكل مقابل الكل» في ملف المحتجزين والمختطفين والمخفيين قسراً.

وأوضح أن المبادرة جاءت بناءً على توجيهات عليا ضمن جهود تهدف إلى إغلاق هذا الملف الإنساني الذي يفاقم معاناة آلاف الأسر اليمنية.


الخارجية الفلسطينية ترحب بموافقة الأمم المتحدة على تمديد ولاية «الأونروا»

رجل يعلق علماً فلسطينياً على هوائي في مبنى شبه مدمّر كان يضم عيادة لـ«الأونروا» في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)
رجل يعلق علماً فلسطينياً على هوائي في مبنى شبه مدمّر كان يضم عيادة لـ«الأونروا» في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)
TT

الخارجية الفلسطينية ترحب بموافقة الأمم المتحدة على تمديد ولاية «الأونروا»

رجل يعلق علماً فلسطينياً على هوائي في مبنى شبه مدمّر كان يضم عيادة لـ«الأونروا» في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)
رجل يعلق علماً فلسطينياً على هوائي في مبنى شبه مدمّر كان يضم عيادة لـ«الأونروا» في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)

رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية، الجمعة، بتبني الجمعية العامة بأغلبية ساحقة خمسة قرارات لصالح الشعب الفلسطيني، من بينها تجديد ولاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».

وقالت الوزارة، في بيان، إن هذه القرارات «تعكس تضامناً واسعاً من جميع أنحاء العالم مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وتمثل إقراراً بمسؤولية المجتمع الدولي في دعم الاحتياجات السياسية والإنسانية، بما فيها حق لاجئي فلسطين».

وأضافت أن هذا التضامن يؤكد دعم العالم لوكالة «الأونروا» سياسياً ومالياً، ولحماية حقوق اللاجئين وممتلكاتهم وإدانة الاستيطان الإسرائيلي.

وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى أن هذا التصويت «تعبير إضافي عن رفض المجتمع الدولي للضم والاستيطان والتهجير القسري والعقاب الجماعي والتدمير الواسع للبنية التحتية في الأرض الفلسطينية المحتلة، والإبادة في قطاع غزة».