رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان العراق: المساعدات العسكرية التي وصلت لنا ليست كافية

ملتقى السليمانية يؤكد على ضرورة توحيد القوى من أجل القضاء على «داعش»

جانب من ملتقى السليمانية السنوي الثالث، الذي نظمته الجامعة الأميركية في السليمانية
جانب من ملتقى السليمانية السنوي الثالث، الذي نظمته الجامعة الأميركية في السليمانية
TT

رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان العراق: المساعدات العسكرية التي وصلت لنا ليست كافية

جانب من ملتقى السليمانية السنوي الثالث، الذي نظمته الجامعة الأميركية في السليمانية
جانب من ملتقى السليمانية السنوي الثالث، الذي نظمته الجامعة الأميركية في السليمانية

اختتم ملتقى السليمانية السنوي الثالث، الذي نظمته الجامعة الأميركية في السليمانية، مساء أمس، أعماله التي استمرت على مدى اليومين الماضيين بمشاركة عدد كبير من القادة العراقيين وحضور شخصيات دولية وإقليمية وباحثين وإعلاميين دوليين، وبحث المشاركون أهم التحديات التي تواجهها المنطقة بشكل عام، وأوضاع العراق والعلاقات بين أربيل وبغداد، والحرب الدولية ضد تنظيم داعش، وقضايا أخرى متعلقة بالنازحين، ومشكلة المياه، وعملية السلام في تركيا.
وقال رئيس ديوان رئاسة الإقليم، فؤاد حسين لـ«الشرق الأوسط»، إن «عملية تحرير الموصل تحتاج إلى مجموعة من المستلزمات، صحيح أن القوات الموجودة في أطراف الموصل حاليا هي قوات البيشمركة، لكن معركة الموصل ليست معركة البيشمركة فقط، يجب أن تشارك فيها القوات العراقية أيضا»، منوها بأن «أي قوة من هذه القوات، يجب أن يتضح لها من سيكون الشريك في عملية التحرير، وما الخطة لذلك، وماذا سيحدث بعد تطبيق الخطة، فهذه مجموعة من الأسئلة لم يتم الإجابة عنها لحد الآن».
وأضاف حسين: «نحن حاربنا (داعش) وسنواصل محاربته، وحققنا انتصارات كبيرة في هذه المعركة»، موضحا أن «قوات البيشمركة تحارب من أجل المبادئ الإنسانية ومن أجل الحرية والديمقراطية، لذا يجب أن يتم دعمها بشكل آخر، فالمساعدات العسكرية التي وصلت إلى إقليم كردستان لحد الآن جيدة، لكنها ليست كافية لحسم المعركة، ويجب أن يتم هذا بأسرع وقت، لأنه إذا لم تحسم المعركة، فإن مشكلة كبيرة ستظهر للوجود في المنطقة».
وفي مداخلة له أثناء إحدى جلسات اليوم الختامي للملتقى، قال برهم أحمد صالح، رئيس مجلس أمناء الجامعة الأميركية في السليمانية ونائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، إن «إقليم كردستان كان أكثر أجزاء العراق أمنا واستقرارا بعد عام 2003، فضلا عن تمتعه بأفضل العلاقات مع دول الجوار مثل إيران وتركيا والدول العربية، وهذا كله يؤكد أن للكرد دورا مهما في استقرار أمن المنطقة برمتها»، مشددا بالقول: «الأحزاب والأطراف الكردية حاربت تنظيم داعش الإرهابي في خندق واحد وعلى كل جبهات القتال، خصوصا في كركوك، وهذا شيء مهم جدا، لأنه يعكس وحدة الصف الكردي».
من جانبه، قال فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي، خلال مشاركته في جلسة حول استراتيجيات القضاء على «داعش»، إن: «محاربة تنظيم داعش تمتلك بعدا وطنيا عراقيا، نحن ماضون في محاربة التنظيم حتى لو لم نحصل على دعم ومساندة المجتمع الدولي»، وبين «أهمية البعد الدولي في محاربة التنظيم، والدور الذي يقوم به التحالف الدولي في ذلك المضمار».
بريت ماكغورك، الممثل الخاص للرئيس الأميركي في التحالف الدولي لمواجهة «داعش»، قال خلال مشاركته في جلسة ضمن ملتقى السليمانية السنوي الثالث، إن «النقطة التي تفصل (داعش) عن التنظيمات الأخرى، هي أنه يستقطب عددا كبيرا من الشباب من كل أنحاء العالم، كما أننا لا نعرف العدد الحقيقي لمسلحي هذا التنظيم وأصولهم»، منبها إلى أن «داعش يشكل خطرا كبيرا على العالم، ولم يشهد العالم تنظيما آخر بمستوى خطورته حتى الآن».
وتابع ماكغورك أن «الولايات المتحدة كانت ومنذ بدء الأزمة حليفا جيدا للقوات العراقية والأكراد، فمن خلال التنسيق مع قوات البيشمركة وقوات الحكومة العراقية، وضعت خطة عسكرية مشتركة، وتم البدء بقصف مقرات التنظيم».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.