دينا محسن: أحاول الابتعاد عن الكوميديا

قالت إنها تحتاج لخبرة أكبر بالسينما والتليفزيون

الفنانة المصرية دينا محسن - أفيش «اللوكاندة»
الفنانة المصرية دينا محسن - أفيش «اللوكاندة»
TT

دينا محسن: أحاول الابتعاد عن الكوميديا

الفنانة المصرية دينا محسن - أفيش «اللوكاندة»
الفنانة المصرية دينا محسن - أفيش «اللوكاندة»

قالت الفنانة المصرية دينا محسن الشهيرة بـ«ويزو» إنها تطمح لتقديم عروض بالمسرح الاستعراضي الغنائي بجانب الفوازير، رغم ارتفاع تكلفة هذا النوع الفني، وعدم تحمس المنتجين له، وأوضحت في حوارها مع «الشرق الأوسط» مواصلتها تصوير دورها في الفيلم الكوميدي «تماسيح النيل» الذي يعيدها للسينما منذ آخر مشاركاتها في عام 2016، مشيرة إلى أن غيابها عن دراما موسم رمضان الماضي، لم يكن بسبب الانتقادات التي طالت مسلسل «رجالة البيت» في رمضان 2019. وأفادت أنها تحتاج لمزيد من الخبرة في السينما والتلفزيون. وكشفت أنها تدرس حاليا تقديم أحد برامج الطهي خلال الفترة المقبلة... إلى نص الحوار:
> ما الذي شجعك للعودة إلى السينما عبر فيلم «تماسيح النيل»؟
- المخرج سامح عبد العزيز هو الذي رشحني للدور، وقد وقعت عقدي قبل بدء تصوير الفيلم بـ4 أيام تقريباً، وتحمست للفيلم بشدة لأنني كنت أتمنى العمل مع عبد العزيز الذي يهتم جداً بتفاصيل الممثل وكيفية إظهاره بشكل رائع على الشاشة، وأجسد بالفيلم دور زوجة الكوميديان محمد ثروت في إطار كوميدي لايت.
> لم تقدمي سوى الكوميديا منذ ظهورك الفني، ألا تتخوفين من حصر المنتجين والمخرجين لك في هذا الإطار؟
- هذا يعتمد على الممثل نفسه، فالفنان لو استسلم لما يعرضه عليه المنتجون فقط، سيتم حصره في خانة محددة ولن يخرج منها طوال حياته الفنية، وأنا سأقوم خلال الفترة المقبلة بمحاولة تقديم أشكال وأنماط جديدة، وأنا أحضر لعمل جديد سيعجب الناس، وأعترف أنني بالفعل لا أتلقى أي عروض لأدوار تراجيدية، وأقر كذلك بأنني لم أقدم كل موهبتي حتى الآن باستثناء تمثيلي في أيام مسرح الجامعة، وأحمد الله أنني استطعت تكوين ثقة بيني وبين الجمهور لأن كثيرين عندما يقابلونني يقولون إنهم يحبون الكوميديا التي أقدمها، ويثقون في أنني سأضحكهم، وهذه الثقة، أعتبرها توفيقا كبيرا من الله، ومجهودا كبيرا بذلته مع زملائي في «مسرح مصر»، إذ أننا لم نتوقع أن تحصد أعمالنا المسرحية كل هذا النجاح، والذي وفر علينا مجهوداً كبيراً وخطوات كثيرة في طريق الفن، والفضل في ذلك يعود بالطبع للفنان أشرف عبد الباقي.
> ولماذا لم تحقق تجربة «اللوكاندة» نفس نجاح «مسرح مصر»؟
- يوجد فهم خاطئ وخلط بين تجربة «مسرح مصر» و«اللوكاندة» فالأخيرة لا تشبه أبداً «مسرح مصر» وليس لها أي علاقة به، فمسرح مصر كان توليفة مختلفة ومبتكرة، أما «اللوكاندة» فهي عبارة عن «سيت كوم» يتم تقديمه على خشبة المسرح، ففي التجربة الأولى كان أمامنا مساحة كبيرة للارتجال، وفي كل مسرحية كنا نقدم شخصية مختلفة تماماً، إذ قدمنا نحو 130 مسرحية بـ130 شخصية، أما «اللوكاندة» فشخصيات ثابتة، وما نرتجله هو الإفيهات فقط، ويجب أن نلتزم بالشخصيات تماماً.
> هل يوجد دور معين تحلمين بتقديمه مستقبلاً؟
- أحلم أن أكون بطلة أولى في المسرح، بشرط أن تكون المسرحية استعراضية على غرار المسرحية الشهيرة «شارع محمد علي»، فأنا من محبي الرقص جداً وأحلم بتقديم الفوازير، ولكن هناك عراقيل كثيرة في سبيل تحقيق هذه الأحلام، من بينها ارتفاع تكلفة هذه النوعيات الفنية مادياً، بجانب إيجاد فكرة جديدة ومبتكرة ومبدعين مميزين.
> زملاؤك بـ«مسرح مصر» قدموا الكثير من البطولات الأولى، لماذا تأخرت في ذلك؟
- على الفنان أن يدرك جيداً مدى صعوبة البطولة الأولى أو المطلقة كما يسميها البعض، لأن الفنان لا يكون فيها مسؤولاً عن نفسه فقط، بل يكون مسؤولا عن كل فريق العمل، خصوصاً في السينما والتلفزيون، وهذا بالتأكيد يتطلب خبرة وممارسة طويلة، وأرى أنني ما زال أمامي وقت طويل لاكتساب الخبرة فيهما، عكس المسرح الذي حققت فيه خبرة جيدة، فأنا لو قدمت البطولة الأولى الآن، ما الذي سوف أقدمه لاحقاً، ثم إنني بحاجة لتكوين خبرات في مجالات أخرى غير الكوميديا.
> وهل غيابك عن موسم رمضان الماضي له علاقة بالانتقادات التي وجهت لمسلسل «رجالة البيت» قبل عامين؟
- لا على الإطلاق... وخصوصاً لأنني لست البطلة الأولى للمسلسل، لأتحمل مسؤوليته، وأزعم أنني قدمت دوري بشكل جيد فيه، فضلاً عن أن النجاح نفسه نسبي، فهل يعقل أن نحكم على عمل تمت مشاهدته بهذا الشكل الواسع بأنه فاشل؟ ومع ذلك فهذا المسلسل خرجنا منه بتجربة مهمة للغاية وهو أن نوعية الكوميديا التي قدمت به لا تتماشى مع طبيعة جمهورنا، ولا يحبونها، لأن بعض الذين يقيمون في الخارج أعجبتهم جداً وهذا بناءً على عدد من ردود الأفعال التي جاءتنا، ورغم أن الجمهور هو الذي يصنع نجومية الكثير من الفنانين، فإنه ليس له الحق في تقرير مصير الفنان، مثلما حدث مع أحمد فهمي عقب «رجالة البيت»، وهو فنان ممتاز والدليل على ذلك دوره الحالي في فيلم «العارف» الذي يثبت أنه ممثل موهوب جداً، لكن عدم وجود عروض جيدة ومشجعة كانت وراء غيابي عن المشاركة في موسم رمضان الماضي، بالإضافة إلى تفضيلي الراحة بسبب أجواء تصوير مسلسلات رمضان المكثفة والصعبة مكتفية بظهوري ضيفة شرف في إحدى حلقات مسلسل «فارس بلا جواز» مع الفنان مصطفى قمر، بجانب ظهوري في برنامجي «رامز عقله طار» و«خمس نجوم».
> هل تعتقدين أن «السوشيال ميديا» لعبت دوراً كبيراً في تقييم المسلسل سلبياً؟
- بالطبع نعم... للأسف السوشيال ميديا لها مساوئها، لأن جزءا كبيرا من الهجوم على مسلسل «رجالة البيت» كانت وراءه مواقع التواصل الاجتماعي، والتي هاجم الكثير من مستخدميها العمل من دون مشاهدته.
> عدد كبير من الفنانين اتجهوا لتقديم البرامج، لماذا لا تخوضين هذه التجربة؟
- أنا مؤمنة بأن هناك ثلاثة أنماط يجب أن أكون مقتنعة بها للغاية قبل تقديمها على الشاشة، أولها البرامج، يليها الإعلانات ثم السينما، لأنهم يبقون طويلاً في أذهان الناس، لذلك رفضت أكثر من عرض لتقديم البرامج باستثناء عرض وحيد أقوم بدراسته حالياً، وهو برنامج طهي.



كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
TT

كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)

في واحدة من أكثر الجلسات جماهيرية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي هذا العام، حلّت الممثلة الهندية كريتي سانون في ندوة حوارية تحوّلت سريعاً من حوار تقليدي إلى عرض كامل تفاعل خلاله الجمهور بحماسة لافتة، حتى بدا المشهد وكأنه لقاء بين نجمة في ذروة تألقها وجمهور وجد فيها مزيجاً من الذكاء والعفوية والثقة.

منذ اللحظة الأولى، بدا واضحاً أن الجمهور جاء محملاً بأسئلته، فيما شجع التفاعل الجماهيري الممثلة الهندية على أن تجيب بصراحة عن كل ما يتعلق بمسيرتها، ومن بين كل أسماء الصناعة، لم يلمع في حديثها كما لمع اسم شاروخان. توقفت عند ذكره كما يتوقف شخص أمام لحظة صنعت في داخله تحولاً، وصفته بأنه «الأكثر ذكاءً وخفة ظل» ممن قابلتهم، ومثال حي على أن الفروسية والذوق الرفيع لا يزالان ممكنَين في صناعة صاخبة.

واستعادت كريتي كيف كان شاروخان ينظر إلى من يتحدث معه مباشرة، وكيف يمنح الجميع احتراماً متساوياً، حتى شعرت في بداياتها بأنها تلميذة تقع فجأة في حضرة أستاذ يعرف قواعد اللعبة من دون أن يستعرضها، ومع أن كثيرين يرون أن سانون دخلت عالم السينما من باب الجمال والأزياء، فإنها أكدت أن دراستها للهندسة لعبت دوراً في دخولها مجال الفن باعتبار أنها تعلمت منها أن كل شيء يجب أن يكون منطقياً وقائماً على أسئلة لماذا؟ وكيف؟

وأوضحت أن تحليل الأمور ومراجعتها منحتاها أدوات لم يمتلكها ممثلون آخرون، مروراً بتجارب وورشات تمثيل طويلة، فيما كانت هي تتعلم على أرض الواقع عبر طرح الأسئلة، حتى تلك التي قد يضيق منها البعض أو يعدها دليلاً على التردد.

الممثلة الهندية خلال جلستها الحوارية (مهرجان البحر الأحمر)

توقفت أيضاً في حديثها عند واحدة من أكثر محطاتها صعوبة، شخصية الروبوت «سيفرا» في فيلم «لقد وقعت في شرك كلامك»، شارحة أنها كانت لعبة توازن دقيقة بين أن تكون آلة بما يكفي ليصدّقها المشاهد، وإنسانة بما يكفي ليُصدّقها شريكها في الفيلم، مشيرة إلى أنها لم ترمش في أثناء الحوارات، وضبطت كل حركة لتكون دقيقة ومحسوبة، ورغم أنها معروفة بخفة الحركة و«العثرات الطريفة» كما وصفت نفسها، فإن أكثر ما أسعدها في الفيلم كان مشهد «الخلل» الذي ابتكرته بنفسها، لتمنح الشخصية ملمساً أكثر واقعية.

لكن اللحظة الأكثر دفئاً كانت عندما تحدثت عن الموسيقى، وعن دورها في مسيرتها؛ حيث روت كيف كانت غرف التسجيل التي تعمل فيها مع الملحّنين تشبه «متجر حلوى»، وكيف كان اللحن يُولد من جلسة ارتجال بسيطة تتحول بعد دقائق إلى أغنية جاهزة، ومع أن الجلسة كانت مليئة بالضحك واللحظات الخفيفة، فإنها لم تخفِ الجانب العميق من تجربتها، خصوصاً عندما تحدثت عن انتقالها من الإعلانات والصدفة إلى البطولة السينمائية.

وروت كيف أن فيلم «ميمي» منحها مساحة أكبر مما حصلت عليه في أي عمل سابق، وغيّر نظرتها إلى نفسها بوصفها ممثلة، مؤكدة أن ذلك العمل حرّرها من الحاجة الدائمة إلى إثبات ذاتها، وأعطاها الشجاعة لاختيار أدوار أكثر مجازفة. ومنذ ذلك الحين -كما تقول- لم تعد في سباق مع أحد، ولا تبحث عن لائحة إيرادات، بل عن أن تكون أفضل مما كانت عليه أمس.

وحين سُئلت عن فيلمها الجديد «تيري عشق مين» وعن موجة النقاشات التي أثارها على مواقع التواصل، أكدت أنها تتابع الآراء بشغف، لأن السينما تشبه اللوحة الفنية التي يراها كل شخص من زاوية مختلفة، مشيرة إلى أن الناس يتفاعلون مع قصة الفيلم، لأنهم قد عرفوا في حياتهم شخصاً مثل الممثلين.

وأكدت أن جزءاً من التفاعل يرجع إلى كون العمل يعرض الحب السام من جهة، لكنه يتيح للشخصية النسائية أن تُسمّيه وتواجهه، وهذا ما تعدّه تطوراً مهماً في كتابة الشخصيات النسائية، فلم تعد المرأة مجرد ضحية أو محبوبة مثالية، «فالمرأة المعاصرة على الشاشة يمكن أن تكون معقدة، متناقضة، واقعية، ومحبوبة رغم كل ذلك»، حسب تعبيرها.


جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
TT

جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)

كشفت الفنانة الأميركية جيسيكا ألبا عن ملامح مشروع سينمائي جديد يجمعها بالمخرجة السعودية هيفاء المنصور، مشيرة خلال ندوتها في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» إلى أن هذا التعاون لم يتشكل بين ليلة وضحاها، بل جاء نتيجة نقاشات طويلة امتدت على مدار سنوات.

وأوضحت في اللقاء الذي أقيم، الجمعة، أن الفكرة التي استقرتا عليها تدور حول قصة إنسانية عميقة تتناول علاقة ابنة بوالدها المتقدّم في العمر، ضمن سردية تقترب من تفاصيل العائلة وتحولاتها، وتسلّط الضوء على هشاشة العلاقات حين تواجه الزمن، وما يتركه ذلك من أسئلة مفتوحة حول الذاكرة والواجب العاطفي والمسؤولية المتبادلة.

وأضافت أن ما شدّها إلى المشروع ليس موضوعه فقط، بل الطريقة التي تقارب بها هيفاء المنصور هذه العلاقات الحسّاسة وتحولها إلى لغة بصرية تتسم بالهدوء والصدق، لافتة إلى أن «هذا التعاون يمثّل بالنسبة لي مرحلة جديدة في اختياراتي الفنية، خصوصاً أنني أصبحت أكثر ميلاً للأعمال التي تمنح الشخصيات النسائية مركزاً واضحاً داخل الحكاية، بعيداً عن الأنماط التقليدية التي سيطرت طويلاً على حضور المرأة في السينما التجارية».

وأشارت إلى أنها تبحث اليوم عن قصص تستطيع فيها المرأة أن تظهر بوصفها شخصية كاملة، تملك مساحتها في اتخاذ القرارات والتأثير في مسار الحكاية، وهو ما تراه في مشروعها مع المنصور، الذي وصفته بأنه «قريب من قلبها»؛ لأنه يعيد صياغة علاقة الأم والابنة من منظور مختلف.

وخلال الندوة، قدّمت ألبا قراءة موسّعة لتغيّر مسارها المهني خلال السنوات الأخيرة، فهي، كما أوضحت، لم تعد تنظر إلى التمثيل بوصفه مركز عملها الوحيد، بل بات اهتمامها الأكبر موجّهاً نحو الإنتاج وصناعة القرار داخل الكواليس.

وأكدت أن دخولها عالم الإنتاج لم يكن مجرد انتقال وظيفي، وإنما خطوة جاءت نتيجة إحساس عميق بأن القصص التي تُقدَّم على الشاشة ما زالت تعكس تمثيلاً ناقصاً للنساء وللأقليات العرقية، خصوصاً للمجتمع اللاتيني الذي تنتمي إليه.

وتحدثت ألبا عن تجربة تأسيس شركتها الإنتاجية الجديدة، معتبرة أن الهدف منها هو خلق مساحة لصناع المحتوى الذين لا يجدون غالباً فرصة لعرض رؤاهم، موضحة أن «غياب التنوّع في مواقع اتخاذ القرار داخل هوليوود جعل الكثير من القصص تُروى من زاوية واحدة، ما أدّى إلى تكريس صور نمطية ضيّقة، خصوصاً فيما يتعلّق بالجاليات اللاتينية التي غالباً ما تظهر في الأعمال ضمن أدوار مرتبطة بالعنف أو الجريمة أو الأعمال الهامشية».

وشددت على أنها تريد أن تساهم في معالجة هذا الخلل، ليس عبر الخطابات فقط، بل من خلال إنتاج أعمال تظهر فيها الشخصيات اللاتينية والعربية والنساء بصورة كاملة، إنسانية، متنوّعة، لافتة إلى أن تنوّع التجارب الحياتية هو العنصر الذي يجعل صناعة السينما أكثر ثراء، وأن غياب هذا التنوع يجعل الكثير من الكتّاب والمخرجين عاجزين عن تخيّل شخصيات خارج ما اعتادوا عليه.

وأضافت أن مهمتها اليوم، من موقعها الجديد، هي فتح المجال أمام أصوات غير مسموعة، سواء كانت نسائية أو تنتمي إلى أقليات ثقافية واجتماعية، لافتة إلى أنها تعمل على تطوير فيلم جديد مع المخرج روبرت رودريغيز، يعتمد على مزيج من الكوميديا العائلية وأجواء أفلام السرقة، مع طاقم تمثيل لاتيني بالكامل.

وأوضحت أن هذا العمل يأتي امتداداً لرغبتها في دعم المواهب اللاتينية، وفي الوقت نفسه تقديم أعمال جماهيرية لا تُختزل في سرديات العنف أو الهوامش الاجتماعية، واصفة المشروع بأنه خطوة مختلفة على مستوى بنية الحكاية؛ لأنه يجمع بين الترفيه والأسئلة العائلية، ويقدّم الشخصيات اللاتينية في إطار طبيعي وغير مصطنع.

وتوقفت جيسيكا عند مشاركتها المرتقبة في فيلم «الشجرة الزرقاء»، ويتناول علاقة أم بابنتها التي تبحث عن استقلاليتها رغم حساسية ظروفها موضحة أن ما جذبها لهذا العمل هو طبيعته الهادئة، واعتماده على بناء علاقة حميمة بين شخصيتين، بعيداً عن الصراعات المفتعلة، معتبرة أن هذا النوع من الحكايات يمثّل مرحلة أصبحت قريبة جداً منها في هذه الفترة من حياتها.


«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
TT

«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)

في إطار الجهود المصرية المستمرة للحفاظ على التراث وحمايته واستعادة الآثار المصرية المنهوبة من الخارج وصيانتها، تعدَّدت الجهود الرسمية والأهلية والبحثية والأكاديمية للعمل على حفظ التراث واستعادة الآثار المُهرَّبة، واستضافت مكتبة الإسكندرية مؤتمراً علمياً، بالتعاون مع مؤسسة ألمانية، تناول استرداد الآثار المصرية من الخارج، وحفظ وصيانة التراث.

وركز المؤتمر على تجارب مصر في استرداد القطع الأثرية التي خرجت من البلاد بطرق غير قانونية، سواء عبر المتاحف الأجنبية أو الأسواق غير المشروعة. وشارك فيه عدد من المسؤولين والخبراء المصريين والدوليين، وتم عرض نماذج بارزة من الآثار المسترَدة حديثاً، مثل التوابيت المذهبة والقطع الخشبية النادرة، مع مناقشة الإجراءات القانونية والدبلوماسية التي اعتمدتها مصر لاستعادة هذه القطع الأثرية وحمايتها بوصفها جزءاً من التراث العالمي.

وأكد عالم الآثار المصرية، الدكتور حسين عبد البصير، أن هذه الجهود تمثل رسالةً قويةً للعالم حول أهمية حماية التراث الثقافي المصري والعربي والعالمي، وأن استعادة كل قطعة أثرية هي خطوة نحو الحفاظ على الهوية الوطنية وإعادة حق الأجيال القادمة في التراث الحضاري لمصر، والعالم العربي، والعالم.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن دور المجتمع المدني والجمعيات الأثرية مهم في دعم هذه الجهود، من خلال التوعية، والبحث العلمي، والتعاون مع المنظمات الدولية؛ لتقوية موقف مصر القانوني في مواجهة التجارة غير المشروعة بالآثار.

جانب من المؤتمر الذي ناقش الآثار المسترَدة وحفظ التراث (الشرق الأوسط)

وتحت عنوان «الاتجار بالآثار سرقة للتاريخ وطمس للهوية»، تحدَّث الدكتور شعبان الأمير، أستاذ ترميم الآثار ومواد التراث بكلية الآثار بجامعة الفيوم، وتناول التنقيب والاتجار بالآثار وتقارير اليونيسكو حول هذه العمليات، التي تُقدَّر بنحو 10 مليارات دولار سنوياً، وهي ثالث أكبر عملية تجارية بعد المخدرات والسلاح على مستوى العالم.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «حماية التراث واجب وطني ومجتمعي، والاتجار بالآثار يعدّ سرقةً للتاريخ وطمساً ومحواً وفقداناً للهوية». وأشار إلى أن المؤتمر تناول أبحاثاً حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والهندسة، والكيمياء، والوعي المجتمعي، وغيرها من الموضوعات التي اهتمت بكيفية حماية التراث والآثار، والحد من عمليات التنقيب غير الشرعي، وعمليات التسجيل والتوثيق والفحص والتحليل تمهيداً لعمليات الترميم والصيانة والحفظ والعرض المتحفي أو بالمواقع الأثرية.

وفي ورقة بحثية بالمؤتمر، تناولت الدكتورة منى لملوم، قوة الميديا ووسائل الإعلام المختلفة في المطالبة باسترداد الآثار، مشيرة إلى الحملات التي تقوم بها وسائل الإعلام من أجل الضغط لاسترداد الآثار المُهرَّبة من مصر بطرق غير مشروعة. وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أنها «تناولت كثيراً من النماذج، منها استعادة تمثال من أميركا عام 2019 بجهود رسمية كبيرة، بالإضافة إلى قوة الإعلام، وكذلك الضغط من خلال حملات صحافية وأهلية، إلى جانب الجهود الحكومية لاستعادة آثار مصرية مهمة مثل رأس نفرتيتي من ألمانيا، وجدارية (الزودياك) أو الأبراج السماوية من متحف اللوفر، فضلاً عن استعادة حجر رشيد من المتحف البريطاني».

ولفتت د. منى إلى دور الدراما والسينما في التعامل مع الآثار والتاريخ مثل فيلم «المومياء» من إخراج شادي عبد السلام الذي لعب دوراً إيجابياً وصُنِّف من أهم 100 فيلم مصري في القرن الـ20، وهناك نماذج سلبية مثل مسلسل «كليوباترا» الذي أنتجته «نتفليكس» وقوبل بهجوم شديد لتجسيد الملكة المصرية بممثلة سوداء، و«اضطرت الشبكة إلى تغيير تصنيف الفيلم من (وثائقي) إلى (درامي) تحت ضغط (الميديا)» على حد تعبيرها.