قوات عراقية تدخل تكريت من شمالها وجنوبها.. و«داعش» يشن هجومًا واسعًا على الرمادي

قتال عنيف قرب مجمع القصور الرئاسية في مركز محافظة صلاح الدين

لقطة من فيديو تظهر جنديين عراقيين خلال اشتباك مع مسلحي «داعش» في تكريت أمس (أ.ب)
لقطة من فيديو تظهر جنديين عراقيين خلال اشتباك مع مسلحي «داعش» في تكريت أمس (أ.ب)
TT

قوات عراقية تدخل تكريت من شمالها وجنوبها.. و«داعش» يشن هجومًا واسعًا على الرمادي

لقطة من فيديو تظهر جنديين عراقيين خلال اشتباك مع مسلحي «داعش» في تكريت أمس (أ.ب)
لقطة من فيديو تظهر جنديين عراقيين خلال اشتباك مع مسلحي «داعش» في تكريت أمس (أ.ب)

شقت قوات الأمن العراقية ومقاتلون شيعة طريقهم ودخلوا مدينة تكريت أمس، مسقط رأس صدام حسين، من الشمال والجنوب في أكبر هجوم مضاد لهم حتى الآن ضد مقاتلي تنظيم داعش.
وقال محافظ صلاح الدين إن الجيش والمقاتلين الشيعة استولوا على جزء من حي القادسية الشمالي، في حين قالت قوات الأمن إن قوة أخرى حققت تقدما سريعا من الجنوب باتجاه وسط المدينة الواقعة على نهر دجلة. وقال مسؤول في المركز الرئيسي لقيادة العملية العسكرية: «دخلت القوات مستشفى تكريت العام». وأضاف: «يدور قتال عنيف قرب القصور الرئاسية بجوار مجمع المستشفى»، حسبما أفادت وكالة «رويترز».
وأعلن مكتب رائد الجبوري، محافظ صلاح الدين، «تطهير» نصف حي القادسية، أكبر أحياء تكريت. وقال مسؤولو أمن إن جنود الجيش والمقاتلين الشيعة رفعوا العلم الوطني فوق مستشفى عسكري في جزء من القادسية استعادوه من المتطرفين.
وقال المسؤول الأمني إن القوات البرية أوقفت تقدمها في حين هاجمت طائرات هليكوبتر قناصة ومواقع «داعش»، ثم واصلوا التقدم ليسيطروا على «شارع كل نصف ساعة»، وأضاف أن قتالا عنيفا يدور حول مقر شرطة تكريت إلى الجنوب مباشرة من القادسية. وذكر أنه باتجاه الشمال الغربي تشتبك القوات ومقاتلو الحشد الشعبي مع مسلحي «داعش» في المنطقة الصناعية بالمدينة.
من ناحية ثانية، شن «داعش» أمس هجوما هو «الأشد» في الرمادي، شمل تفجير عربات مفخخة وإطلاق قذائف «هاون»، بحسب مصادر في الشرطة ومسؤول محلي. وقال الرائد في الشرطة مصطفى سمير: «بدأ تنظيم داعش عند الساعة السابعة هجوما بسبع عجلات عسكرية من طراز (هامر) مفخخة يقودها انتحاريون في مدينة الرمادي». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المصدر أن الهجمات استهدفت مناطق الحوز والملعب (جنوب) وطوي والبو فراج (شمال) والبو عيثة (شرق) وتلتها اشتباكات بين القوات الأمنية وأبناء العشائر من جهة، وعناصر التنظيم من جهة أخرى.
وأدت التفجيرات إلى مقتل 10 عناصر على الأقل من القوات الأمنية، وإصابة 30 شخصا بينهم مدنيون جراء سقوط قذائف الهاون، بحسب مصادر في الشرطة ومستشفى الرمادي.
وتداولت حسابات مؤيدة للتنظيم المتطرف على موقع «تويتر» أن انتحاريين من كل من بلجيكا وسوريا والقوقاز، كانوا من بين المهاجمين.
ويسيطر التنظيم على أطراف الرمادي من الجهات الأربع، بينما تسيطر القوات الأمنية وأبناء العشائر على مركز المدينة، وضمنه مجمع المباني الحكومية الذي استهدف أمس بقذائف الهاون.
وقال محافظ الأنبار، صهيب الراوي، عبر حسابه على «تويتر» إن ما حصل هو «أشد هجمة إرهابية يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي» ضد الرمادي. وأكد أن «قواتنا الأمنية الباسلة كانت لهم بالمرصاد وعلى درجة كبيرة من الاستعداد وبفضل المعلومات الاستخباراتية التي كانت لديهم». وأشار إلى أن «المبادرة هي بيد قواتنا الأمنية وأبناء العشائر»، معتبرا أن ما جرى أمس «هو نصر أكيد للأنبار».
ورغم الضربات الجوية للتحالف الدولي، فإن التنظيم وسع في الأشهر الماضية سيطرته في الأنبار، كبرى محافظات العراق التي تتشارك حدودا طويلة مع سوريا والأردن والسعودية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».