محاكاة لسباحة حيوان منقرض منذ ملايين السنين

ديفيد بيترمان يحمل نموذجاً ثلاثي الأبعاد من «الأورثوكون»
ديفيد بيترمان يحمل نموذجاً ثلاثي الأبعاد من «الأورثوكون»
TT

محاكاة لسباحة حيوان منقرض منذ ملايين السنين

ديفيد بيترمان يحمل نموذجاً ثلاثي الأبعاد من «الأورثوكون»
ديفيد بيترمان يحمل نموذجاً ثلاثي الأبعاد من «الأورثوكون»

وضع علماء الأحافير في جامعة يوتا الأميركية تصوراً لآليات السباحة عند «الأورثوكون»، وهو أحد الحيوانات، التي عاشت قبل 66 مليون عام، وتنتمي لفئة تسمى «رأسيات الأرجل». وخلال دراسة نشرت في العدد الأخير من دورية «PeerJ»، استخدم العالمان ديفيد بيترمان وكاثلين ريتربوش، الرياضيات والفيزياء، لعمل نسخ ثلاثية الأبعاد طبق الأصل من هذا الحيوان، وأخذوها إلى خزانات مياه فعلية (بما في ذلك مسبح جامعة يوتا)، لفهم كيفية تحرك هذا الكائن البحري القديم عبر الماء.
وهذا ليس أول عمل يقوم به الباحثان فيما يمكن تسميته بـ«علم الحفريات الافتراضي»، بعد أن عملوا مع نماذج الأمونويد «لافقاريات بحرية منقرضة تنتمي إلى رأسيات الأرجل» وأنتجوا نماذج ثلاثية الأبعاد منها لاختبار الفرضيات حول تطورها وأنماط حياتها، وسعوا في هذا البحث الجديد لاختبار التقنيات ذاتها مع حيوان آخر من رأسيات الأرجل.
وكانت النماذج المطبوعة ثلاثية الأبعاد التي أنتجت لـ«الأورثوكون» في البحث الجديد، يبلغ طولها قدمين تقريبا، وباستخدام علم الرياضيات والفيزياء، عدّل الباحثون مراكز الكتلة والأوزان داخل النماذج، مما يمثل توازنات الأنسجة الرخوة والفراغات المملوءة بالهواء، التي من المحتمل أنّ الحيوان حافظ عليها في حياته، بحيث حصل الباحثون على نموذج متوازن مثل الحيوان الحي، مما يسمح بتحليلات مفصلة للغاية لحركته.
ووجد الباحثون أنّ الحيوان، من المحتمل أنّه عاش حياة عمودية، إذ كان ينتقل لأعلى ولأسفل لالتقاط الطعام، وتجنب الحيوانات المفترسة، وكان لديها أيضا أصداف لولبية، تسمى «التورتيكون»، لتمنحه دورانا لطيفا لحركته الرأسية.
وأظهرت النتائج بوضوح أنّ الطريقة الأكثر فاعلية للحركة كانت رأسية، لأنّ التحرك من جانب إلى جانب خلق الكثير من السحب.
ويقول ديفيد بيترمان، عالم ما بعد الدكتوراه بقسم الجيولوجيا والجيوفيزياء بجامعة يوتا في تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني للجامعة: «لقد فوجئت بمدى استقرارها، فأي قدر من الدوران بعيداً عن اتجاهها العمودي يقابله لحظة استعادة قوية، وكانت قادرة على الصعود إلى الأعلى بسرعة كافية لتفادي الحيوانات المشابهة للتماسيح أو الحيتان، وربما لم تكن محظوظة ضد السباحين السريعين مثل أسماك القرش». ويضيف «بفضل هذه التقنيات الجديدة، يمكننا الخوض في حدود غير مستكشفة إلى حد كبير في علم الأحياء القديمة، ومن خلال النمذجة التفصيلية، تساعد هذه التقنيات في رسم صورة أوضح لقدرات حيوانات مهمة بيئيا عندما كانت على قيد الحياة».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.