خاتم زواج يكشف غموض اختفاء طائرة بريطانية أثناء الحرب العالمية

ساعد في حل لغز استمر 70 عامًا

خاتم مهندس الطيران السارجنت جون تومسون (رويترز)
خاتم مهندس الطيران السارجنت جون تومسون (رويترز)
TT

خاتم زواج يكشف غموض اختفاء طائرة بريطانية أثناء الحرب العالمية

خاتم مهندس الطيران السارجنت جون تومسون (رويترز)
خاتم مهندس الطيران السارجنت جون تومسون (رويترز)

أظهرت سجلات عسكرية أنه من بين 14 طلعة قام بها طيارون بريطانيون خلال الحرب العالمية الثانية لإمداد مقاتلين يحاربون القوات الفاشية في ألبانيا في 29 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1944، عادت 12 طائرة إلى قاعدتها في إيطاليا، بينما فشلت واحدة في توصيل شحنتها، و«فقدت طائرة ويفترض أنها تحطمت».
وطوال 70 عاما اعتقد أن قاذفة القنابل «هاندلي بيج هاليفاكس» هوت إلى قاع البحر الأدرياتي. وفي أكتوبر الماضي فقط تسلق فريق بريطاني أميركي مشترك جبال ألبانيا على ارتفاع 1829 مترا لفحص حطام الطائرة الذي وجده أحد القرويين أثناء جمع الحطب.
وقال كريس كيسي، وهو طبيب في السفارة الأميركية في تيرانا شارك في مهمة البحث: «من الواضح أننا عثرنا على أدلة كافية تشير إلى أننا وجدنا قاذفة قنابل ضخمة بأربعة محركات». لجأ كيسي البريطاني المولد العاشق للطيران إلى الإنترنت لكن جهوده للتأكد من هوية الطائرة والطاقم باءت بالفشل. ثم جاء الدليل القاطع في خاتم زواج من الذهب محفور عليه اسم «جويس وجون» توارثه قروي ألباني وابنه. وعثر الألباني جاهو كالا على الخاتم عام 1960 حين كان يجمع الحطب والمعادن من الجبل بينما كانت ألبانيا مقطوعة عن العالم الخارجي خلال فترة حكم النظام الاستاليني لأنور خوجة.
وقال جميل كالا إن والده أعطاه الخاتم حين تزوج عام 1971، «لكنه قال لي بوضوح إن الخاتم ليس ملك أسرتي، وإن علي أن أعيده لصاحبه حين تنتهي الشيوعية». وبعد 20 عاما حين تخلصت ألبانيا من الشيوعية اعتاد كالا أن يرتدي الخاتم، وهو يعمل ضابط شرطة، لكنه لم يفقد الأمل في إعادته إلى صاحبه الأصلي. ولاحظ أن الخاتم لا يثبت في موضعه أثناء نومه. وقال له رجل دين مسلم: «إنه ليس ملكك.. هذا هو السبب».
وحاول كالا الاقتراب من مبعوث بريطاني زائر ليرد له الختام لكن حراس وزارة الدفاع أبعدوه. وحين زار قائده بريطانيا أعطاه الخاتم، لكنه عاد به مرة أخرى قائلا إنه لم يحالفه الحظ في العثور على صاحبه. وأخيرا لجأ إلى مسؤول في حكومة إقليمية قام بدوره بإخطار السفارة البريطانية منذ أكثر من عامين. وقال كيسي: «الخاتم ساعدنا على حل هذا اللغز».
وتزوج مهندس الطيران السارجنت جون تومسون وجويس موزلي في يونيو (حزيران) عام 1944. وقال ألان ويبستر ابن أخت تومسون لـ«رويترز» خلال احتفالية أقيمت في العاصمة الألبانية تيرانا إنهما قضيا معا بضعة أيام قبل أن يرسل إلى قاعدة في الخارج.
وقال جيرد كاسيلي، وهو مساعد عسكري في السفارة البريطانية، إن طائرة تومسون ألقت إمدادات في وادي بيزا، ولدى تحولها إلى الغرب لتعود إلى إيطاليا اصطدمت بقمة جبل فتحطمت، مما أودى بحياة أفراد الطاقم.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.