«الرئاسي» الليبي يدعو إلى «توافق» على القاعدة الدستورية للانتخابات

مجلس النواب يؤجل مجدداً مناقشة ميزانية الحكومة لعدم توافر النصاب القانوني

صورة وزعها مكتب الدبيبة لحضوره مع اللافي في وقت سابق مناسبة تخريج دفعات جديدة من «قوات مصراتة»
صورة وزعها مكتب الدبيبة لحضوره مع اللافي في وقت سابق مناسبة تخريج دفعات جديدة من «قوات مصراتة»
TT

«الرئاسي» الليبي يدعو إلى «توافق» على القاعدة الدستورية للانتخابات

صورة وزعها مكتب الدبيبة لحضوره مع اللافي في وقت سابق مناسبة تخريج دفعات جديدة من «قوات مصراتة»
صورة وزعها مكتب الدبيبة لحضوره مع اللافي في وقت سابق مناسبة تخريج دفعات جديدة من «قوات مصراتة»

كشفت نجوى وهيبة، الناطقة باسم المجلس الرئاسي الليبي، عن استمرار المشاورات للتوافق حول القاعدة الدستورية للانتخابات، وتعيين وزير جديد للدفاع، مشيرة إلى أن إصرار المجلس على ضرورة تعيين الوزير في أقرب وقت ممكن «يأتي باعتباره جزءاً من جهود توحيد المؤسسة العسكرية».
وقالت وهيبة في مؤتمر صحافي، مساء أول من أمس بالعاصمة طرابلس، إن المجلس الرئاسي أصدر قراراً بإلغاء تعيينات بعثات دبلوماسية في الخارج «حفاظاً على الوحدة الوطنية، والأسس والمعايير المهنية في التعيينات من هذا المستوى».
وأعرب المجلس على لسان وهيبة عن أمله في أن يتولى مجلسا النواب والأعلى للدولة التوصل إلى قاعدة دستورية لإجراء الانتخابات، كما أكدت التزام المجلس الرئاسي بخريطة الطريق، وتسليم السلطة إلى جهة منتخبة.
وكان خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، قد دعا مجلس النواب إلى استئناف الحوار، تأسيساً على مخرجات قمة الغردقة المصرية للوصول إلى توافق حول المسار الدستوري. وقال المشري في خطاب إلى رئيس مجلس النواب إنه «نظراً لعدم الوصول لتوافق في ملتقى الحوار السياسي الليبي»، المنعقد بجنيف مؤخراً، بخصوص المسار الدستوري المؤدي لانتخابات 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، فإنه يطالب باستئناف الحوار تأسيساً على مخرجات الغردقة للوصول إلى توافق حول المسار الدستوري. وكان المشري اعتبر مؤخراً أن «هناك مساعي لتفصيل القواعد الدستورية على مقاس أشخاص بعينهم في ليبيا»، متمسكاً بضرورة إجراء استفتاء على مسودة الدستور.
إلى ذلك، بحث وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، محمد خليل عيسى، مع القائم بالأعمال الألمانية في ليبيا، ديفيد جوديتش، والوفد المرافق له نتائج مؤتمر «برلين 2» بشأن ليبيا، وتم خلال اللقاء، الذي عقد بمقر الوزارة بطرابلس، متابعة نتائج مؤتمر «برلين 2»، حيت أكد الجانبان على ضرورة تنفيذ مخرجاته ومن أهمها إجراء الانتخابات في موعدها المحدد.
كما تم بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل التعاون في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مناقشة موضوع عودة السفارة الألمانية للعمل من العاصمة طرابلس، وإضافة إلى تسهيل منح التأشيرات، ومناقشة العديد من القضايا التي من شأنها تسهيل التنقل والسفر للمواطنين الليبيين.
في شأن آخر، أجّل مجلس النواب الليبي، أمس، حسم مصير الميزانية العامة للدولة للعام الجاري، المقترحة من حكومة «الوحدة الوطنية»، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، إلى ما بعد عيد الأضحى، وذلك لعدم توافر النصاب القانوني اللازم لتمرير الميزانية المثيرة للجدل.
وقال عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي للمجلس، في بيان أمس إنه عقب اعتراض عدد من النواب على عدم توافر النصاب القانوني للتصويت على مشروع قانون الميزانية، أحيل الأمر للجنة التشريعية والدستورية بالمجلس، والتي أفتت وفقاً للإعلان الدستوري والقانون رقم (4) لسنة 2014 بضرورة توافر نصاب 120 صوتاً موافقاً على مشروع قانون الميزانية.
وأوضح بليحق أن عدد النواب الحاضرين في جلسة أمس بلغ 82 نائباً فقط، بمن فيهم المعترضون الرافضون للميزانية، وبذلك علقت الجلسة إلى بعد عيد الأضحى لحين توافر النصاب القانوني اللازم للتصويت على مشروع قانون الميزانية العامة للدولة.
كما نفى بليحق ما تردد عن وقوع إطلاق نار قرب مقر مجلس النواب في مدينة طبرق (شرق)، خلال جلسته أمس، وقال إن «هذه الإشاعات لا أساس لها من الصحة»، موضحاً أن الجلسة استمرت بشكلها الطبيعي. وهذا هو التأجيل السادس من نوعه على التوالي، الذي يحول دون تمرير الميزانية في مجلس النواب، منذ تولي حكومة الدبيبة السلطة في شهر مارس (آذار) الماضي. ولم يصدر على الفور أي تعليق رسمي من الدبيبة أو حكومته، كما التزم المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي والبعثة الأممية الصمت.
وكان عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، قد طالب الدبيبة بمنح الصلاحيات الكاملة لنائبيه والوزراء، وإعادة كل الأجهزة والجهات التابعة للوزارات التي صدر بحقها قرار نقل لرئيس الوزراء، والتأكيد على أن يكون العمل مؤسسياً، كما نصّت عليه القوانين والتشريعات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».