اتفاقية لشراء الفحم البترولي المكلّس دعماً للمحتوى المحلي السعودي

تفاهم لرفع الوعي البيئي وتأهيل الغطاء النباتي الطبيعي في المملكة

تشكل الاتفاقية علامة فارقة في مسيرة «معادن» (واس)
تشكل الاتفاقية علامة فارقة في مسيرة «معادن» (واس)
TT

اتفاقية لشراء الفحم البترولي المكلّس دعماً للمحتوى المحلي السعودي

تشكل الاتفاقية علامة فارقة في مسيرة «معادن» (واس)
تشكل الاتفاقية علامة فارقة في مسيرة «معادن» (واس)

أعلنت شركة التعدين العربية السعودية «معادن» توقيع الشركة التابعة لها «معادن للألمنيوم»، عقداً لتوريد الفحم البترولي المكلس إلى المصهر في مجمع معادن التكاملي عالي الكفاءة لتصنيع الألمنيوم بمدينة رأس الخير الصناعية.
وتمثل هذه الاتفاقية خطوة مهمة لدعم برنامج المحتوى المحلي لـ«معادن»، والذي يهدف إلى تعزيز قيمة السلع والخدمات التي يتم إنتاجها في السعودية ضمن سلسلة التوريد الخاصة بقطاع التعدين. كما تأتي ضمن مساهمة الشركة في تحقيق أهداف «رؤية 2030» المتمثلة بتنويع مصادر الدخل ودعم تنمية المحتوى المحـلي.
وتقدر إجمالي قيمة العقد الذي يمتد إلى 5 سنوات بنحو 40 مليون دولار أميركي سنوياً، تحصل بموجبه «معادن للألمنيوم» على 100.000 طن متري سنوياً من الفحم البترولي المكلس، سعياً لتحقيق رؤية «معادن» نحو الاعتماد عليه لسد احتياجاتها بما يصل إلى 320.000 ألف طن متري في السنة، حيث من المقرر أن يبدأ المصنع بإنتاجه وتوريده إلى «معادن» بحلول نهاية عام 2024.
من جانبه، قال المهندس عبد العزيز الحربي، الرئيس التنفيذي لـ«معادن»: «تعكس هذه الاتفاقية التزامنا بتطوير قطاع التعدين المحلي بما يتوافق مع (رؤية 2030) لنكون رافداً أساسياً للاقتصاد الوطني، وترسيخ مكانتنا كشركة رائدة في قطاع صناعة التعدين وتعزيز المحتوى المحلي من خلال توطين سلاسل التوريد له».
ومن جهته، أوضح المهندس رياض النصّار، نائب الرئيس الأعلى لقطاع الألومينيوم في «معادن»، أن «الفحم البترولي يعتبر إحدى أهم وأكثر المواد الخام توافراً، ويلعب دوراً جوهرياً في أعمال صهر الألمنيوم»، مضيفاً: «ستتيح لنا الاتفاقية الاستفادة من الموارد المحلية بعد أن كنا نعتمد دوماً على استيراده من الخارج، الأمر الذي سيوفر المزيد من فرص العمل، ويسهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، فضلاً عن توطين وتطوير قدرات وإمكانات صناعية جديدة».
من جانب آخر، وقعت وزارة الصناعة والثروة المعدنية والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، مذكرة تفاهم لزراعة 100 مليون شجرة عبر مسارين، يتمثلان في «التعاون المتسارع قصير الأمد، والتعاون الاستراتيجي طويل الأمد».
وينص مسار «التعاون المتسارع»، على التنسيق والتعاون في مجال التشجير والحملات التي يطلقها المركز، وبحث السبل والإمكانات المتاحة لتشجيع المستثمرين في قطاع التعدين على زراعة نصف مليون شجرة محلية باستخدام مصادر المياه المتجددة؛ لإعادة تأهيل وتنمية الغطاء النباتي الطبيعي ودعم التنوع الأحيائي، إضافة إلى التعاون من أجل تعزيز الوعي البيئي.
ويشمل مسار «التعاون الاستراتيجي» تشكيل الطرفين فريق مشترك يتولى إعداد نطاق عمل لإجراء دراسة للمواقع المستهدفة بالتشجير في كافة مناطق المملكة، ومساحات هذه المواقع ومصادر المياه المتجددة، وعدد الأشجار التي يمكن زراعتها في كل موقع، والمتطلبات اللازمة والتكلفة المالية، والجدول الزمني المطلوب، وكذلك دراسة أوجه التعاون والمساندة الممكنة من قبل الوزارة لدعم مبادرات الوعي البيئي ومشاريعه وبرامجه المختلفة، والتأكيد على أصحاب الرخص التعدينية للمشاركة في دعم هذه المبادرات والمشاريع والبرامج.


مقالات ذات صلة

«الربط الجوي» السعودي يستعرض تطورات الطيران في هونغ كونغ

الاقتصاد المدير التنفيذي لبرنامج الربط الجوي ماجد خان خلال إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)

«الربط الجوي» السعودي يستعرض تطورات الطيران في هونغ كونغ

شارك برنامج الربط الجوي، اليوم الأربعاء، في أعمال مؤتمر كابا آسيا «CAPA» بمدينة هونغ كونغ الصينية؛ أحد أهم المؤتمرات لالتقاء قادة مجال الطيران.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
الاقتصاد قرر مجلس إدارة «أرامكو» توزيع أرباح بقيمة إجمالية 31.05 مليار دولار (رويترز)

«أرامكو» تحافظ على أكبر توزيعات أرباح في العالم

أبقت شركة «أرامكو السعودية» على توزيعاتها ربع السنوية بقيمة 31.05 مليار دولار، محافظةً بذلك على التوزيعات الأكبر في العالم. كما حققت دخلاً صافياً بقيمة 27.6.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد وزير التجارة السعودي متحدثاً للحضور في منتدى الأعمال التركي - السعودي (الشرق الأوسط)

السعودية تؤكد أهمية توسيع التكامل الاقتصادي بين دول «الكومسيك»

أكَّد وزير التجارة، الدكتور ماجد القصبي، أهمية مضاعفة الجهود لتوسيع آفاق التعاون المشترك، وتحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء بمنظمة «الكومسيك».

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
الاقتصاد جناح «أرامكو» في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار العالمي» المقام في الرياض (المؤتمر)

«أرامكو» تحافظ على توزيعات بقيمة 31 مليار دولار رغم تراجع أرباحها

احتفظت «أرامكو السعودية» بأكبر توزيعات في العالم، على الرغم من تراجع أرباحها في الربع الثالث من 2024 بنسبة 15 في المائة، نتيجة ضعف الطلب العالمي على النفط.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المركز السعودي للأعمال (الشرق الأوسط)

110 تشريعات تعزز البيئة التجارية في السعودية

تمكنت السعودية من إصدار وتطوير أكثر من 110 تشريعات خلال الأعوام الثمانية الأخيرة، التي عززت الثقة في البيئة التجارية وسهلت إجراءات بدء وممارسة الأعمال.

بندر مسلم (الرياض)

منطقة اليورو مهددة بركود اقتصادي بعد فوز ترمب

سفينة حاويات تُفرغ حمولتها في ميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة حاويات تُفرغ حمولتها في ميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
TT

منطقة اليورو مهددة بركود اقتصادي بعد فوز ترمب

سفينة حاويات تُفرغ حمولتها في ميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة حاويات تُفرغ حمولتها في ميناء هامبورغ الألماني (رويترز)

مع تحول «ترمب 2.0» إلى واقع، أصبحت أوروبا على استعداد لنزول مستنقع جيوسياسي وتجاري جديد مع أكبر شركائها التجاريين.

وقد يلحق فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية الضرر بالاقتصاد الأوروبي، فالرسوم الجمركية الأميركية المقترحة بنسبة 10 في المائة قد تؤثر على الصادرات الأوروبية، مثل السيارات والمواد الكيميائية، مما يؤدي إلى تآكل الناتج المحلي الإجمالي الأوروبي بنسبة تصل إلى 1.5 في المائة أو نحو 260 مليار يورو.

ويحذر المحللون من خفض «البنك المركزي الأوروبي» أسعار الفائدة، وضعف اليورو، وخطر الركود.

وفق كثير من التحليلات الاقتصادية، هناك اتفاق واسع النطاق على أن التعريفات الجمركية الشاملة التي اقترحها ترمب بنسبة 10 في المائة على جميع الواردات الأميركية، قد تعطل النمو الأوروبي بشكل كبير، وتزيد من حدة التباين في السياسة النقدية، وتفرض ضغوطاً على القطاعات الرئيسية المعتمدة على التجارة، مثل السيارات والمواد الكيميائية.

وقد تكون التأثيرات طويلة الأجل على مرونة الاقتصاد الأوروبي أكثر أهمية؛ إذا كانت التعريفات الجمركية أدت إلى صراعات تجارية مطولة، مما دفع «البنك المركزي الأوروبي» إلى الاستجابة بخفض أسعار الفائدة بشكل كبير لتخفيف التأثير، وفق «يورو نيوز».

والرسوم الجمركية التي اقترحها ترمب على الواردات، بما فيها تلك الآتية من أوروبا، قد تؤثر بشكل عميق على قطاعات تعتمد بشكل كبير على الصادرات إلى أميركا.

وتظهر بيانات «المفوضية الأوروبية» أن «الاتحاد الأوروبي» صدّر سلعاً بقيمة 502.3 مليار يورو إلى الولايات المتحدة في عام 2023، وهو ما يمثل خُمس إجمالي الصادرات غير الأوروبية.

وتتصدر الصادراتِ الأوروبية إلى الولايات المتحدة الآلاتُ والمركباتُ (207.6 مليار يورو)، والمواد الكيميائية (137.4 مليار يورو)، والسلع المصنَّعة الأخرى (103.7 مليار يورو)، وتشكل معاً نحو 90 في المائة من صادرات الكتلة عبر المحيط الأطلسي.

ويحذر محللون في بنك «إيه بي إن أمرو» بأن الرسوم الجمركية «ستتسبب في انهيار الصادرات إلى الولايات المتحدة»، حيث من المرجح أن تكون الاقتصادات المعتمدة على التجارة، مثل ألمانيا وهولندا، الأكثر تضرراً.

ووفق «البنك المركزي الهولندي»، فإن الرسوم الجمركية المتوقعة من شأنها أن تخفض النمو الأوروبي بنحو 1.5 نقطة مئوية، وهو ما يعني خسارة اقتصادية محتملة قدرها 260 مليار يورو، استناداً إلى الناتج المحلي الإجمالي المقدر لأوروبا في عام 2024 بنحو 17.4 تريليون يورو.

وإذا تعثر نمو أوروبا تحت وطأة هذه الرسوم الجمركية المقترحة، فقد يضطر «البنك المركزي الأوروبي» إلى الرد بقوة، وخفض أسعار الفائدة إلى نحو الصفر بحلول عام 2025.

وفي المقابل، قد يستمر «بنك الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي في رفع أسعار الفائدة، مما يؤدي إلى «أحد أكبر وأطول الاختلافات في السياسة النقدية» بين «البنك المركزي الأوروبي» و«الاحتياطي الفيدرالي» منذ إنشاء اليورو في عام 1999.

يرى ديرك شوماخر، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي الأوروبي في مؤسسة «ناتيكسيس كوربوريت» الألمانية، أن زيادة التعريفات بنسبة 10 في المائة قد تقلل الناتج المحلي الإجمالي بنحو 0.5 في المائة بألمانيا، و0.3 في المائة بفرنسا، و0.4 في المائة بإيطاليا، و0.2 في المائة بإسبانيا.

ويحذر شوماخر بأن «منطقة اليورو قد تنزلق إلى الركود بتأثير التعريفات الجمركية الأعلى».

كما أن أرباح الشركات الأوروبية والاستثمارات في خطر، فوفقاً لخبراء الاقتصاد في «غولدمان ساكس»، فمن المرجح أن تؤدي التعريفات الجمركية واسعة النطاق إلى تآكل الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بنحو واحد في المائة.

ويتوقع الخبراء أن تؤدي خسارة واحد في المائة من الناتج المحلي الإجمالي إلى ضربة لأرباح سهم «EPS» للشركات الأوروبية بنسبة بين 6 و7 نقاط مئوية، وهذا سيكون كافياً لمحو نمو ربح السهم المتوقع لعام 2025.