باكستان: غضب بعد ترديد شعارات مؤيدة لـ«طالبان» خلال تشييع جنازة زعيم ديني

TT

باكستان: غضب بعد ترديد شعارات مؤيدة لـ«طالبان» خلال تشييع جنازة زعيم ديني

قالت الشرطة الباكستانية، أمس، إنها فتحت تحقيقاً عقب أن تم تصوير مشاركين في جنازة زعيم ديني، وهم يرددون شعارات مؤيدة لحركة «طالبان» ويلوحون بأعلامهم. وحدثت هذه الواقعة، أول من أمس، في الوقت الذي تغادر فيه القوات الدولية، أفغانستان. وهناك مخاوف من أن تزايد الفوضى والعنف في البلاد، حيث يجني متمردو «طالبان» مكاسب إقليمية كبيرة، قد يمتد إلى باكستان. وأقيمت مراسم الجنازة في بيشاور، عاصمة إقليم خيبر - باختونخوا بشمال غربي البلاد، المتاخم لأفغانستان. واحتشدت الجموع عقب أن تم إعادة جثمانه إلى المدينة من منطقة حدودية. وقال ضيا الله، المسؤول بشرطة بيشاور لوكالة الأنباء الألمانية، أمس، «جرى فتح قضية، والشرطة تبحث عن المسؤولين عن هذا العمل المستهجن». وأضاف أنه لم يتم اعتقال أي شخص على صلة بهذه القضية بعد. وقد أثار مقطع فيديو لمراسم الجنازة، تم تداوله بصورة كبيرة على شبكة الإنترنت، ويظهر فيه أشخاص يرددون شعارات مؤيدة لـ«طالبان» ويحملون أعلام «إمارة أفغانستان»، التي يستخدمها تنظيم «طالبان»، سخطاً، ودفع الشرطة لفتح تحقيق. إلى ذلك، دعا السفير الباكستاني في كابل إلى تعزيز قدرات الجيش الأفغاني، محذراً من التورط «الخطر» لميليشيات أفغانية في النزاع ضد «طالبان». وصرح السفير منصور أحمد خان لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن «الحكومة الأفغانية هي الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، وعلى جميع الدول التعاون لتحسين قدرات القوات الأفغانية بما يمكنها من الاستجابة للتحديات الأمنية». وحذر خان من أنه «إذا أسفر الوضع عن نوع من الحرب بين الميليشيات و(طالبان)، فسيكون ذلك خطراً، وسيستمر الوضع في التدهور». وأضاف: «لذلك من المهم تعزيز قدرة الحكومة الأفغانية على الدفاع عن نفسها». تأسست «طالبان» عام 1994 في أفغانستان بعد عامين من سقوط النظام الشيوعي، وكانت البلاد تشهد حينذاك نزاعاً بين المجاهدين الذين قاتلوا بين عامي 1979 و1989 الاحتلال السوفياتي. ونشأ عناصر «طالبان» في المدارس القرآنية في باكستان المتهمة بدعمهم وتمويلهم، وإيوائهم بعد الإطاحة بسلطتهم أواخر عام 2001 إثر تدخل عسكري دولي بقيادة الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول).



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.