قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي تتقدم جنوب تكريت

سيطرت على ثلث قرية البو عجيل.. وتحاول تطهير وسط بلدة الدور

متطوعون في قوات الحشد الشعبي يحتفلون بعد سيطرتهم على قرية البو عجيل شرق تكريت أمس (أ.ف.ب)
متطوعون في قوات الحشد الشعبي يحتفلون بعد سيطرتهم على قرية البو عجيل شرق تكريت أمس (أ.ف.ب)
TT

قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي تتقدم جنوب تكريت

متطوعون في قوات الحشد الشعبي يحتفلون بعد سيطرتهم على قرية البو عجيل شرق تكريت أمس (أ.ف.ب)
متطوعون في قوات الحشد الشعبي يحتفلون بعد سيطرتهم على قرية البو عجيل شرق تكريت أمس (أ.ف.ب)

سيطرت القوات العراقية المشتركة على وسط بلدة على المشارف الجنوبية لمدينة تكريت مسقط رأس صدام حسين أمس. وقال إن قوات الجيش والحشد الشعبي ما زالوا يكافحون من خلال إرسال مزيد من القوات وخوض معارك شرسة لطرد مقاتلي تنظيم داعش المحتمين بالمباني في الجزء الغربي من بلدة الدور.
وحسب قادة عسكريين فإن القوات المشتركة بدأت هجوما آخر في وقت متأخر أول من أمس لاقتحام وسط الدور. وبحلول أمس نجحت هذه القوات في الاستيلاء على المنطقة المركزية التي تقع بها المقار الحكومية لكن مقاتلي التنظيم المتشدد ما زالوا يسيطرون على مواقع في الغرب.
ونقلت وكالة رويترز عن أحمد الياسري، وهو قائد في الحشد الشعبي يقاتل في الدور، أن قناصة «داعش» ما زالوا «يستهدفون قواتنا» من بعض المباني المرتفعة. وأضاف أنه كان من المنتظر أن تنجح طائرات الهليكوبتر التابعة للجيش في التغلب عليهم مساء أمس.
وذكر مسؤولون أن قوات الأمن ومقاتلي الحشد الشعبي سيطروا أيضا على ثلث قرية البو عجيل جنوبي تكريت. وتتهم السلطات وقوات الحشد الشعبي بعض سكان البو عجيل بالمشاركة في قتل جنود من قاعدة سبايكر العسكرية القريبة عندما اجتاح مقاتلو «داعش» تكريت وشمال العراق في يونيو (حزيران) الماضي. ووصف مقاتلو الحشد الشعبي التقدم في البو عجيل بأنه انتقام لقتلى سبايكر رغم أن زعماء هذه الجماعات يقولون إن جميع المدنيين في هذه المنطقة السنية سيلقون معاملة حسنة.
وفي أماكن أخرى بالعراق قالت الشرطة ومصادر طبية إن 4 أشخاص على الأقل لقوا حتفهم عندما انفجرت قنبلة في أحد الشوارع المزدحمة بحي الطالبية الذي تقطنه أغلبية شيعية في شرق العاصمة بغداد. وفي حي الحسينية ذي الأغلبية الشيعية في الأطراف الشمالية من بغداد انفجرت قنبلة قرب مطعم فأودت بحياة 3 أشخاص. وانفجرت قنبلة أخرى في شارع مزدحم مما أدى إلى مقتل 2 من المارة في بلدة المدائن التي تبعد 30 كيلومترا جنوب شرقي بغداد.
وقالت الشرطة ومصادر طبية إن 3 مدنيين قتلوا وأصيب 17 عندما انفجرت سيارة ملغومة كانت متوقفة في بلدة المحمودية ذات الأغلبية الشيعية والواقعة إلى الجنوب من بغداد.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.