فيما كان وفد يمثل المكتب السياسي لحركة «طالبان» يجري مباحثات أمس في مبنى الخارجية الروسية بموسكو، أعلن الكرملين عن اقتناعه بـ«ضرورة التواصل مع الحركة، على خلفية تطورات الوضع في أفغانستان وحولها». وقال الناطق الرئاسي، ديمتري بيسكوف، إن الرئيس فلاديمير بوتين على اطلاع بمجريات المباحثات أثناء زيارة وفد «طالبان»، موضحاً أن «مثل هذه الاتصالات ضروري على خلفية تطورات الوضع والتوترات القائمة في أفغانستان وعند حدودها مع طاجيكستان».
وتجنب بيسكوف الإجابة عن سؤال حول ما إذا كانت روسيا ستعترف بـ«طالبان» كحكومة رسمية في أفغانستان إذا أحكمت الحركة سيطرتها على البلاد، بعد الانسحاب الأميركي، واكتفى بالقول إن أي مواقف بهذا الخصوص غير مقبولة في الظروف الحالية.
وكانت موسكو وسعت تحركاتها أخيراً وأجرت اتصالات مع طاجيكستان وأوزبكستان وأعلنت استعدادها لضمان أمن حدود البلدين مع أفغانستان وسط مخاوف من انزلاق الوضع الأمني في المنطقة. وجاء ذلك بعد تقديم حكومة طاجيكستان طلباً لدول منظمة معاهدة الأمن الجماعي لمساعدتها في تأمين الحدود مع أفغانستان، على خلفية سيطرة «طالبان» على جزء من المناطق الحدودية، بالتزامن مع انسحاب قوات حلف الأطلسي. وأفاد بيان أصدرته الخارجية الروسية بعد المحادثات بأن حركة «طالبان» باتت تسيطر على ثلثي المساحة الحدودية الفاصلة بين أفغانستان وطاجيكستان. وزادت أن روسيا ودول منظمة معاهدة الأمن الجماعي سوف «تعمل بشكل حاسم لمنع وقوع أي عدوان أو استفزاز على الحدود الطاجيكية – الأفغانية»، موضحة أن «القاعدة الروسية في طاجيكستان مجهزة بكل ما يلزم لاتخاذ إجراءات في حال توترت الأوضاع». وكشفت أنه في 16 من الشهر الجاري سيبحث وزراء خارجية روسيا وقرغيزيا وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان الوضع الأمني بعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان. وسيسبق ذلك لقاء بين منظمة شنغهاي للتعاون وأفغانستان ينظم في 14 يوليو (تموز).
من جانبه سعى وفد حركة «طالبان» من موسكو، إلى طمأنة موسكو بأن الحركة لن تسمح بتواجد تنظيم «داعش» على الأراضي الأفغانية. ولفت الناطق باسم وفد الحركة، شهاب الدين ديلاوار، إلى أن «طالبان» ستتخذ «جميع الإجراءات لضمان عدم وجود التنظيم على أراضي أفغانستان». وقال خلال اللقاء إن 85 في المائة من الأراضي الأفغانية باتت تحت سيطرة الحركة. كما أكد الوفد أن الحركة تجري مفاوضات مع ممثلي المجتمع الأفغاني لتحديد الهيكل العام للدولة، مشيراً إلى أن الحركة تبحث إمكانية وقف إطلاق النار مع الحكومة في كابل.
وفي وقت لاحق أمس أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لن تتخذ أي خطوات إزاء الوضع في أفغانستان، ما لم تخرج الأعمال القتالية الجارية هناك عن حدود البلاد.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده في موسكو مع نظيره الهندي سوبرامانيان جيشانكار، بأنه «تم بوساطة الولايات المتحدة ترسيم الخطوات الواجب اتخاذها من أجل استقرار الوضع وإطلاق عملية سياسية والتوصل إلى اتفاق بخصوص المرحلة الانتقالية، ثم تحديد المعايير النهائية لمستقبل أفغانستان. من الواضح أنه ليس بإمكان أحد سوى الأفغان أنفسهم حل هذه المسائل، لكن الاتفاقات المبرمة بين واشنطن و«طالبان» استدعت ترحيب جميع الأطراف، ونحن نؤيد تطبيقها».
في الوقت نفسه، أكد لافروف أن التطورات الأخيرة في أراضي أفغانستان تثير قلق موسكو إزاء خطر «امتداد المشاكل إلى أراضي حلفائنا».
وفي معرض تعليقه على سيطرة «طالبان» على معابر حدودية عند حكومة أفغانستان مع طاجيكستان وإيران، قال لافروف: «طالما يحدث ذلك في أراضي أفغانستان، لا نعتزم اتخاذ أي إجراءات سوى تكرار نداءاتنا الملحة إلى إطلاق العملية السياسية التي أيدتها جميع الأطراف الأفغانية في تصريحاتها الشفهية في أسرع وقت ممكن».
«طالبان» تطمئن موسكو: لن نسمح بوجود «داعش»
«طالبان» تطمئن موسكو: لن نسمح بوجود «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة