إضراب للصيدليات في لبنان اليوم احتجاجاً على عدم توافر الدواء

TT

إضراب للصيدليات في لبنان اليوم احتجاجاً على عدم توافر الدواء

تبدأ صيدليات لبنان اليوم إضراباً مفتوحاً احتجاجاً على عدم تسلمها الكميات المطلوبة من الأدوية منذ فترة، وغياب الآليات الجديدة المتعلقة باستمرار دعم عدد من الأدوية من قبل «مصرف لبنان».
وأعلن تجمع أصحاب الصيدليات، أمس، الإضراب العام والمفتوح على كامل الأراضي اللبنانية، إلى حين إصدار وزارة الصحة لوائح الأدوية وتصنيفها بحسب الاتفاق مع المصرف المركزي، معتبراً في بيان له أنّ هذه اللوائح هي الطريقة الوحيدة التي ستحمل المستوردين على الإفراج عن الأدوية التي وعدهم «مصرف لبنان» بصرف الاعتمادات لها مراراً، ليعود وينكث بوعوده لهم.
ويعيش لبنان أزمة شح في الدواء، بسبب عدم فتح «مصرف لبنان» اعتمادات جديدة لاستيراد الأدوية منذ أكثر من شهر، فضلاً عن عدم تسديد اعتمادات لمستحقات متراكمة ومترتبة لصالح الشركات المصدرة للأدوية تجاوزت الـ600 مليون دولار، حسبما تؤكّد نقابة مستوردي الأدوية.
ورغم إعلان رئاسة الجمهورية بعد اجتماع طارئ عقد الأسبوع الماضي بحضور الوزراء المعنييين وحاكم «مصرف لبنان»، رياض سلامة، استمرار دعم الدواء بشكل استثنائي أعلن «مصرف لبنان» منذ أيام أنه سيقوم بتسديد الاعتمادات والفواتير التي ستقدم إليه من قبل المصارف، والتي تتعلق بالأدوية، لا سيما أدوية الأمراض المزمنة والمستعصية، وفقاً للأولويات التي تحددها وزارة الصحة وضمن مبلغ لا يتعدى 400 مليون دولار يغطي أيضاً مستوردات أخرى، بما فيها الطحين، بما يضمن احترام نسبة التوظيفات الإلزامية، الأمر الذي اعتبره تجمع أصحاب الصيدليات رفعاً للدعم بشكل شبه كامل عن معظم الأدوية باستثناء تلك الخاصة بالأمراض المستعصية والمزمنة.
من جهة أخرى، أشار التجمع إلى الاعتداءات المتكررة وحالات السطو على المؤسسات الصيدلانية من قبل البعض بحجة عدم حصولهم على أدويتهم، بالإضافة إلى انتشار الأدوية المزورة والمهربة بشكل غير مسبوق في البيوت والمستودعات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يتاجر بها مَن لا يفقه في عالم الدواء، بهدف تحقيق الأرباح بغطاء إنساني مقنّع.
وكانت مجموعة من المحتجين دخلت أول من أمس إلى مستودع للأدوية في مدينة طرابلس (شمال لبنان)، حيث تم العثور على المئات من أصناف الأدوية المفقودة من الأسواق. وطالَب المحتجون بعد دخول المستودع وزير الصحة والأجهزة الأمنية والرقابية بالتدخل فوراً وإجراء المقتضى اللازم، وتوزيع الأدوية على الصيدليات.
واعتبر تجمع أصحاب الصيدليات أنّ وزارة الصحة ماطلت في إيجاد الحلول، وتجاهلت الانهيار في الأمن الدوائي منذ أشهر، واكتفت بتصريحات غير مسؤولة عبر الإعلان أن الدعم خط أحمر، ومن ثمّ جاءت منذ يومين بقرار متأخر للبحث عن أدوية بديلة بسعر مناسب لتعويض النقص في السوق الدوائية وفقدان الأدوية التي رفع عنها الدعم، علماً بأن هكذا أدوية، وفي حال توافرت، ستحتاج إلى أشهر لتوزيعها في الأسواق، ريثما يتم عقد صفقات شرائها وإخضاعها لاختبارات الجودة، وصولاً إلى شحنها وتوزيعها.
وكان وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن أعلن أنّ الاتفاق مع «مصرف لبنان المركزي» قضى بتحديد الدعم الشهري للدواء بمبلغ 50 مليون دولار، وفق أولويات تحددها الوزارة، موضحاً أنه سيُصدِر تعميماً ينص على اعتماد التراتبية بدءاً من أدوية الأمراض المستعصية إلى الأمراض المزمنة والنادرة وغيرها.
كما اتخذ وزير الصحة قرارين بالسماح بالاستيراد والتسجيل الطارئ لأدوية من مصادر مختلفة، بشرط أن تراعي مبدأي الجودة والسعر التنافسي، ما يمكن أن يؤدي إلى حل مشكلة الدواء في فترة شهرين أو ثلاثة، حسب تعبيره.
وتبلغ كلفة دعم الأدوية من قبل «مصرف لبنان» عبر تأمين 85 في المائة من قيمة فاتورة استيراده على السعر الرسمي للدولار، ملياراً و200 مليون دولار، وتسعى الحكومة من خلال خطة وضعتها إلى تخفيض هذه القيمة إلى نحو 600 مليون دولار.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.