الدبيبة يشدد على إنجاح الانتخابات ويدعو لمشاركة فاعلة من الليبيين

يشارك في إقرار النواب ميزانية الحكومة اليوم

الدبيبة خلال تدشين سجل الناخبين في طرابلس أمس (رئاسة الحكومة الليبية) 
الدبيبة خلال تدشين سجل الناخبين في طرابلس أمس (رئاسة الحكومة الليبية) 
TT

الدبيبة يشدد على إنجاح الانتخابات ويدعو لمشاركة فاعلة من الليبيين

الدبيبة خلال تدشين سجل الناخبين في طرابلس أمس (رئاسة الحكومة الليبية) 
الدبيبة خلال تدشين سجل الناخبين في طرابلس أمس (رئاسة الحكومة الليبية) 

دعا عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية، الأطراف المعنية لتقديم كل ما يمكن من التنازلات لتوفير البيئة المناسبة لإنجاح الانتخابات المقررة قبل نهاية العام الجاري، وتغليب مصلحة الوطن العليا على المصالح الشخصية والجهوية.
وتعهد الدبيبة خلال مشاركته أمس في افتتاح المركز الإعلامي للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات بالعاصمة طرابلس، وانطلاق عملية تحديث سجل الناخبين تمهيداً لإجراء العملية الانتخابية المقبلة، ببذل كل ما بوسعه لإتمام العملية في موعدها، وتوفير حكومته كل الدعم للمفوضية من تخصيص الموارد المالية والتحضير لحماية الانتخابات.
وحث على المشاركة الفاعلة من جميع المواطنين، واعتبر أن عزوفهم عن الاقتراع بمثابة صك مفتوح يتيح المجال لأقلية بأن تفرض توجهاتها على غالبية الشعب.
ووصف فتح سجل الناخبين بخطوة إيجابية من مفوضية الانتخابات تمهيداً للاستحقاق الوطني وإجراء انتخابات حرة وشفافة في موعدها، مؤكداً التزام حكومته بما سيتم إقراره بشأن القاعدة الدستورية وحرصه شخصياً على تعزيز مبدأ التداول السلمي على السلطة من خلال الانتخابات. وقال إن الحكومة مستمرة في العمل بشكل متواز في تحسين ظروف المواطن الحياتية، وتوحيد المؤسسات الأمنية ورفع مستوى أدائها لمواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة، لترسيخ الأمن والسلم الاجتماعي اللازمين لهذه الانتخابات.
ودشنت المفوضية العليا للانتخابات منظومة تسجيل الناخبين كأول مرحلة من مراحل العملية الانتخابية المقبلة، حيث بدأت في استقبال رسائل المواطنين الراغبين في التسجيل أو تغيير مراكز انتخابهم، أو الذين وصلوا إلى السن القانونية للتسجيل للانتخاب.
وقال عماد السايح رئيس المفوضية إنه لم يتم تحديث السجل منذ 2017، وذلك يتطلب منا التحديث للذهاب نحو الاستحقاق، لافتا إلى أن العملية ستستمر لمدة 30 يوما قابلة للتمديد.
وتعهد ريتشارد نورلاند السفير الأميركي والمبعوث الخاص لدى ليبيا، في كلمة ألقاها أمس عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، بتقديم بلاده الدعم للمركز الإعلامي للمفوضية وكل ما يتعلق بالانتخابات لضمان إجرائها في موعدها. وقال إن جميع المسؤولين الليبيين الذين تحدثت إليهم، لديهم حماسة للفرص المتاحة أمام مستقبل ليبيا، وأن تكون لديها حكومة ذات شرعية كاملة وبإمكانيات لتقديم الخدمات واستعادة السيادة للدولة من التدخل الخارجي.
إلى ذلك، من المنتظر أن يمثل الدبيبة اليوم أمام مجلس النواب بمقره في مدينة طبرق بأقصى شرق البلاد، لمناقشة الميزانية العامة للدولة، التي وصفها بأنها الأقل في تاريخ الحكومات السابقة، معربا عن أمله في أن يقرها المجلس الذي علّق الثلاثاء الماضي جلسة مناقشة الميزانية لتغيب الدبيبة ووجوده خارج البلاد.
واستبق عبد الله بليحق الناطق باسم مجلس النواب الجلسة، بتوضيح أن بند المناصب السيادية قد لا يتم مناقشته رغم إدراجه في جدول أعمالها، مشيرا في تصريحات لوسائل إعلام محلية إلى أن جلسة اليوم ستخصص لمناقشة الموازنة العامة مع حكومة الوحدة التي ستحضر.
وكان الدبيبة أكد أن هدف حكومته بلوغ الليبيين الاستحقاق الانتخابي في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل ووضع المواطن الليبي إصبعه في الحبر واختيار من يريد باقتناع كامل ودون تدخل أو ضغط من أحد.
وقال الدبيبة في تصريحات تلفزيونية مساء أول أمس إن حكومته ستعمل على التسريع بإجراء الانتخابات في موعدها، لافتا إلى أن دورها في العملية الانتخابية يقتصر على تخصيص مبالغ للمفوضية لتمويل الانتخابات، وحماية وتأمين الانتخابات. وشدد على ضرورة وجود دستور يحكم بين كل الأطراف بعدالة كاملة، مشيراً إلى أنه لدينا منذ سنوات تم تشكيل هيئة لصياغة الدستور، وتوصلت إلى وضع مسودة إلا أن عليها بعض الخلافات، وقال إننا نريد دولة عصرية مدنية، العسكري في مكانه والمدني في مكانه والشرطي في مكانه. وأضاف «من يريد أن يقف ضدنا ويعادينا فلن نبني معه أي علاقات، ومن يقف معنا ويساعدنا اليوم سنقف معه غدا»، مشيراً إلى أن وزير خارجية مالطا سيزور ليبيا، ومن المتوقع أن يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليبيا.
وقال الدبيبة إن نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية، «تتحدث باسم ليبيا»، واصفا إياها بأنها «من أهم الوزيرات في حكومته وأنه يفتخر بها».
ورداً على ما تردد بشأن منح أموال لتونس، أجاب الدبيبة «لو عندنا أربعة مليارات زائدة فلن نبخل بها وليست خسارة في أشقائنا في تونس». وبعدما أكد أن القوة التي على الأرض هي قوة الشعب ولا توجد قوة أخرى تقرر مصير الليبيين وليس بأي قوة عسكرية أو بلطجية، حذر الدبيبة من اختراق المخابرات العالمية لليبيا بسبب خيراتها التي لا توجد في أي دولة.
ودعا من وصفهم بالقلة التي أفسدت الحياة السياسية والاجتماعية في ليبيا لأن تترك الميدان لليبيين وأن تبتعد، كما طالب بضرورة محاسبة الفاسدين وتوقع انتهاء أزمة الكهرباء بشكل تام، مع حلول شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وأكد أن 48 في المائة من باب التنمية ستخصص لقطاع النفط، داعيا إلى ضرورة الاتجاه إلى الطاقات البديلة، مشيرا إلى أن إنتاج ليبيا من النفط الخام يجب أن يصل إلى 4 أو 5 ملايين برميل يومياً لبناء مؤسساتنا والاستفادة منها في برامج التنمية.
ورغم وجود محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي بمدينة طبرق التي عاد إليها مساء أول أمس بعد مشاركته في افتتاح مصر لأحدث قواعدها البحرية على مقربة من الحدود مع ليبيا، نفى ناطق باسم رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، عقد اجتماع مشترك مع المنفي والمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني، مؤكداً أنه «لا موقف مشتركا مع حفتر فيما يتعلق بالقاعدة الدستورية للانتخابات المرتقبة».
إلى ذلك، تم تأجيل الاجتماع الذي كان مقررا أن تعقده أمس في مدينة سرت اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، التي تضم ممثلي قوات الجيش الوطني والقوات الموالية لحكومة الوحدة، لمتابعة الإجراءات الخاصة بإعادة فتح الطريق الساحلي الرابط بين مدينتي سرت ومصراتة والمغلق منذ نحو عامين، وقالت مصادر في اللجنة إن الاجتماع ألغي وقد يعقد في وقت سيتم تحديده لاحقا، من دون تقديم أي تفسير.



«مقترح مصري» يحرّك «هدنة غزة»

رد فعل امرأة فلسطينية في موقع غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين بغزة (رويترز)
رد فعل امرأة فلسطينية في موقع غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين بغزة (رويترز)
TT

«مقترح مصري» يحرّك «هدنة غزة»

رد فعل امرأة فلسطينية في موقع غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين بغزة (رويترز)
رد فعل امرأة فلسطينية في موقع غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين بغزة (رويترز)

حديث إسرائيلي عن «مقترح مصري» تحت النقاش لإبرام اتفاق هدنة في قطاع غزة، يأتي بعد تأكيد القاهرة وجود «أفكار مصرية» في هذا الصدد، واشتراط إسرائيل «رداً إيجابياً من (حماس)» لدراسته، الخميس، في اجتماع يترأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

تلك الأفكار، التي لم تكشف القاهرة عن تفاصيلها، تأتي في «ظل ظروف مناسبة لإبرام اتفاق وشيك»، وفق ما يراه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، مع ضغوط من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإطلاق سراح الرهائن قبل وصوله للبيت الأبيض، كاشفين عن أن «حماس» تطالب منذ طرح هذه الأفكار قبل أسابيع أن يكون هناك ضامن من واشنطن والأمم المتحدة حتى لا تتراجع حكومة نتنياهو بعد تسلم الأسرى وتواصل حربها مجدداً.

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، عن أن «إسرائيل تنتظر رد حركة حماس على المقترح المصري لوقف الحرب على غزة»، لافتة إلى أن «(الكابينت) سيجتمع الخميس في حال كان رد (حماس) إيجابياً، وذلك لإقرار إرسال وفد المفاوضات الإسرائيلي إلى القاهرة».

فلسطيني نازح يحمل كيس طحين تسلمه من «الأونروا» في خان يونس بجنوب غزة الثلاثاء (رويترز)

ووفق الهيئة فإن «المقترح المصري يتضمن وقفاً تدريجياً للحرب في غزة وانسحاباً تدريجياً وفتح معبر رفح البري (المعطل منذ سيطرة إسرائيل على جانبه الفلسطيني في مايو/أيار الماضي) وأيضاً عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة».

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء، خلال حديث إلى جنود في قاعدة جوية بوسط إسرائيل إنه «بسبب الضغوط العسكرية المتزايدة على (حماس)، هناك فرصة حقيقية هذه المرة لأن نتمكن من التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن».

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أكد، الأربعاء، استمرار جهود بلاده من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. وقال عبد العاطي، في مقابلة مع قناة «القاهرة الإخبارية»: «نعمل بشكل جاد ومستمر لسرعة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في غزة»، مضيفاً: «نأمل تحكيم العقل ونؤكد أن غطرسة القوة لن تحقق الأمن لإسرائيل».

وأشار إلى أن بلاده تعمل مع قطر وأميركا للتوصل إلى اتفاق سريعاً.

يأتي الكلام الإسرائيلي غداة مشاورات في القاهرة جمعت حركتي «فتح» و«حماس» بشأن التوصل لاتفاق تشكيل لجنة لإدارة غزة دون نتائج رسمية بعد.

وكان عبد العاطي قد قال، الاثنين، إن «مصر ستستمر في العمل بلا هوادة من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين»، مؤكداً أنه «بخلاف استضافة حركتي (فتح) و(حماس) لبحث التوصل لتفاهمات بشأن إدارة غزة، فالجهد المصري لم يتوقف للحظة في الاتصالات للتوصل إلى صفقة، وهناك رؤى مطروحة بشأن الرهائن والأسرى».

عبد العاطي أشار إلى أن «هناك أفكاراً مصرية تتحدث القاهرة بشأنها مع الأشقاء العرب حول وقف إطلاق النار، وما يُسمى (اليوم التالي)»، مشدداً على «العمل من أجل فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني» الذي احتلته إسرائيل في مايو الماضي، وكثيراً ما عبّر نتنياهو عن رفضه الانسحاب منه مع محور فيلادلفيا أيضاً طيلة الأشهر الماضية.

وكان ترمب قد حذر، الاثنين، وعبر منصته «تروث سوشيال»، بأنه «سيتم دفع ثمن باهظ في الشرق الأوسط» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة قبل أن يقسم اليمين رئيساً في 20 يناير (كانون الثاني) 2025.

دخان يتصاعد بعد ضربة إسرائيلية على ضاحية صبرا في مدينة غزة الثلاثاء (أ.ف.ب)

وأفاد موقع «أكسيوس» الأميركي بأن مايك والتز، مستشار الأمن القومي الذي اختاره ترمب، سيقابل وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمير، الأربعاء، لمناقشة صفقة بشأن قطاع غزة.

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور عبد المهدي مطاوع أن «المقترح المصري، حسبما نُشر في وسائل الإعلام، يبدأ بهدنة قصيرة تجمع خلالها (حماس) معلومات كاملة عن الأسرى الأحياء والموتى ثم تبدأ بعدها هدنة بين 42 و60 يوماً، لتبادل الأسرى الأحياء وكبار السن، ثم يليها حديث عن تفاصيل إنهاء الحرب وترتيبات اليوم التالي الذي لن تكون (حماس) جزءاً من الحكم فيه»، مضيفاً: «وهذا يفسر جهود مصر بالتوازي لإنهاء تشكيل لجنة إدارة القطاع».

وبرأي مطاوع، فإن ذلك المقترح المصري المستوحى من هدنة لبنان التي تمت الأسبوع الماضي مع إسرائيل أخذ «دفعة إيجابية بعد تصريح ترمب الذي يبدو أنه يريد الوصول للسلطة والهدنة موجودة على الأقل».

هذه التطورات يراها الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية اللواء سمير فرج تحفز على إبرام هدنة وشيكة، لكن ليس بالضرورة حدوثها قبل وصول ترمب، كاشفاً عن «وجود مقترح مصري عُرض من فترة قريبة، و(حماس) طلبت تعهداً من أميركا والأمم المتحدة بعدم عودة إسرائيل للحرب بعد تسلم الرهائن، والأخيرة رفضت»، معقباً: « لكن هذا لا ينفي أن مصر ستواصل تحركاتها بلا توقف حتى التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن في أقرب وقت ممكن».

ويؤكد الأكاديمي المصري المتخصص في الشؤون الإسرائيلية الدكتور أحمد فؤاد أنور أن «هناك مقترحاً مصرياً ويسير بإيجابية، لكن يحتاج إلى وقت لإنضاجه»، معتقداً أن «تصريح ترمب غرضه الضغط والتأكيد على أنه موجود بالمشهد مستغلاً التقدم الموجود في المفاوضات التي تدور في الكواليس لينسب له الفضل ويحقق مكاسب قبل دخوله البيت الأبيض».

ويرى أن إلحاح وسائل الإعلام الإسرائيلية على التسريبات باستمرار عن الهدنة «يعد محاولة لدغدغة مشاعر الإسرائيليين والإيحاء بأن حكومة نتنياهو متجاوبة لتخفيف الضغط عليه»، مرجحاً أن «حديث تلك الوسائل عن انتظار إسرائيل رد (حماس) محاولة لرمي الكرة في ملعبها استغلالاً لجهود القاهرة التي تبحث تشكيل لجنة لإدارة غزة».

ويرى أنور أن الهدنة وإن بدت تدار في الكواليس فلن تستطيع حسم صفقة في 48 ساعة، ولكن تحتاج إلى وقت، معتقداً أن نتنياهو ليس من مصلحته هذه المرة تعطيل المفاوضات، خاصة أن حليفه ترمب يريد إنجازها قبل وصوله للسلطة، مستدركاً: «لكن قد يماطل من أجل نيل مكاسب أكثر».