توتر جمهوري بعد تعيين ليز تشيني في لجنة خاصة بأحداث «الكابيتول»

TT

توتر جمهوري بعد تعيين ليز تشيني في لجنة خاصة بأحداث «الكابيتول»

عادت أحداث اقتحام «الكابيتول» إلى الواجهة، ومعها عادت مشاهد الاقتتال الداخلي الجمهوري وخلافات الحزب بشأن مسؤولية الرئيس السابق دونالد ترمب عن الأحداث. فبعد أن قررت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إنشاء لجنة خاصة للتحقيق بالاقتحام الذي هزّ أروقة «الكابيتول» في السادس من يناير (كانون الثاني) ومعارضة أغلبية الجمهوريين لقرارها، وجهت رئيسة المجلس المحنكة ضربتها القاضية للحزب المنافس، فأعلنت عن تعيين أحد القيادات الجمهورية السابقة ليز تشيني في اللجنة، لتجرد بذلك الجمهوريين من توصيفهم للجنة بأنها حزبية ومنحازة.
وجاء خيار بيلوسي لتشيني ليعزز من موقف النائبة الجمهورية المنتقد لأداء ترمب على خلفية الأحداث، وهي التي صوّتت لصالح عزله في مجلس النواب لتخسر بذلك منصبها القيادي في الحزب، بعد أن قرر الجمهوريون تجريدها من منصبها لمعاقبتها على تحديها للرئيس السابق. ورغم العقاب، لم تتراجع تشيني عن تحديها لقيادات حزبها في مجلس النواب، وخير دليل على ذلك قبولها المنصب من دون أدنى تردد، رغم تهديد زعيم الأقلية الجمهورية في النواب كيفين مكارثي لأي جمهوري يستلم مقعداً على اللجنة بتجريده من منصبه في اللجان المختصة في الكونغرس. وأصدرت تشيني بياناً مشبعاً بالتحدي لمكارثي فقالت: «يشرفني تعييني في اللجنة الخاصة لأحداث 6 يناير. الكونغرس ملزم بإجراء تحقيق متكامل بشأن أخطر اعتداء على الكابيتول منذ العام 1814». كلمات واضحة وموجهة إلى زملائها الجمهوريين الذين عرقلوا مساعي الديمقراطيين لتأسيس لجنة مستقلة من الحزبين، ما أدى بالتالي إلى قرار بيلوسي إنشاء اللجنة الخاصة التي لا تتمتع بصلاحيات اللجنة المستقلة نفسها، لكنها تستطيع استدعاء مسؤولين للإدلاء بإفاداتهم، وسط توقعات بأن يتم استدعاء زعيم الأقلية الجمهورية للحديث عن الاتصال الهاتفي الذي جمعه بترمب يوم الحادث، الذي طالبه فيه بالتدخل لوقف مناصريه من دخول المبنى. ورغم توتر العلاقة بين مكارثي وترمب في الفترة التي لحقت بالأحداث، فإن زعيم الأقلية سرعان ما صحح العلاقات الثنائية على أمل أن يحافظ على دعم ترمب لانتزاع الأغلبية من الديمقراطيين في الانتخابات التشريعية. وقال عن تعيين تشيني التي كانت تشغل المنصب الثالث في القيادات الجمهورية قبل تجريدها من المنصب: «لقد أصبت بالصدمة لأنها وافقت على تعيين رئيسة المجلس لها. ويبدو لي أنني لم أسمع منها لأنها أقرب لبيلوسي مننا». ولم يحدد مكارثي ما إذا كان ينوي تجريد تشيني من منصبها في لجنة القوات المسلحة، خاصة في ظل رفضه لتجريد نواب جمهوريين داعمين لترمب من مناصبهم على خلفية تصريحات عدة لهم مثيرة للجدل. يأتي هذا فيما أعلن وزير العدل الأميركي أن الوزارة اعتقلت أكثر من 500 شخص حتى الساعة من مقتحمي الكابيتول، ووجهت التهم لأكثر من 100 لضلوعهم بأعمال عنف ضد عناصر الأمن.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».