تبرئة دنماركي من جريمة قتل وقعت قبل 34 عاماً على سفينة في البلطيق

محاكمة رجل دنماركي (بدلة زرقاء) في محكمة مقاطعة ساوث ويست في توركو - فنلندا (رويترز)
محاكمة رجل دنماركي (بدلة زرقاء) في محكمة مقاطعة ساوث ويست في توركو - فنلندا (رويترز)
TT

تبرئة دنماركي من جريمة قتل وقعت قبل 34 عاماً على سفينة في البلطيق

محاكمة رجل دنماركي (بدلة زرقاء) في محكمة مقاطعة ساوث ويست في توركو - فنلندا (رويترز)
محاكمة رجل دنماركي (بدلة زرقاء) في محكمة مقاطعة ساوث ويست في توركو - فنلندا (رويترز)

برأت محكمة فنلندية، أمس الأربعاء، دنماركياً يحاكَم على خلفية جريمة قتل وقعت قبل 34 عاماً وراح ضحيتها شاب ألماني على متن سفينة في بحر البلطيق، بسبب نقص الأدلة.
وذكرت محكمة توركو في بيان أن الادعاء «فشل في أن يثبت أن المتهم كان الشخص الوحيد الذي أتيحت أمامه فرصة وإمكانية ارتكاب الجرائم».
وقد دفع هرمان هيمله، وهو عضو في الكشافة كان في سن الثامنة عشرة عند حصول الوقائع، ببراءته في قضية قتل كلاوس شيلكله (20 عاماً) ومحاولة قتل صديقته بيتينا تاكسيس (22 عاماً) فجر 28 يوليو (تموز) 1987 على متن سفينة «فايكينغ سالي» خلال رحلة بين ستوكهولم وتوركو في جنوب غربي فنلندا.
وكان هذان الطالبان في ألمانيا الغربية يجريان رحلة إلى البلدان الإسكندينافية عندما عُثر عليهما في مساحة للتخييم في الهواء الطلق على السفينة، مع إصابات بالغة في الرأس. وقد توفي كلاوس شيلكله عند نقله إلى المستشفى.
وحكمت المحكمة على الدولة الفنلندية بدفع تعويض للمتهم عن المحاكمة، بمبلغ وقدره ثلاثة آلاف يورو.
وفي بداية الجلسات في مايو (أيار)، نقل المدعون العامون عن شهود أن هيمله تباهى بأنه «نجح في الإفلات من التوقيف إثر ارتكابه جريمة قتل».
لكن وكلاء الدفاع قالوا إن هذه التصريحات لا تعكس حقيقة ما حصل وقد أدلى بها الدنماركي بهدف إخافة الناس بينهم زوجته السابقة، واختبار إخلاصهم له.
وبعدما استجوبت جميع الأشخاص الموجودين على سفينة «فايكينغ سالي» لدى وصولهم إلى توركو سنة 1987. لم تنجح الشرطة في كشف ملابسات القضية مذاك. ويعود ذلك خصوصاً بسبب نقص في ملفات الركاب وفي أدلة الحمض النووي وكاميرات المراقبة.
لكن في سبتمبر (أيلول) 2020. أعلنت السلطات أنها تعرفت إلى مشتبه به بعدما تلقت معلومات جديدة سنة 2016.



«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».