«إخوان الأردن» يتنازعون الشرعية

ذنيبات: نحن «الجماعة» وعلى الحكومة تطبيق القانون.. وهمام سعيد إلى تركيا لاستشارة التنظيم العالمي

أردنيون يشاركون في مسيرة احتجاجية في عمان أمس ضد اتفاقية استيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل (رويترز)
أردنيون يشاركون في مسيرة احتجاجية في عمان أمس ضد اتفاقية استيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل (رويترز)
TT

«إخوان الأردن» يتنازعون الشرعية

أردنيون يشاركون في مسيرة احتجاجية في عمان أمس ضد اتفاقية استيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل (رويترز)
أردنيون يشاركون في مسيرة احتجاجية في عمان أمس ضد اتفاقية استيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل (رويترز)

أعلنت جمعية الإخوان المسلمين الجديدة، أمس، عبد المجيد الذنيبات مراقبا عاما لها وشرف القضاة نائبا له. كما أعلنت في مؤتمر صحافي عقدته تشكيل مكتب تنفيذي جديد للجماعة.
والذنيبات هو المؤسس للجمعية الجديدة للإخوان التي حصلت رسميا قبل أيام على ترخيص وسجلت ضمن سجلات الجمعيات في وزارة التنمية الاجتماعية. وفاقمت خطوة الذنيبات الأزمة داخل جماعة الإخوان المسلمين الأم، حيث دعا فريق حكماء «الجماعة» أمس، أركان الدولة إلى إعادة النظر في آلية التعاطي الرسمية مع «خلافات الإخوان»، كما دعا «قيادة» الأخيرة إلى تقديم «تنازلات» داخلية للخروج من الأزمة. وقال الذنيبات في المؤتمر الصحافي إن الهيئة التأسيسية المستقلة الأردنية التأمت، مشيرا إلى أن هذه الهيئة لا ترتبط بأي جهة على حد وصفه، وأن الخطوة التي قام بها تأتي لتصويب الوضع القانوني للجماعة لحمايتها من الحل واستعدادها للمرحلة القادمة، مشيرا إلى أن الجماعة تعد نفسها ملكا لأعضائها. وقال الذنيبات إن جماعته ستنتهج منهجا علنيا بعيدا عن السرية، وإن هذه الخطوة ليست مناكفة لأحد، بل للمصلحة العامة وهي فوق الأشخاص مهما كانت مكانتهم. وأشار إلى أن جماعته فتحت باب العضوية منوها بأنها ليست منعزلة عن قضايا الأمة ومن أبرزها القضية الفلسطينية، وأنها ستقف أمام كل محاولات الفرقة والانقسام. وأكد أن جماعته لا تستقوي بطرف دون آخر ولا تستقوي الدولة، وأنها لا نستنكف عن الخضوع للقانون.
وادعى الذنيبات أن جماعة الإخوان (الأم) الآن غير قانونية منحلة، ونحن القانونيون، وأننا لم نرخص كجمعية بل صوبنا، مشيرا إلى أن كلام النسور واضح بأنه إن كان للإخوان مشكلة فليذهبوا للقضاء. ونوه بأنه وجماعته ما زالوا أعضاء في حزب جبهة العمل الإسلامي، لكنه قال: إذا تعارضت عضويتنا مع الجماعة فسنعيد النظر بعضويتنا. وقال أثرنا في جماعتنا الجديدة التركيز على العمل السياسي وقد ينضم إلينا حزب الجبهة، مشيرا إلى أنه يفكر في تأسيس حزب جديد. وردا على أن الحكومة لم تلغ الجماعة الأصلية وأن المفصولين مرخصين كجمعية فقط، قال شرف القضاة: ترخيصنا الذي تم جاء وفق النظام الذي قدمناه وفيه اسم المراقب العام. وأضاف القضاة: الحكومة لم تلغ الجماعة الآن، لكنها طلبت في الستينات من الجميع تصويب أوضاعه وفق القانون والجماعة لم يستجب منها أحد. وقال الآن حصلنا على ترخيص وجميع إخواننا مرحب بهم لينضموا إلى ترخيصنا الجديد. وقد تم اختيار المكتب التنفيذي، فيما أرجأ إعلان مجلس الشورى.
وحول حيثيات التشكيل الجديد للجماعة، أوضح ذنيبات أن خطوة التصويب جاءت من أجل حماية الجماعة، من خلال وقوف الجماعة على أرضية صلبة من الناحية القانونية والسياسية والإدارية، وأكد أن الجماعة سوف تنتهج نهجًا علينا بعيدًا عن السرية والخفاء في كل أعمالها، وهذه الخطوة ليست في سياق الخلاف والمناكفة وليست موجهة ضد فئة بعينها، وهي فوق الأشخاص مهما كانت مكانتهم، وتهدف لإعادة اندماج الجماعة من خلال المشاركة والانخراط العملي في المجتمع الأردني. وسوف تفتح الجماعة باب العضوية لكل من يؤمن بها وستقوم باعتماد العضوية للمرأة والشباب بالمساواة. وقال الذنيبات إن الجماعة لا تستقوي على الدولة لأنها جزء من الدولة، وليست في مواجهة الدولة، «لأننا نعمل من أجل الشعب، ولا نستنكف للخضوع للقانون ولا نعد أنفسنا فوق القانون». وأكد أن الحوار سيكون مفتوحًا مع جميع أعضاء الجماعة ولكن ليس من المربع الأول بل منذ فترة الحصول على التصويب القانوني. ومن المزمع أن تقوم القيادة المؤقتة الجديد بمزاولة مهامها، وفق أحكام القانون، اعتبارًا من يوم الأحد المقبل، على أن تتم، محاسبة كل من يمارس نشاط الإخوان خارج السياق القانوني. كما أن القيادة المؤقتة تؤكد أنها هي التي تمثل جماعة الإخوان وأن أموال الجماعة ستؤول إلى الجماعة المرخصة ولا يحق للقيادة الحالية التصرف بالأموال.
بينما تعتبر القيادة الحالية للجماعة أن الذنيبات والذين حصلوا على الترخيص هم خارج الجماعة وأن هناك قرارا بفصلهم ولا يجوز لهم تمثيل الإخوان المسلمين كما أن همام سعيد طالب من الحكومة التراجع عن قرار الترخيص لأن جماعة الإخوان المسلمين مرخصة منذ عام 1945. وقالت مصادر في «الإخوان المسلمين» إن المراقب العام للجماعة همام سعيد غادر عمان إلى تركيا من أجل الحوار مع قيادات إسلامية حول كيفية الخروج من المأزق الحالي خاصة بعد رفض لاقتراح اختيار الدكتور عبد اللطيف عربيات مراقبا عاما وهي كما ذكرت المصادر أن قيادات إخوانية عالمية نصحت إخوان الأردن بأن يتم اختيار عربيات مراقبا عاما كمدخل لجمع الصف الإخواني في الأردن.
ويؤكد قيادي في الإخوان أنه لا يوجد انقسام عامودي داخل الجماعة، وإنما كان هناك خلاف بين قيادات إسلامية وأنه تم فصل الإخوان الذين تقدموا بطلب لتصويب الجماعة.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.