غرب أفريقيا يستعد لعهد كهربائي جديد

اللمسات الأخيرة لتنفيذ مشروع الربط الإقليمي

الفرعي (رويترز)
الفرعي (رويترز)
TT

غرب أفريقيا يستعد لعهد كهربائي جديد

الفرعي (رويترز)
الفرعي (رويترز)

عقدت الحكومة الفيدرالية النيجيرية، ممثلة بشركة النقل النيجيرية «تي سي إن» اجتماعاً رفيع المستوى في أبوجا مع مسؤولين من توغو وبوركينا فاسو وجمهورية النيجر، لوضع اللمسات الأخيرة لتنفيذ مشروع الربط الكهربائي الإقليمي الفرعي «نورث كور»، بتكلفة 570 مليون دولار، لنقل الكهرباء عبر البلدان الأربعة.
وفي حديثه خلال حفل تدشين المشروع، أكد رئيس المجلس التنفيذي لمجموعة «مجمع طاقة غرب أفريقيا (West African Power Pool)» والقائم بأعمال المدير العام لـ«تي سي إن»، سولي عبد العزيز، أن نيجيريا تعتزم نقل فائض الكهرباء لديها إلى الدول المشاركة في المشروع، الذي يموله «البنك الدولي» و«الوكالة الفرنسية للتنمية» و«البنك الأفريقي للتنمية». وأضاف عبد العزيز أن بلاده ستعمل، بعد إتمام المشروع، على تصدير الطاقة المتولدة يومياً لتجنب الهدر، مشيراً إلى أن المشروع سينتهي خلال عامين على أقصى تقدير.
كما تطرق عبد العزيز إلى الفوائد المنتظر أن تعود على بلاده بعد اكتمال المشروع، ومن بينها خلق العديد من فرص العمل للشباب، بالإضافة إلى توصيل الكهرباء للقرى والمجتمعات الفقيرة، وعدّ أن نيجيريا تتمتع بأكبر ميزة بين البلدان المشاركة في المشروع؛ نظراً إلى أن الكهرباء ستُصدّر من أراضيها، وهو ما سيعزز بدوره إيرادات الدولة من العملة الصعبة ويخلق كثيراً من الوظائف للمواطنين.
في السياق ذاته، أكد وزير الطاقة النيجيري، صالح مهمان، أن مشروع «نورث كور»، من شأنه أن يوفر عند اكتماله 58 مليار دولار من الإنفاق السنوي الذي تخصصه البلدان المشاركة على الطاقة.
وقال مهمان، عقب حضوره الاجتماع الأول للجنة التوجيهية الوزارية المشتركة في أبوجا، إن المشروع سيشمل إنشاء نحو 875 كيلومتراً من خطوط نقل الكهرباء بجهد 330 كيلوفولت، وخطوط نقل 225 كيلوفولت كهرباء من نيجيريا إلى توغو وجمهورية النيجر وبنين عبر المحطات الفرعية المرتبطة بها. وأوضح أن المشروع سيشمل أيضاً توصيل الكهرباء للمجتمعات الريفية الواقعة ضمن دائرة نصف قطرها 5 كيلومترات على جانبي الخط، مشيراً إلى أن محدودية الوصول إلى الكهرباء ونقصها في دول غرب أفريقيا يشكلان عنق الزجاجة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول الأعضاء، حتى إن ثلثي أفريقيا جنوب الصحراء، أي نحو 600 مليون شخص، يعيشون بلا كهرباء، رغم الموارد الطبيعية الهائلة التي تتمتع بها هذه المنطقة. ووصف المسؤول النيجيري المشروع بأنه سيغير قواعد اللعبة بما قد يعيد شكل مشهد الطاقة في المنطقة؛ على حد وصفه.
وتقود نيجيريا قطاعات الطاقة في غرب أفريقيا، والأسبوع الماضي قال إيمي أوسينباغو، نائب رئيس نيجيريا، إن التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة في المستقبل يجب ألا يحرم الدول النامية من زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي، موضحاً أن بلاده - أكبر منتج للنفط في أفريقيا - «ستواصل تقدم الصفوف في الدعوة إلى انتقال عاد» إلى الطاقة النظيفة بما لا يضر بالدول النامية. وأضاف في بيان عبر البريد الإلكتروني إن موقف حكومة نيجيريا يقوم على أساس «ضرورة استمرار تمويل مشروعات الغاز والوقود الأحفوري في نيجيريا وغيرها من الدول النامية طوال فترة تحول العالم نحو (صفر انبعاثات غازية)». وأشارت وكالة «بلومبرغ» إلى أن نيجيريا صاحبة أكبر اقتصاد في أفريقيا، وتمتلك تاسع أكبر احتياطي مؤكد من الغاز الطبيعي على مستوى العالم ويبلغ 203 تريليونات قدم مكعبة؛ بحسب إدارة الموارد البترولية في نيجيريا. ويُحرق أغلب إنتاج نيجيريا من الغاز الطبيعي بوصفه من مخلفات إنتاج النفط أو يعاد حقنه في الآبار بسبب عدم توافر البنية التحتية اللازمة لنقله والاستفادة منه.
وبدأت نيجيريا استغلال جزء من الغاز من خلال «شركة نيجيريا للغاز الطبيعي المسال» المملوكة لكل من «إن إن بي سي» النيجيرية، و«رويال داتش شل» البريطانية – الهولندية، و«توتال» الفرنسية، و«إيني» الإيطالية، والتي تستطيع إنتاج نحو 22 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً. واتخذت الشركة مؤخراً قراراً بإنشاء مصنع جديد لإسالة الغاز الطبيعي بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 10 ملايين طن سنوياً.



إيرادات الإنتاج تقفز بأرباح «السعودية للكهرباء» 18 % في الربع الثالث

مقر «الشركة السعودية للكهرباء» (واس)
مقر «الشركة السعودية للكهرباء» (واس)
TT

إيرادات الإنتاج تقفز بأرباح «السعودية للكهرباء» 18 % في الربع الثالث

مقر «الشركة السعودية للكهرباء» (واس)
مقر «الشركة السعودية للكهرباء» (واس)

ارتفعت إيرادات «الشركة السعودية للكهرباء»، خلال الربع الثالث من العام الحالي، بنسبة 19 في المائة، لتصل إلى 28.3 مليار ريال (7.5 مليار دولار)، كما ارتفع صافي الربح بنسبة 18 في المائة، إلى 6.9 مليار ريال (1.8 مليار دولار)، مقارنة مع الربع نفسه من العام السابق.

وأضافت الشركة، في بيان على موقع سوق الأسهم السعودية الرئيسية «تداول»، أن إيرادات فترة 9 أشهر من العام الحالي زادت بنسبة 17 في المائة، إلى 66.6 مليار ريال، وارتفع صافي الربح بنسبة 17 في المائة، إلى 12.1 مليار ريال، مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق.

ويعود تحسّن الأداء المالي للشركة في الربع الثالث من عام 2024 على أساس سنوي، بشكل رئيسي إلى ارتفاع الإيراد المطلوب المعترف به خلال الربع الحالي، نتيجةً ارتفاع معدل العائد التنظيمي الموزون لتكلفة رأس المال، ونمو قاعدة الأصول المنظمة، وارتفاع إيرادات إنتاج الطاقة الكهربائية، واستمرار نمو قاعدة المشتركين، إضافة إلى إيرادات جديدة تخص تطوير مشاريع إنشاء محطات وخطوط نقل لصالح العملاء.

أما بالنسبة لفترة الـ9 أشهر الأولى من عام 2024، مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق، فيعود التحسّن إلى انخفاض أعباء التمويل، وارتفاع الإيرادات الأخرى.

وقابل تلك البنود ارتفاعٌ في تكاليف الإيرادات بسبب نمو الأعمال، وزيادة الأصول التشغيلية، وارتفاع الأحمال، إذ تشمل تكاليف جديدة لعقود إنشاء تحت التنفيذ لعملاء. وأدى التحسّن في إدارة الموارد وكفاءة نفقات التشغيل إلى ترشيد تكاليف التشغيل والصيانة الخاضعة للتحكم، والتي ارتفعت بشكل طفيف، مقارنة بنمو الأعمال وزيادة الأصول التشغيلية وارتفاع الأحمال، مع استثناء تكاليف عقود الإنشاء قيد التنفيذ للعملاء المستحدَثة خلال الفترة الحالية.

وقال الرئيس التنفيذي المكلّف للشركة السعودية للكهرباء، المهندس خالد الغامدي: «الأداء المالي والتشغيلي الإيجابي، خلال الربع الثالث وفترة 9 أشهر من 2024، يعكس نمو أعمال الشركة وقاعدة أصولها التشغيلية واستمرار المسار الإيجابي في تحسّن فاعلية وكفاءة إدارة الموارد وتكاليف التشغيل، مما يرافقه تحسّن مستمر في مؤشرات الأداء لأمن وموثوقية وكفاءة وتنوّع إمدادات الطاقة واعتمادية وكفاءة الخدمة الكهربائية».

وأضاف الغامدي: «ننفذ بنجاح استثمارات ضخمة لمواكبة هذا التطوير المتسارع وغير المسبوق والرائد على مستوى المنطقة والعالم. هذا بالإضافة إلى تغطية متطلبات النمو الكبير في الخدمة الكهربائية والأحمال التي تواكب عجلة التنمية الاقتصادية، مع التزامنا الدائم برفع نسبة المحتوى المحلي وتوطين الصناعة انسجاماً مع أهداف (رؤية 2030)».

جناح «السعودية للكهرباء» في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار 2024» (موقع المبادرة الإلكتروني)

يشار إلى أن استثمارات المشاريع الرأسمالية للشركة ارتفعت، في فترة 9 أشهر من عام 2024، بنسبة 35 في المائة، لتصل إلى 39.7 مليار ريال (منها 14.6 مليار ريال خلال الربع الثالث) على أساس سنوي.

وكانت الشركة قد أعلنت، خلال «ملتقى توطين قطاع الطاقة»، توقيع 46 اتفاقية للتوطين بقيمة تتجاوز 54.7 مليار ريال، تتضمن جميعها مستهدفات للمحتوى المحلي؛ بهدف تعزيز استدامة سلاسل الإمداد وتمكين التوطين في إمدادات الطاقة.

وفي يوليو (تموز) الماضي، جرى تعديل النظرة المستقبلية للتصنيف الائتماني للشركة من مستقرة إلى إيجابية، من قِبل وكالة «ستاندرد آند بورز».