كشف مسؤول أميركي كبير في إدارة الرئيس جو بايدن أن جولة سابعة من محادثات فيينا غير المباشرة مع إيران ستعقد «في أمد غير بعيد»، معترفاً بأنه «لا تزال هناك خلافات جدية للغاية» مع النظام الإيراني حيال العودة إلى الاتفاق النووي، المعروف رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، لكنه أكد أن باب المفاوضات «ليس مفتوحاً إلى ما لا نهاية». ولا تزال الأطراف الأصلية في «مجموعة 5 + 1» للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن؛ الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بالإضافة إلى ألمانيا، والتي كانت توصلت إلى الاتفاق النووي، تجري هذه المحادثات غير المباشرة في فيينا، أملاً في عودة متزامنة لكل من إيران والولايات المتحدة إلى الامتثال لهذا الاتفاق الذي صودق عليه بالقرار 2231 في مجلس الأمن.
إلا أن دبلوماسياً أوروبياً قال لـ «الشرق الأوسط» إن الجولة السابعة من مباحثات فيينا بشأن الاتفاق النووي الإيراني ستقام الاثنين المقبل.
وفي إحاطة مع عدد من الصحافيين عبر الهاتف، أشار المسؤول الأميركي الكبير الذي طلب عدم نشر اسمه إلى أنه في الأسابيع القليلة الماضية «كان هناك بعض الغموض»، موضحاً أن هناك «مشكلتين أعتقد أنهما تسببتا في بعض عدم الدقة». وأكد أنه بعد الجولة السادسة التي انتهت للتو «سنعود إلى جلسة سابعة في وقت ما في المستقبل غير البعيد»، قائلاً إنه «لا تزال لدينا خلافات جدية لم تحل» مع إيران في شأن «مجموعة من القضايا، سواء لجهة الخطوات النووية التي تحتاج إيران إلى القيام بها للعودة إلى الامتثال أو لجهة تخفيف العقوبات» من جانب الولايات المتحدة، أو ما يعرف بـ«تسلسل الخطوات التي سيتخذها الجانبان». وشدد على أنه «لن يجري الاتفاق على أي شيء حتى يتم الاتفاق على كل شيء»، مكرراً أن «هناك بعض المشكلات المهمة للغاية التي يجب حلها». واستدرك أنه «لن نعود للجولة السابعة لو كنا نعتقد أن الصفقة غير ممكنة». ولفت إلى أن المشكلة الثانية تتعلق بالتوقيت بعد الانتخابات التي فاز فيها الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي، مضيفاً أن «هذه كانت عملية مسبقة الصنع، ولا تعكس إرادة الشعب الإيراني»، علماً أن ذلك «لا يؤثر على تصميمنا من أجل الوصول إلى صفقة» مع إيران. وإذ رفض الخوض في «تخمينات» حيال من يكون له تأثير على عملية صنع القرار الإيراني، من المرشد الإيراني علي خامنئي إلى الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي، أكد أن «الهدف الذي وضعه الرئيس بايدن، أثناء حملته الانتخابية وبعدها، هو محاولة التعامل دبلوماسياً (بغية) منع إيران من الحصول على سلاح نووي». وعبر عن اعتقاده أن «الدبلوماسية للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة هي أفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف» بصرف النظر عمن هو الشخص الموجود في السلطة، مقراً بأن «لدينا خلافات جادة وخطيرة للغاية مع قيادتهم». غير أن العودة إلى الاتفاق النووي هي «مجرد بداية لعملية دبلوماسية، وليس نهاية المطاف، لأن لدينا كثيراً من القضايا الأخرى التي تهمنا»، مشيراً إلى برنامج الصواريخ الباليستية وكثير من النشاطات الأخرى المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط. وأكد في الوقت ذاته أن «قضية المواطنين الأميركيين المحتجزين ظلماً في إيران لا تقل أهمية عن أي أمر آخر».
وفيما يتعلق بمدة المفاوضات، أجاب أنه «ليس هناك وقت علمي يتم فيه تجاوز الحد». لكنه أكد أن «الوقت ليس عاملاً إيجابياً»، مضيفاً أن «الباب ليس مفتوحاً إلى أجل غير مسمى». وشدد على أن إدارة الرئيس بايدن «تحاول العودة في أقرب وقت ممكن» إلى الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترمب عام 2018.
واشنطن تعترف بوجود «خلافات جدية» في المحادثات النووية
مسؤول أميركي كبير: باب المفاوضات «لن يبقى مفتوحاً إلى ما لا نهاية» مع إيران
واشنطن تعترف بوجود «خلافات جدية» في المحادثات النووية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة