إحباط مخطط إرهابي جنوب بغداد

وفد عسكري عراقي يزور السعودية ويشيد بجهود محاربة التطرف

TT

إحباط مخطط إرهابي جنوب بغداد

أجرى وفد إعلامي عسكري عراقي زيارة إلى المملكة العربية السعودية. وأشاد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، الذي ترأس الوفد، بمشاركة مجموعة من ضباط الإعلام في مختلف تشكيلات الجيش العراقي، بجهود محاربة التطرف في المملكة.
وجاء في بيان، أن «الوفد قام بزيارة مركز الحرب الفكرية السعودي،‬ وأشاد بجهوده في محاربة جذور التطرف».
وكانت المملكة، أعلنت خلال زيارة رئيس الوزراء الكاظمي للرياض، نهاية مارس (آذار) الماضي، دعم جهود العراق في التصدي للتطرف ومكافحة الإرهاب.
من جهة أخرى، تحدث جهاز مكافحة الإرهاب عن تفاصيل إحباط مخطط إرهابي جنوبي العاصمة بغداد.
وقال رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق أول ركن عبد الوهاب الساعدي، لوكالة الأنباء العراقية، إن «المخطط الإرهابي الذي تم إحباطه من قِبل جهاز مكافحة الإرهاب جنوبي بغداد من خلال إلقاء القبض على مسؤول إحدى الخلايا الإرهابية كان يروم استهداف المواطنين في مركز العاصمة، واعترف المسؤول على وجود كدس للعتاد يحتوي أسلحة وأعتدة وعبوات ناسفة وُعدة قتالية وكواتم للصوت». وأشار إلى أن عملية إحباط المخطط تمت «بناءً على معلومات استخبارية بعد متابعة استمرت لأيام»، ولفت إلى أن جهازه «يمتلك معدات وتجهيزات حديثة يتابع بها، وساهمت بعملية إلقاء القبض».
من جهة أخرى، رفضت لجنة الأمن والدفاع النيابية، أمس، استهداف قواعد عسكرية تضم عراقيين، في إشارة إلى الهجمات التي تشنها ميليشيات موالية لإيران ضد القواعد العسكرية التي يتواجد فيها عسكريون وفنيون أجانب لأغراض التدريب وصيانة الطائرات. وقال رئيس اللجنة النيابية، محمد رضا، في تصريحات صحافية، إن «كل استهداف للقواعد العسكرية والمطارات التي تخص القوات المسلحة العراقية خطأ ومرفوض من لجنة الأمن والدفاع».
وأشار إلى أن «قاعدة بلد الجوية، قاعدة استراتيجية وتضم طائرات للقوات الجوية العراقية، منها طائرات F16 التي عددها قليل». وتقع القاعدة في محافظة صلاح الدين شمال العاصمة بغداد، وسبق أن استهدفتها الجماعات المسلحة مرات عديدة، وطالها استهداف بثلاثة صواريخ قبل أسبوعين.
ويرى رئيس لجنة الأمن، أن «العراق في حاجة إلى وجود هؤلاء الفنيين لصيانة الطائرات في تلك القواعد، ومن الخطأ استهداف المستشارين والفنيين الأجانب في القواعد».
في تطور أمني آخر، نجا ابن مسؤول الصحوات (قوة عشائرية حاربت تنظيم «داعش») شفيق الجبوري من محاولة اغتيال تعرض لها جنوب بغداد. وقالت الاستخبارات العسكرية، أمس، إن «ابن الشيخ شفيق معجون الجبوري (كمال شفيق المعجون) أحد أبرز مشايخ مناطق جنوب بغداد تعرض إلى محاولة اغتيال من قبل مجاميع إرهابية مسلحة في ساعة متأخرة من ليلة أمس في منطقة البيجية جنوبي بغداد الحقت به إصابات خطيره نقل على أثرها إلى أحد المستشفيات». وأضافت، أن «الشيخ كمال الجبوري أحد أبرز المشايخ الذين قاتلوا عصابات (داعش) الإرهابي وألحق بهم خسائر جسيمة وهو مسؤول الصحوات في مناطق عرب جبور والبوعيثة جنوب بغداد». وأكد البيان، أن «الجبوري بحالة صحية مستقرة».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».