بعد أقل من أسبوع على إعلان إثيوبيا عن «الاستياء» من قرار مجلس جامعة الدول العربية بدعم الحقوق المائية للقاهرة والخرطوم، ورفضها جعل أزمة «سد النهضة» قضية عربية، اعتبر الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط أن أديس أبابا «تحاول الادعاء بأن هناك صداماً عربياً - أفريقياً» في هذا الملف. ورأى أنها «تسعى للصدام مع الخارج للتغطية على مشاكلها الداخلية».
وقال أبو الغيط في لقاء تلفزيوني على قناة محلية مصرية، مساء أول من أمس، إن «الدولتين اللتين طلبتا طرح هذا الأمر (الدعم العربي لموقف مصر والسودان في قضية سد النهضة) هما دولتان أفريقيتان (مصر والسودان)، إضافة إلى أن ثلثي العالم العربي يسكن القارة».
ورأى أن تلك المحاولات «تستهدف الحصول على دعم أفريقي، رغم أن التعاون بين الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي واضح». وتابع أن «إثيوبيا لديها الحق في رفض ما تراه، ولكن يحق للجامعة العربية كذلك أن تدعم حقوق دولها».
وكانت الخارجية الإثيوبية، أعلنت، الأربعاء الماضي، عن رفضها «القرارات برمتها» الصادرة عن مجلس وزراء الخارجية العرب الذي قرر دعوة مجلس الأمن للنظر في القضية، واستخدمت كذلك تعبيرات لاذعة وجهتها للجامعة العربية.
وقال أبو الغيط في تصريحات إن «الأمن المائي لكل من مصر والسودان هو إحدى قضايا الأمن القومي العربي»، مضيفاً أن «مجلس الأمن لن يعقد اجتماعاً بناء على طلب الجامعة العربية، وبالتالي فهناك انتظار لتحرك تالٍ على غرار طلب تتقدم به إحدى الدول لعقد جلسة حول قضية سد النهضة». وأعرب عن اعتقاده بأن «تقدم مصر أو السودان أو كلاهما طلباً لرئاسة مجلس الأمن بعقد جلسة لبحث هذا الموضوع».
وذكّر بأن التدخل العربي في قضية «سد النهضة» ليس جديداً، إذ «سبق للجماعة العربية وأن شكلت لجنة مكونة من دول عدة، إضافة إلى مبعوث الجامعة في الأمم المتحدة، لمتابعة هذه القضية، وهناك حاجة ملحة كي تتبنى دولة عضو في مجلس الأمن على غرار تونس مطلب عقد جلسة حول القضية».
وقال إن «مجلس الأمن الدولي معني بمسؤولية الأمن والسلم الدوليين، وبالتالي فإنه لا يستطيع أن يتخلى عن الأمن والسلم الذي يتهدد نتيجة خلاف قد يتطور إلى مواجهة تؤدي إلى عدم استقرار في إقليم ما في أنحاء العالم».
ورد أبو الغيط على التصريحات الإثيوبية التي طالبت الجامعة بـ«الصمت»ـ قائلاً إن «الجامعة العربية لن تصمت على انتهاك القانون الدولي، ودعم أعضاء الجامعة أمر طبيعي». وقدّر أن «إثيوبيا تعاني حالياً من مشاكل داخلية وهشاشة ونزاعات عرقية كثيرة، وحكومتها الحالية تسعى للصدام مع الخارج والمجتمع الدولي للتغطية على مشاكلها الداخلية».
ولفت إلى أن «هناك التزاماً قانونياً يواجه الحكومة الإثيوبية، وهو احترام حقوق كل الدول المتشاطئة، وعدم إحداث أي ضرر بدول المصب»، موضحاً أن «مسألة حدوث ضرر من عدمه في حالة نهر النيل، تخضع في الأساس لتقدير دولتي المصب».
وشدد على «ضرورة الضغط في اتجاه التفاوض وإشراك أطراف إضافية من أجل الوصول إلى اتفاق ملزم للأطراف الثلاثة»، محذراً من أن «البديل سيكون خطراً للغاية على الاستقرار والأمن والسلم الدوليين في هذه المنطقة من العالم». وقال إن «المجتمع الدولي لديه القدرة على إعلان رأيه حول أزمة السد، وللمرة الأولى تدخل المؤسسة العسكرية الأميركية على خط أزمة سد النهضة».
وكان، قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي قال في تصريحات تلفزيونية، الجمعة الماضي، إن «سلوك إثيوبيا الآن نحو المشكلة (سد النهضة) يقلقنا، فنحن ندرك الأهمية الفريدة للنيل بالنسبة لمصر، ليس فقط من الناحية الثقافية بل كمورد مائي واقتصادي عموماً».
واعتبر أبو الغيط أن تصريحات ماكينزي «تلقي الضوء على الموقف، خاصة أن العسكريين الأميركيين نادراً ما يتحدثون، وهذه رسالة بأن أميركا ستتحرك في لحظة ما عندما يحتاج الأمر إلى ذلك». واختتم بأن «استمرار التعنت الإثيوبي ومواصلة اتخاذ قرارات أحادية سيكون خطيراً وله عواقبه»، معرباً عن أمله في «ألا يستمر الجانب الإثيوبي في التعنت، والوصول إلى اتفاق يرضي الأطراف الثلاثة».
أبو الغيط: إثيوبيا تسعى للصدام تغطية على مشاكلها الداخلية
أبو الغيط: إثيوبيا تسعى للصدام تغطية على مشاكلها الداخلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة