الجزائر: «المجلس الدستوري» ينظر في 400 طعن بالانتخابات البرلمانية

{التزوير} يقود 7 أشخاص إلى السجن

TT

الجزائر: «المجلس الدستوري» ينظر في 400 طعن بالانتخابات البرلمانية

بدأ «المجلس الدستوري» بالجزائر، أمس، معالجة 400 طعن تخص سلامة انتخابات البرلمان التي جرت في 12 من الشهر الجاري، وأسفرت عن نسبة تصويت الأضعف منذ أول اقتراع تعددي جرى نهاية 1991. وكانت النيابة بمحكمة جنوب العاصمة، أعلنت الخميس إيداع 7 أشخاص الحبس الاحتياطي، بتهمة تزوير الاقتراع.
وصرح كمال فنيش رئيس «المجلس الدستوري»، أول من أمس بالعاصمة، لصحافيين أن «دراسة الطعون والفصل فيها، سيجريان، في الآجال المحددة قانونا»، وهي 10 أيام بدءا من تاريخ صدور نتائج «التشريعية». ولم يذكر فنيش، ما هي الأحزاب ولا المترشحون المستقلون الذين رفعوا له تحفظاتهم. وكان الحزبان الإسلاميان «حركة مجتمع السلم» (64 مقعدا) و«حركة البناء الوطني» (40 مقعدا)، أعلنا أنهما قدما عشرات الطعون يحتجان فيها على «تزوير مفضوح» في مئات مكاتب الانتخاب.
وقال قيادي بـ«حركة البناء»، رفض نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، إن قيادة الحزب تتوقع «استرداد 20 مقعدا على الأقل». مشيراً إلى أن حزبه «كان ضحية تزوير مفضوح نفذته العصابات بالمحافظات». وتطلق صفة «العصابة» على المسؤولين، مركزيا ومحليا، المنتمين لفترة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
ويذكر قانون الانتخابات أن الطعن يقدم في شكل عريضة محررة باللغة العربية، يودعها صاحبها أو ممثله المؤهل قانونا، مباشرة لدى كتابة ضبط بالمجلس الدستوري خلال 48 ساعة الموالية لإعلان النتائج المؤقتة، من طرف «السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات».
وخلفت نتائج الانتخابات صدمة في صفوف قيادات ومناضلي أحزاب «جيل جديد» (مقعد واحد) و«جبهة الجزائر الجديدة» (صفر مقاعد) و«الفجر الجديد» (مقعد)، بعدما راهنوا على فوز عريض بانحيازهم لسياسات الرئيس تبون. كما شكل فوز «جبهة التحرير» بالريادة، وحصول «التجمع الوطني الديمقراطي» (حزب تابع للسلطة في مرحلة الرئيس بوتفليقة)، على 57 مقعدا، مفاجأة كبيرة لقطاع واسع من المراقبين. وأعلن مستقلون فائزون في الانتخابات، في بيانات عديدة، «انخراطهم في برنامج رئيس الجمهورية»، وهي خطوة كانت توقعها الملاحظون.
وفي سياق ذي صلة، وضع قاضي التحقيق بمحكمة بوسعادة أول من أمس، 7 أشخاص الحبس الاحتياطي، بعد اتهامهم بتزوير الاستحقاق في مكتب ببلدة نائية. واتخذ قرار سجنهم بناء على صور فيديو، أظهرت مكلفين بإحصاء الأصوات، يحشون الصناديق بأوراق الانتخاب. وجرى تداول الفيديو بشبكة التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.
وفي نفس اليوم، عزلت رئاسة الجمهورية والي بشار محمد بلكاتب (800 كلم جنوب) بسبب أعمال تزوير في مكاتب للانتخابات بهذه الولاية الحدودية مع المغرب. وجاءت إقالته بعد ساعات من نهاية مؤتمر صحافي لرئيس «حركة البناء» عبد القادر بن قرينة، اتهم فيه المسؤولين بالولاية بـ«التزوير» الذي حرم حزبه، حسبه، من آلاف الأصوات. وتصل عقوبة من تثبت ضده تهمة التزوير، إلى 10 سنوات سجنا.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.