عينة قمرية تحكي قصة عمرها 4 مليارات عام

مهمة أبولو 17... المصدر: (ناسا)
مهمة أبولو 17... المصدر: (ناسا)
TT

عينة قمرية تحكي قصة عمرها 4 مليارات عام

مهمة أبولو 17... المصدر: (ناسا)
مهمة أبولو 17... المصدر: (ناسا)

ساعد باحثو جامعة كيرتن الأسترالية في الكشف عن قصة عمرها أربعة مليارات عام لعينة قمرية تم إحضارها من القمر إلى الأرض، بواسطة بعثة أبولو 17 المأهولة منذ أكثر من 50 عاماً. ويهدف التعاون البحثي العالمي، الذي يضم علماء من المملكة المتحدة وكندا والسويد وأستراليا، إلى تحليل عينة الصخور القديمة من خلال عدسة حديثة لمعرفة عمرها، والفوهة القمرية التي أتت منها ومسارها الجيولوجي.
وتم توفير هذه العدسة الحديثة عبر منشأة المسبار الذري لعلوم الأرض بجامعة كيرتن، وهو أول مسبار ذري يركز على علوم الأرض في العالم، بالتعاون مع مركز علوم وتكنولوجيا الفضاء (SSTC)، التابع لنفس الجامعة، حيث تمكن فريق البحث من استخدام المعدات التحليلية الأكثر تقدماً لتحديد تاريخ العينة بدقة وإجراء عمليات محاكاة تأثير رقمية متطورة من أجل تحديد الفوهة التي جاءت منها العينة، وتم الإعلان عن النتائج أول من أمس في دورية «كومينيكيشن إيرث... إينفيرومينت».
وتوصل الباحثون إلى أن هذه العينة للقمر قديمة جداً ومصدرها «حوض سيرينيتاتيس»، الذي تشكل قبل 4.2 مليار عام، أي أصغر بنحو 350 مليون سنة فقط من النظام الشمسي بأكمله، ما يجعلها عينة ثمينة للتعرف على بداية القمر وتطوره وأصول كوكب الأرض.
وتقول كاتارينا ميلجكوفيتش، الباحثة الرئيسة بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة كيرتن، بالتزامن مع نشر الدراسة: «من خلال عمليات المقياس الذري التي تحدث في المعادن المتأثرة بأحداث التأثير الشديد، وجدنا أن توزيع الذرات في العينة يشير إلى حدثي ارتطام؛ أحدهما في المكان الذي تشكل فيه الحوض، أما الاصطدام الثاني فقد نقل العينة إلى المكان الذي أخذه منها رواد الفضاء». وتضيف أن «عمليات محاكاة التأثير الرقمي التي تم إجراؤها في مركز علوم وتكنولوجيا الفضاء في كيرتن، دعمت هذه النتائج التحليلية مع فهم مفصل لمصير هذه العينة أثناء الارتطام الذي تسبب في ظهور حوض سيرينيتاتيس».
من جانبه، عبر فيل بلاند، الباحث المشارك بالدراسة، عن فخره بأن جامعة كيرتن لعبت دوراً أساسياً في الكشف عن هذه القصة المهمة التي توفر نقطة مرجعية لا تقدر بثمن لفهم تاريخ القصف الكامل لنظام الأرض والقمر. ويقول: «يُظهر هذا البحث أنه حتى أصغر عينة تم إحضارها من الفضاء قد تسفر عن نتائج عميقة تعزز فهمنا لأصول وتطور أجسام الأرض والكواكب في نظامنا الشمسي، وهذا دليل ممتاز على الحاجة إلى المزيد من المهمات الفضائية التي تهدف إلى إعادة العينات إلى الأرض، بالنظر إلى أن العائد العلمي هائل».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.