«الوحدة» الليبية تبحث مكافحة الإرهاب... والمنفي يطالب بفتح الطريق الساحلي

السفير الأميركي ناقش مع نائب الدبيبة توحيد القوات العسكرية والمصالحة الوطنية

صورة وزعها مكتب الدبيبة لاجتماعه في طرابلس مع مسؤولي الأجهزة الأمنية والعسكرية
صورة وزعها مكتب الدبيبة لاجتماعه في طرابلس مع مسؤولي الأجهزة الأمنية والعسكرية
TT

«الوحدة» الليبية تبحث مكافحة الإرهاب... والمنفي يطالب بفتح الطريق الساحلي

صورة وزعها مكتب الدبيبة لاجتماعه في طرابلس مع مسؤولي الأجهزة الأمنية والعسكرية
صورة وزعها مكتب الدبيبة لاجتماعه في طرابلس مع مسؤولي الأجهزة الأمنية والعسكرية

طالب محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، الذي بدأ نائباه أمس زيارة مفاجئة إلى الجزائر، بفتح الطريق الساحلي بين مدينتي سرت ومصراتة، تزامنا مع بحث عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية مستجدات الوضع الأمني، وجهود مكافحة الإرهاب في البلاد.
ووجه المنفي، باعتباره نظريا القائد الأعلى للجيش الليبي، رسالة رسمية إلى رئيس غرفة العمليات لحماية وتأمين سرت الجفرة بالبدء فورا في فتح الطريق الساحلي، ورجوع حركة المرور الطبيعية والسماح بتنقل المواطنين. كما دعا إلى التنسيق التام مع الأجهزة الأمنية، بما في ذلك القوة العسكرية المشتركة، ولجنة الترتيبات الأمنية التابعة للجنة العسكرية المشتركة (5+5)، ومديريات الأمن التي يقع الطريق الساحلي ضمن حدودها الإدارية، بما يضمن فتح الطريق وتأمينها، وسلامة المرور في الاتجاهين.
في غضون ذلك، وصل أمس موسى الكوني وعبد الله اللافي، نائبا المنفي، إلى العاصمة الجزائرية في زيارة تستمر يومين، وقال بيان رسمي بثته وكالة الأنباء الجزائرية إن رئيس الحكومة الجزائرية عبد العزيز جراد استقبل بمطار هواري بومدين الدولي، الكوني واللافي، اللذين يؤديان زيارة رسمية.
وقال الدبيبة في بيان وزعه مكتبه إن الاجتماع، الذي عقد مساء أول من أمس في طرابلس مع رؤساء ومسؤولي الأجهزة الأمنية المختلفة، استهدف تنسيق عمل الأجهزة الأمنية لضمان استتباب الأمن، وتكامل العمل بينهم في مختلف المناطق. كما أطلق الدبيبة مبادرة خيرية لدعم الأسر ذات الدخل المحدود، تحت شعار «وتعاونوا»، بتعاون بين الشركة القابضة للاتصالات، وصندوق التضامن الاجتماعي، بهدف جمع التبرعات عبر الرسائل النصية.
من جهة ثانية، في إطار التحضير لمؤتمر «برلين 2»، الذي ستستضيف بلاده قريبا، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إنه تحدث هاتفيا مع الدبيبة، مساء أول من أمس، أثناء افتتاح الاجتماع الأول لكبار المسؤولين، الذي عقد برئاسة مشتركة من الخارجية الألمانية وبعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا.
وبحسب بيان لوزارة الخارجية الألمانية، فقد تضمن الاتصال ما وصفه بالأهداف الرئيسية، وهي انسحاب القوات الأجنبية، وإجراء انتخابات وطنية، مشيرة إلى أن ماس أكد للدبيبة «دعم ألمانيا الكامل للمضي قدمًا نحو السلام المستدام في ليبيا».
في سياق ذلك، أجرى ريتشارد نورلاند، المبعوث الأميركي الخاص والسفير لدى ليبيا، مباحثات مع رمضان أبو جناح، نائب الدبيبة، تناولت الأمن وتوحيد القوات العسكرية، والمصالحة الوطنية، والتحضير للانتخابات في ليبيا.
وقالت السفارة الأميركية في بيان إن نورلاند أدان الهجوم الإرهابي في سبها يوم الأحد الماضي، وأكد دعم الولايات المتحدة لجهود الحكومة الليبية المستمرة لتحسين الأمن في الجنوب، وتوحيد القوات العسكرية للبلاد.
وبعدما أشار إلى أن هذه القضايا ستكون من بين موضوعات اجتماع برلين الوزاري المقبل، رحب نورلاند بما وصفه بالتزام نائب الدبيبة الراسخ بتحقيق مصالحة مستدامة في جميع أنحاء البلاد، واتفق كلاهما على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها، المقرّر في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
على صعيد غير متصل، وفي أول اجتماع رسمي من نوعه، ناقش رئيس مجلس النواب عقيلة صالح مع النائب العام، الصديق الصور، الصعوبات والمشاكل التي تعترض سير عمل القضاء والنيابات. وانتقد الصور ما وصفه بالإسهاب في كثير من التشريعات، التي صدرت من المؤتمر الوطني ومجلس النواب، ذات الصلة بالعمل القضائي، بينما لم يكن للقضاء والنيابة العامة فيها رأي، وهو ما تسبب في كثير من المشاكل. مشددا على ضرورة أن يكون لمكتب النائب العام دور في دراسة كثير من التشريعات، وبحثها مع مجلس النواب ولجانه الرقابية لتحقيق التناغم بين السلطات.
إلى ذلك، التزم عماد السايح، رئيس مفوضية الانتخابات، أمس، الصمت حيال الاتهامات التي وجهها إليه خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة الموالي لحكومة الوحدة، بـ«التدليس وعدم نقل الحقيقة» للشعب. وادعى المشري في مؤتمر صحافي، عقده مساء أول من أمس، أن المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، أبلغ كل الجهات الدولية برفض الاستفتاء على الدستور، لافتا إلى أن حفتر غير راض على بعض مواد الدستور، خاصة المادة التي تمنع مزدوجي الجنسية من تولي المناصب العليا.
من جهة ثانية، أكد مصطفى صنع الله، رئيس مؤسسة النفط في ليبيا، على الحاجة إلى التمويل لإجراء إصلاحات ملحة بالقطاع النفطي بعدما تضرر الإنتاج جراء تآكل بعض خطوط أنابيب في الآونة الأخيرة. وأبلغ صنع الله منتدى الاستثمار بليبيا أنها فقدت نحو 50 ألف برميل يوميا من إنتاج الخام بوحدتها «أكاكوس» للعمليات النفطية خلال الأسبوعين الماضيين، موضحا أن الإنتاج من شركة الواحة للنفط انخفض بسبب حالات تسرب في خط أنابيب.



القضاء العراقي يواجه أزمة بعد فوز ترمب لصدور مذكرة قبض بحقه

ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)
ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)
TT

القضاء العراقي يواجه أزمة بعد فوز ترمب لصدور مذكرة قبض بحقه

ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)
ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)

في الوقت الذي هنأ الرئيس العراقي الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، ومحمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، دونالد ترمب بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، بدأت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي تبحث عن كيفية التعامل مع ترمب المرحلة المقبلة في ظل وجود مذكرة صادرة من مجلس القضاء الأعلى في العراق بالقبض على ترمب بتهمة اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.

الرئيس العراقي الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد

وقال عضو اللجنة مختار الموسوي في تصريح صحافي إن «ترمب بالنسبة للعراق وحسب القوانين العراقية هو مجرم، لكن العراق سيتعامل معه بشكل طبيعي، فهناك مصلحة للعراق بذلك، ووصول ترمب إلى البيت الأبيض لن يؤثر على العلاقات بين بغداد وواشنطن». ورأى الموسوي، وهو نائب عن «الإطار التنسيقي الشيعي» الحاكم أن «أميركا دولة مؤسسات ولا تتأثر كثيراً برؤساء في التعاملات الخارجية المهمة». وأضاف: «ترمب لا يعترف بالحكومة العراقية ولا يحترم السلطات في العراق»، لافتاً إلى أن «زيارته للعراق أثناء ولايته السابقة اختصرت فقط على زيارة الجنود الأميركان في قاعدة (عين الأسد) بمحافظة الأنبار، لكن العراق سيتعامل مع ترمب بشكل طبيعي».

الجنرال الإيراني قاسم سليماني (أ.ب)

وختم عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية تصريحه قائلاً: «في حال زار ترمب العراق خلال المرحلة المقبلة، فهناك صعوبة في تنفيذ مذكرة القبض بحقه، فهناك مصلحة للدولة العراقية وهي تتقدم على جميع المصالح الأخرى، فهي تمنع أي تنفيذ لتلك المذكرة بشكل حقيقي بحق ترمب».

أبو مهدي المهندس (أ.ف.ب)

يشار إلى أن رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق فائق زيدان أعلن صدور أوامر قبض بحق ترمب على خلفية أوامر أصدرها لقتل سليماني والمهندس في السابع من يناير (كانون الثاني) عام 2021. وأوضح بيان رسمي، صدر في ذلك الوقت أن «القرار يستند إلى أحكام المادة 406 من قانون العقوبات العراقي النافذ»، مؤكداً أن «إجراءات التحقيق لمعرفة المشاركين الآخرين في تنفيذ هذه الجريمة سوف تستمر سواء كانوا من العراقيين أو الأجانب».

القضاء العراقي وأزمة تطبيق القانون

قانونياً، وطبقاً لما أكده الخبير القانوني العراقي، علي التميمي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» فإأن «القضاء العراقي تحرك بناءً على الشكوى المقدمة من الطرف المشتكي، وبالتالي فإن القضاء ملزم وفق القانون باتخاذ الإجراءات القانونية بحق أي شخص سواء كان في الداخل العراقي أو الخارج العراقي».

وأضاف التميمي: «ولأن الجريمة التي ارتُكبت داخل العراق واستهدفت شخصيات في العراق وأدت إلى مقتلهم؛ فإن الولاية القضائية هنا هي التي تطبق وهي ولاية القضاء العراقي»، مبيناً أن «إصدار أمر قبض بحق ترمب في وقتها وفق مذكرة القبض الصادرة من القضاء العراقي وفق المادة 406 من قانون العقوبات العراقي وهي القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد لكونه شريكاً في هذه العملية؛ ولذلك يعدّ الإجراء من الناحية القانونية صحيحاً».

مركبة محترقة في مطار بغداد أصابها أحد الصواريخ الثلاثة (خلية الإعلام الأمني)

ورداً على سؤال بشأن تنفيذ المذكرة، يقول التميمي إن «التنفيذ يكون عن طريق الإنتربول الدولي بعد تقديم طلب عبر وزارة الخارجية، وهو أمر صعب من الناحية الواقعية، والثانية هي انضمام العراق إلى اتفاقية روما للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1948 وهي تحاكم الأشخاص بمختلف الجرائم، ومنها جرائم العدوان التي تنطبق على عملية الاغتيال التي نُفذت بأمر ترمب وفقاً للمادة 6 من قانون هذه المحكمة التي تتطلب دخول العراق فيها أولاً». وأوضح التميمي أنه «مع كل هذه الإجراءات القانونية، لكن ترمب في النهاية أصبح رئيس دولة وهو يتمتع بالحصانة وفقاً اتفاقية فيينا».

أول المهنئين لترمب

وفي الوقت الذي تبدو عودة ترمب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية مقلقة لبعض الأوساط العراقية، إلا أن العراق الرسمي كان من أول المهنئين؛ إذ هنأ الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد ترمب، وتطلع إلى أن «تعمل الإدارة الأميركية الجديدة على تعزيز الاستقرار الذي تشتد الحاجة إليه والحوار البنَّاء في المنطقة»، كما هنَّأ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني دونالد ترمب بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية لولاية جديدة، معرباً عن أمله في «تعزيز العلاقات الثنائية» خلال «المرحلة الجديدة». وكتب السوداني على منصة «إكس»: «نؤكد التزام العراق الثابت بتعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، ونتطلع لأن تكون هذه المرحلة الجديدة بداية لتعميق التعاون بين بلدينا في مجالات عدة، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ويعود بالنفع على الشعبين الصديقين». كما أن رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني ورئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني كانا أول المهنئين لترمب؛ نظراً للعلاقة الجيدة التي تربط الأكراد مع الجمهوريين. وكتب نيجرفان بارزاني على منصة «إكس» قائلاً: «أتقدم بأحرّ التهاني إلى الرئيس ترمب ونائب الرئيس المنتخب فانس على فوزهما في الانتخابات». وأضاف: «نتطلع إلى العمل معاً لتعزيز شراكتنا وتعميق العلاقات الثنائية بين إقليم كردستان والعراق والولايات المتحدة».

أما رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، فقد عبّر من جهته إلى أهمية «تعميق الشراكة بين إقليم كردستان والولايات المتحدة، والعمل معاً لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة».

اقرأ أيضاً