{الفيدرالي} لتقليص حيازاته من السندات... والتضخم «تحت السيطرة»

التعافي الأميركي يتسارع رغم «قائمة طويلة من المشاكل»

انخفض عدد طلبات إعانة البطالة الأميركية تحت مستوى 400 ألف للمرة الأولى منذ بدء الجائحة. (رويترز)
انخفض عدد طلبات إعانة البطالة الأميركية تحت مستوى 400 ألف للمرة الأولى منذ بدء الجائحة. (رويترز)
TT

{الفيدرالي} لتقليص حيازاته من السندات... والتضخم «تحت السيطرة»

انخفض عدد طلبات إعانة البطالة الأميركية تحت مستوى 400 ألف للمرة الأولى منذ بدء الجائحة. (رويترز)
انخفض عدد طلبات إعانة البطالة الأميركية تحت مستوى 400 ألف للمرة الأولى منذ بدء الجائحة. (رويترز)

قال باتريك هاركر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا إن الأجور في الولايات المتحدة قد تستقر على مدار البضعة أشهر القادمة مع عودة المزيد من الناس إلى العمل، وإن الزيادة في الأسعار الناتجة عن مشاكل في سلسلة الإمداد من المرجح أن تكون مؤقتة.
وقال هاركر مساء الأربعاء إنه إذا ظل التضخم فوق المستوى الذي يستهدفه مجلس الاحتياطي فإن البنك المركزي الأميركي لديه الأدوات للتعامل معه، مضيفا أنه لا يرى علامات على أن التضخم يخرج عن السيطرة. وأضاف قائلا أثناء حلقة نقاشية افتراضية: «إذا حدث ذلك، فإننا نعرف كيف سنرد». وقال أيضا إن مجلس الاحتياطي يحتاج إلى أن يناقش متى سيكون الوقت مناسبا لتعديل برنامجه لمشتريات الأصول.
وتتوافق نظرة هاكر مع راندال كوارلز نائب رئيس مجلس الاحتياطي للإشراف، الذي قال في مقابلة مع صحيفة «بوليتيكو» الثلاثاء إن أحدث قفزة للتضخم في الولايات المتحدة ستكون مؤقتة حتى رغم صعود المقياس الذي يفضله البنك المركزي الأميركي لزيادات الأسعار إلى 3.1 في المائة في أبريل (نيسان)، وهو رقم أعلى بكثير من المستوى الذي يستهدفه البالغ اثنين في المائة.
وقال كوارلز إن «قراءة التضخم الشهرية المرتفعة لا تؤدي بالضرورة إلى تضخم مرتفع دائم». وأضاف أنه بعد ارتفاعات مماثلة في أعقاب الركود الذي استمر من 2007 إلى 2009 «قضينا عشر سنوات دون المستوى الذي استهدفه مجلس الاحتياطي... شهدنا مثل هذه الحالة من قبل وانفرجت خلالها سلاسل التوريد بسرعات مختلفة، كما بدأت أجزاء من الاقتصاد في التحرك بوتيرة متباينة... سنشهد ضغوطا تضخمية... ويتوقع المرء أنها ستتكون مؤقتة».
وقال مجلس الاحتياطي الأربعاء إنه سيبدأ تقليص حيازاته من سندات الشركات التي اشتراها العام الماضي عبر برنامج طارئ للإقراض أطلقه لتهدئة أسواق الائتمان في ذروة جائحة (كوفيد - 19)، موضحا أن ذلك سيكون بشكل «تدريجي ومنظم»، مشيرا إلى أن قراره غير مرتبط بالسياسة النقدية.
وفي إطار سياسته النقدية، يشتري مجلس الاحتياطي أيضا ما قيمته 120 مليار دولار شهريا من الأوراق المالية الحكومية، وسيتعين عليه أن يقرر متى سيبدأ بتقليصها.
كما قال المجلس في أحدث مراجعة للأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة إن تعافي الاقتصاد الأميركي تسارع في الأسابيع القليلة الماضية رغم قائمة طويلة لمشاكل في سلسلة الإمداد وصعوبات في التوظيف وتزايد الأسعار في أرجاء البلاد. وأضاف المجلس في ملخص لتقريره الشامل (الكتاب البيج) بشأن الاقتصاد الأربعاء أن النمو سجل «معدلا أسرع نوعا ما» في الفترة من أوائل إلى أواخر مايو (أيار)، وأشار مسؤول البنك المركزي إلى «الآثار الإيجابية على الاقتصاد من تزايد معدلات التطعيم بلقاحات (كوفيد - 19) وتخفيف إجراءات التباعد الاجتماعي»، لكن المجلس قال إن إعادة اقتصاد حجمه 20 تريليون دولار إلى كامل سرعته يشكل تحديا في حد ذاته.
وفي أحدث دليل على القوة في سوق العمل رغم نقص في القوة العاملة يحد من نشاط التوظيف، انخفض عدد الأميركيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانة البطالة لأقل من 400 ألف الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ بدء جائحة (كوفيد - 19) قبل أكثر من عام.
وقالت وزارة العمل الأميركية الخميس إن إجمالي طلبات إعانة البطالة الحكومية المقدمة للمرة الأولى بلغ مستوى معدلا في ضوء العوامل الموسمية عند 385 ألف طلب للأسبوع المنتهي في 29 مايو، مقارنة مع 405 آلاف في الأسبوع السابق. وهذا هو أدنى مستوى منذ منتصف مارس (آذار) 2020 عندما فرضت إجراءات الإغلاق الإلزامي للأنشطة غير الأساسية سعيا لاحتواء الموجة الأولى من الإصابات بفيروس «كورونا».
ولكن على الجانب الآخر، لم تتمكن شركات البناء من مجاراة الطلب بينما واجه المصنعون تأخيرات في تسليم المواد اللازمة للانتهاء من المنتجات، و«ما زال من الصعب على شركات كثيرة توظيف عمال جدد».
وقال مجلس الاحتياطي إن الأسعار تتزايد ومن المرجح أن تواصل الارتفاع في الوقت الحالي. وسيساعد «الكتاب البيج» في تحديد إطار الاجتماع القادم لمجلس الاحتياطي لشهر يونيو (حزيران) بينما يتجه مسؤولو المركزي نحو مناقشة بشأن كيفية وموعد تقليص برنامج مشتريات السندات وأسعار الفائدة القريبة من الصفر لمكافحة التداعيات الاقتصادية للجائحة.



رئيس الوزراء الياباني يدعو الشركات لزيادة كبيرة في الأجور

يابانيون يمرون أمام شاشة إلكترونية في العاصمة طوكيو تعرض حركة الأسهم على مؤشر نيكي (أ.ب)
يابانيون يمرون أمام شاشة إلكترونية في العاصمة طوكيو تعرض حركة الأسهم على مؤشر نيكي (أ.ب)
TT

رئيس الوزراء الياباني يدعو الشركات لزيادة كبيرة في الأجور

يابانيون يمرون أمام شاشة إلكترونية في العاصمة طوكيو تعرض حركة الأسهم على مؤشر نيكي (أ.ب)
يابانيون يمرون أمام شاشة إلكترونية في العاصمة طوكيو تعرض حركة الأسهم على مؤشر نيكي (أ.ب)

قال رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، يوم الثلاثاء، إنه سيطلب من الشركات تنفيذ زيادات كبيرة في الأجور في مفاوضات العمل العام المقبل، حيث تضع حكومته زيادات الأجور على رأس أولويات سياستها العامة.

وتعهد إيشيبا، الذي تواجه حكومته الائتلافية الهشة ضغوطاً لزيادة الإنفاق على الرعاية الاجتماعية وتعويض ارتفاع الأسعار، بالدفع من أجل نمو الأجور في مفاوضات «شونتو» السنوية في الربيع المقبل، بعد أن قدمت الشركات اليابانية أكبر زيادة في الأجور منذ 33 عاماً في وقت مبكر من هذا العام.

وقال إيشيبا في نهاية اجتماع ثلاثي بين الحكومة والشركات وزعماء النقابات: «نطلب من الشركات التعاون لتحقيق نمو كبير في الأجور في مفاوضات العام المقبل».

وتسعى أكبر مجموعة نقابية عمالية في اليابان إلى زيادة الأجور بنسبة 5 في المائة على الأقل في عام 2025 على غرار الزيادة الضخمة هذا العام. ويشك خبراء الاقتصاد في أن مثل هذه الزيادة الأخرى واقعية.

وتعهد إيشيبا أيضاً بوضع تدابير محددة بحلول الربيع المقبل لتحقيق هدفه السياسي برفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 42 في المائة بحلول نهاية العقد.

وقال إيشيبا إن الحكومة تخطط لمواصلة المناقشات مع قادة الأعمال والعمال بشأن هدف الحد الأدنى للأجور، وتأمل في خلق بيئة حيث يكون مثل هذا الرفع ممكناً.

وتم إنشاء إطار ثلاثي بين الحكومة والشركات وزعماء النقابات لمناقشة الأجور بعد وقت قصير من تولي رئيس الوزراء السابق شينزو آبي السلطة في أواخر عام 2012، ووعد بإنعاش الاقتصاد.

وكان التدخل الحكومي في محادثات العمل والإدارة باليابان يُنظر إليه في البداية على أنه غير معتاد، إن لم يكن محظوراً، لكن الشركات في نهاية المطاف تبنت فكرة زيادة الأجور لجذب المواهب.

ومن جهة أخرى، أبقت الحكومة اليابانية يوم الثلاثاء على تقييمها بأن الاقتصاد يتعافى بشكل معتدل، في حين حذرت من التأثير المحتمل لسياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب على التوقعات الاقتصادية.

وقال مسؤول بمكتب مجلس الوزراء عند إصدار التقرير الاقتصادي الشهري لشهر نوفمبر (تشرين الثاني): «يمكن أن يكون للاتجاهات في الاقتصاد الأميركي تأثير مباشر أو غير مباشر على الاقتصاد الياباني، ونحن بحاجة أيضاً إلى أن ندرك إمكانية التأثير من خلال التقلبات في الأسواق المالية وأسواق رأس المال».

كما تم تحديد مخاطر، مثل ارتفاع أسعار الفائدة في الخارج وسوق العقارات الصينية الراكدة، باعتبارها تهديدات محتملة للاقتصاد الياباني.

وقال مكتب مجلس الوزراء إن الاقتصاد الياباني يتعافى بشكل معتدل رغم أنه لا يزال متوقفاً في أجزاء، مع إبقاء التقييم دون تغيير للشهر الرابع على التوالي. وظلت وجهة نظر الحكومة بشأن معظم القطاعات الفرعية الرئيسية، بما في ذلك الاستهلاك والاستثمار الرأسمالي، كما رفعت تقييمها للواردات في حين خفضت تقييمها للاستثمار العام.

كما قام مكتب مجلس الوزراء بمراجعة وجهة نظره بشأن أسعار السلع المحلية للشركات إلى «ارتفاع تدريجي مؤخراً» وأسعار المستهلك إلى «ارتفاع مؤخراً»، مما يعكس الزيادات في الأرز وتكاليف المواد الخام بسبب ضعف الين والنفقات اللوجيستية بسبب نقص العمالة.

وقالت الحكومة إن الاستهلاك الخاص، الذي يمثل أكثر من نصف الناتج الاقتصادي، استمر في التعافي، مدعوماً بزيادات الأجور والمكافآت الصيفية القوية وتخفيضات ضريبة الدخل المؤقتة.

وقدم التقرير يوم الثلاثاء في اجتماع لوزراء مجلس الوزراء المعنيين ومحافظ بنك اليابان كازو أويدا. وتوسع الاقتصاد الياباني بنسبة سنوية بلغت 0.9 في المائة في الربع الثالث من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول)، وهو ما يتباطأ عن الأشهر الثلاثة السابقة بسبب الإنفاق الرأسمالي الفاتر. ومع ذلك، كان الارتفاع غير المتوقع في الاستهلاك بمثابة نقطة مضيئة.

وفي غضون ذلك، أعلن بنك اليابان المركزي يوم الثلاثاء ارتفاع أسعار المنتجين (الجملة) خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بنسبة 2.9 في المائة سنوياً، في حين كان المحللون يتوقعون ارتفاعه بنسبة 2.5 في المائة، بعد ارتفاعه بنسبة 2.8 في المائة خلال سبتمبر الماضي، وفقاً للبيانات المعدلة و2.6 في المائة وفقاً للبيانات الأولية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت أسعار الجملة بنسبة 0.8 في المائة خلال أكتوبر، في حين تراجعت بنسبة 0.1 في المائة خلال سبتمبر. وارتفعت أسعار الجملة بعد استبعاد أسعار خدمات النقل الدولي بنسبة 3.1 في المائة سنوياً، وبنسبة 0.8 في المائة شهرياً.

وفي الأسواق، انخفضت عائدات سندات الحكومة اليابانية يوم الثلاثاء، مقتفية أثر هبوط في عائدات سندات الخزانة الأميركية أثناء الليل مع انتظار المستثمرين لإشارات جديدة من السوق.

وانخفضت عائدات سندات الحكومة اليابانية لأجل عشر سنوات بنقطة أساس واحدة عند 1.06 في المائة، في حين ارتفعت عقودها الآجلة 0.08 نقطة إلى 142.93 ين.

وارتفعت عائدات سندات الحكومة اليابانية في الجلسات الأخيرة مع بدء السوق في تسعير فرصة أكبر لرفع بنك اليابان لأسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول). وكان التحول مدفوعاً إلى حد كبير بالتوقعات بأن انخفاض الين قد يضغط على البنك المركزي للتحرك.

وقال يوري سوزوكي، محلل السوق في ميزوهو للأوراق المالية، إن هذا الاتجاه الصعودي في العائدات ربما بلغ ذروته في الوقت الحالي، و«إذا كان هناك بالفعل رفع لأسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول)، فسيكون من الأسهل وضع زيادات الأسعار في المستقبل في الحسبان، لكنني أعتقد أن تسعير السوق (لرفع نهاية العام) يبدو أنه توقف الآن».

ومن جهته، تراجع المؤشر نيكي الياباني يوم الثلاثاء مع تأثر السوق بتعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على جميع الواردات من كندا والمكسيك، إلى جانب رسوم إضافية على الصين.

وأغلق نيكي على هبوط 0.9 في المائة عند 38442 نقطة، بعد أن تراجع بنحو اثنين في المائة خلال التعاملات الصباحية. كما أنهى المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً التداولات منخفضاً بواحد في المائة عند 2689.55 نقطة.

ومن بين 225 سهماً مدرجاً على المؤشر نيكي، انخفض 147 سهماً وصعد 75، وتقلصت خسائر الأسهم في تعاملات ما بعد الظهيرة مع استيعاب المستثمرين للأنباء.

وقال ناكا ماتسوزاوا خبير الاقتصاد الكلي في نومورا: «نسبة 10 في المائة على كل شيء بالنسبة للصين ليست كبيرة مثل النسبة التي كان يتحدث عنها ترمب سابقاً عند 60 في المائة... لذا أعتقد أن رد الفعل الأولي كان سلبياً إلى حد ما». وأضاف أن خطط فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على الواردات من كندا والمكسيك ربما كانت أكبر من توقعات السوق.