الأمم المتحدة: الملايين في سوريا سيواجهون كارثة إذا تم إغلاق معبر المساعدات

معبر باب الهوى الحدودي مع سوريا من الطرف التركي (أ.ف.ب)
معبر باب الهوى الحدودي مع سوريا من الطرف التركي (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة: الملايين في سوريا سيواجهون كارثة إذا تم إغلاق معبر المساعدات

معبر باب الهوى الحدودي مع سوريا من الطرف التركي (أ.ف.ب)
معبر باب الهوى الحدودي مع سوريا من الطرف التركي (أ.ف.ب)

قال مسؤول إغاثة كبير بالأمم المتحدة، اليوم (الخميس)، إن ملايين الأشخاص في شمال غربي سوريا سيواجهون كارثة إذا لم تنجح الأمم المتحدة في تمديد عمليات الإغاثة الإنسانية عبر الحدود الشهر المقبل، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء.
وهناك نحو ثلاثة ملايين، كثير منهم شردهم القتال في أماكن أخرى بسوريا خلال الصراع الممتد منذ عشر سنوات، يلوذون بالمنطقة القريبة من الحدود مع تركيا بعيداً عن سيطرة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
واقتصر إدخال المساعدات عبر الحدود مع تركيا في العام الماضي على منفذ واحد بعد اعتراض روسيا والصين، صاحبتي حق النقض (الفيتو) بمجلس الأمن الدولي، على تجديد العبور عبر منافذ أخرى، وتلوح مواجهة جديدة في الشهر المقبل عندما يحين موعد تجديد تفويض العمليات.
وقال مارك كتس، نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية المعني بالملف السوري: «ستكون كارثة إذا لم يتم تمديد العمل بقرار مجلس الأمن. نعلم أن الناس سيعانون بحق».
وأضاف كتس عند مركز تقديم مساعدات في بلدة ريحانلي الحدودية التركية: «نتوقع من المجلس أن يجعلوا احتياجات المدنيين في المقدمة في شمال غربي سوريا، هناك بعض من أشد الناس احتياجاً على مستوى العالم».
وحالياً يعبر نحو 1000 شاحنة تابعة للأمم المتحدة إلى داخل سوريا شهرياً لتوصيل الطعام والإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية عبر منفذ باب الهوى، وهو الوحيد المفتوح، في محاولة لتلبية احتياجات أربعة من بين كل خمسة أشخاص في شمال غربي سوريا.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، للصحافيين خلال زيارة للمنطقة: «هذا هو شريان حياتهم»، وأضافت: «على مدى عام ونصف العام استطاع بعض أعضاء مجلس الأمن بشكل مخجل إغلاق معبرين آخرين إلى سوريا»، وتابعت: «باب الهوى هو بالفعل كل ما تبقى... إذا تم إغلاقه ستكون هذه قسوة لا مبرر لها».
وبعد إعلان مساعدات إضافية بقيمة 240 مليون دولار للسوريين والدول المستضيفة لهم، قالت توماس جرينفيلد إنها ترغب أيضاً في العمل مع روسيا على إيجاد سبل لتوصيل المساعدات عبر خطوط التماس مع المناطق الخاضعة للحكومة السورية، وتتهم روسيا، الداعمة للأسد، الدول الغربية بتجاهل الدور الذي قد تلعبه الإمدادات التي قد تعبر من دمشق.
وقال كتس للمبعوثة الأميركية في إفادة قرب الحدود: «أمضينا أكثر من عام في التفاوض مع كلا الجانبين لتمرير المساعدات عبر الخطوط الفاصلة وعبر الحدود»، وأضاف: «رغم كل جهودنا لم ننجح في تمرير ولو شاحنة واحدة عبر الخطوط الفاصلة مع المناطق الحكومية هذا ليس بسبب عدم المحاولة من جانب الأمم المتحدة لكن بسبب أنها منطقة حرب».
وأشار إلى أنه بجانب الصعوبات المتعلقة بالقيود على التنقل، فإن عمليات المساعدة تعاني من نقص التمويل.
وقال كتس لتوماس جرينفيلد: «ما نحتاج إليه بشدة هو زيادة التمويل، نحتاج إلى الوصول بصورة أكبر وليس أقل».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.