«داعش» يفجر مدرج مطار الموصل ويفخخ جسورها ويحفر خندقًا حولها

مسؤول في البيشمركة: لن نشارك في عملية تحرير المدينة إذا لم نتسلم الأسلحة الثقيلة

الأميركي سكوت وولف الذي قال إنه تطوع مع قوات البيشمركة الكردية للقتال ضد «داعش» يتمشى خارج كركوك مع بعض المقاتلين الأكراد أمس (رويترز)
الأميركي سكوت وولف الذي قال إنه تطوع مع قوات البيشمركة الكردية للقتال ضد «داعش» يتمشى خارج كركوك مع بعض المقاتلين الأكراد أمس (رويترز)
TT

«داعش» يفجر مدرج مطار الموصل ويفخخ جسورها ويحفر خندقًا حولها

الأميركي سكوت وولف الذي قال إنه تطوع مع قوات البيشمركة الكردية للقتال ضد «داعش» يتمشى خارج كركوك مع بعض المقاتلين الأكراد أمس (رويترز)
الأميركي سكوت وولف الذي قال إنه تطوع مع قوات البيشمركة الكردية للقتال ضد «داعش» يتمشى خارج كركوك مع بعض المقاتلين الأكراد أمس (رويترز)

ذكر قائد في قوات البيشمركة أمس، أن «تنظيم داعش بدأ بحفر خندق في منطقة الخازر تحسبا لمواجهة أي تقدم لقوات البيشمركة في المنطقة»، فيما أكد مسؤول في وزارة البيشمركة، أن «الأكراد لن يشاركوا في أي عملية لتحرير الموصل إذا لم يتسلموا الأسلحة الثقيلة التي طلبوها».
وقال العميد سيد هزار، نائب قائد قوات النخبة (زيرفاني) المرابطة في منطقة الخازر القريبة من الموصل، لـ«الشرق الأوسط» إن «مسلحي داعش يحاولون باستمرار حفر هذا الخندق، لكننا نمنعهم من ذلك من خلال قصفهم بقذائف الهاون، وقد أحرقنا آلياتهم الخاصة بعمليات الحفر، وهم يتوقعون أن الخندق سيمنعنا من التقدم والقضاء عليهم»، مشيرا إلى أن «أي خندق لن يكون عائقا أمام تقدم قوات البيشمركة»، مضيفا: «التنظيم ونظرا لفقدانه المعنويات وضعفه بدأ في تدمير مدينة الموصل، فبعد إحراق أكبر مكتباتها ومتحفها وتدمير آثارها التاريخية، فجروا مباني ومدرج مطار الموصل، وبدأوا في تفجير مراكز الشرطة في أحيائها».
في الوقت ذاته أكد ناشط مدني من داخل مدينة الموصل في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «تنظيم داعش فجر أمس مدرج مطار الموصل الواقع في منطقة الغزلاني جنوب المدينة الذي يربط الموصل ببغداد ومدن العراق الأخرى، وكذلك فخخ التنظيم الجسور: القديم والجسر الثالث والرابع التي تربط الجانب الأيسر للموصل بجانبها الأيمن، ومنع أهالي المدينة من الخروج منها لاستخدامهم كدروع بشرية في حال بدء الهجوم على المدينة»، وكشف الناشط الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: إن «داعش فخخ كافة مداخل المدينة تحسبا لعملية العسكرية المرتقبة من قبل الحكومة الاتحادية وقوات البيشمركة بإسناد من التحالف الدولي».
وتحاصر قوات البيشمركة مدينة الموصل من 3 اتجاهات وهي الشرقية والشمالية والغربية، فيما تنتظر وصول القوات العراقية من الجهة الجنوبية من جهة محافظة صلاح الدين ليكتمل الخناق على «داعش» داخل الموصل، في الوقت ذاته بدأت القوات العراقية أمس التحضيرات للهجوم على مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين لتحريرها من مسلحي «داعش» الذي يسيطرون عليها منذ يونيو (حزيران) الماضي.
من جهته، قال اللواء صلاح فيلي، الخبير العسكري في وزارة البيشمركة، لـ«الشرق الأوسط» هناك «وجود مستمر للمروحيات الأميركية في الإقليم، وهي تقدم الإسناد للبيشمركة، ومن المقرر أن يصل عدد من المروحيات الخاصة بنقل الأفراد والحمل لقواتنا من إيطاليا».
وعن المواقع المحتملة لإنشاء قاعدة عسكرية جوية في الإقليم، كشف فيلي: «من المقرر أن يكون مطار أربيل القديم، الذي كان يستخدم من قبل في الرحالات الداخلية ومطار حرير العسكري أهم المناطق التي ستستخدم من قبل الطيران الدولي لإسناد البيشمركة في الحرب ضد داعش».
وعن التحضيرات العسكرية في الإقليم لعملية الموصل، قال فيلي: «لم تكتمل لحد الآن التحضيرات اللازمة لتحرير الموصل في الإقليم، من حيث وصول المروحيات وإنشاء قاعدة عسكرية خاصة بالعملية، فالجيش العراقي ليس مستعدا لتلك المعركة لحد الآن»، وشدد بالقول: «إذا لم تصل الأسلحة الثقيلة التي طلبها إقليم كردستان، فلا أعتقد أن يشارك الأكراد في عملية استعادة السيطرة على الموصل».
وبالتزامن مع تصريحات اللواء صلاح فيلي، قال الناطق الرسمي لوزارة البيشمركة، العميد هلكورد حكمت، لـ«الشرق الأوسط»، «لقد بدأنا مرحلة تدريب الفصائل في قوات البيشمركة، حيث يشرف مدربون من التحالف الدولي على هذه التدريبات، الهادفة إلى تنظيم البيشمركة وتأهيلها كما هو الحال في أي قوة عسكرية في العالم، ونطمح في بدء مرحلة تدريب الأفواج في القريب العاجل».
في غضون ذلك لم يشهد مركز قضاء سنجار (غرب الموصل) أي تقدم من قبل قوات البيشمركة ومسلحي «داعش»، سوى بعض الهجمات التي يشنها التنظيم على مواقع البيشمركة، بين مدة وأخرى والتي فشلت في جميعها حتى الآن.
وعن أسباب عدم تحرير المدينة بالكامل حتى الآن، قال العميد هاشم سيتيي، قائد قوات البيشمركة في سنجار، لـ«الشرق الأوسط»، يجب أن «تكون السيطرة على سنجار محكمة من كافة الجهات، وبالتالي تحصينها بشكل جيد وتحرير أطرافها بواقع أربعين كيلومترا، وبعث الثقة في نفوس المواطنين الذين سيعودون إلى مناطقهم مطمئنين، لذا فمسألة تأخر تحرير مركز سنجار تعود إلى قربها من منطقة بعاج وتلعفر التي يتم من خلالها إيصال الإمدادات إلى الإرهابيين وكذلك لم يكن هناك أي مخطط ملموس لتحرير القضاء، أما الآن فمسألة سنجار يتم دراستها وفق خطة محكمة وسيتم تطبيقها في الزمان والمكان المناسبين، وغير ذلك من أقاويل ليست إلا مزايدات سياسية».
وتابع سيتيي: «ساهمت قواتنا خلال عمليات عسكرية واسعة، في اليومين الماضيين، في تحرير 20 قرية منها ما يقع داخل الأراضي السورية، حيث دخلت قوات البيشمركة إلى العمق السوري بمسافة 25 كلم، إضافة إلى تحريرها لقرى أخرى تابعة لناحية سنونة غرب سنجار».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.