قد يبدو نمط حياة الخنفساء ذات القرون، والمعروفة باسم خنفساء البق، مثيراً للاشمئزاز، فلا تأكل فضلاتها فقط، ولكنها تستخدمها لتبطين جدران مكان معيشتها وتبني بها غرفاً واقية حول صغارها. وتشير دراسة جديدة نُشرت في العدد الأخير من دورية «إي لايف» إلى أن «العادات المثيرة للاشمئزاز لهذه الخنفساء، هي في الواقع جزء من استراتيجية ذكية لحماية صحة الحشرة، ويمكن أن تفيد الطب البشري أيضاً». واكتشف باحثو جامعة كاليفورنيا أن «مخلفات هذه الخنفساء تعجّ بالمضادات الحيوية والمواد الكيميائية المضادة للفطريات المشابهة لتلك التي يستخدمها البشر لدرء الالتهابات البكتيرية والفطرية، ويتم إنتاج هذه المركبات من مجموعة من البكتيريا المفيدة تسمى (الفطريات الشعاعية) التي تعيش في نفايات الخنفساء، والتي يبدو أنها تنتقل من خنفساء إلى أخرى، ومن مستعمرة إلى أخرى، عن طريق أكل الخنفساء للفضلات».
وأوضح الباحثون أن «فهم العلاقة التكافلية بين خنافس البق والفطريات الشعاعية ومركباتها المضادة للميكروبات، يمكن أن يساعد في تسريع البحث عن عقاقير جديدة للمضادات الحيوية، ويساعد الأطباء على وضع استراتيجيات أفضل لمنع انتشار العدوى المقاومة للمضادات الحيوية». وقال ماثيو تراكسلر، كبير مؤلفي الدراسة، وهو أستاذ مساعد في علم الأحياء النباتية والميكروبية بجامعة كاليفورنيا، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة: «عندما يكتشف العلماء مضاداً حيوياً جديداً ويُدخلونه إلى العيادة، غالباً ما يستغرق الأمر بضع سنوات فقط قبل أن تبدأ البكتيريا والفطريات الذي توجه إليه المضادات في تطوير مقاومة لها، لكن المركبات المضادة للميكروبات في الفطريات الشعاعية لم يتم تطوير مقاومة لها، مما أبقى العلاقة التكافلية مع خنافس البق مستمرة لملايين السنين، وهذا يخبرنا باختلاف الطريقة المستخدمة عن طريقة استخدامنا للمضادات الحيوية».
ووجد الباحثون أكثر من 30 نوعاً من الفطريات الشعاعية في أماكن معيشة خنفساء البق، وهي الأنفاق المجوفة داخل جذوع الأشجار الميتة التي تعيش فيها، ويبدو أن التنوع الأكبر للفطريات الشعاعية يسهم في تنوع أكبر للمضادات الحيوية الوقائية ومضادات الفطريات في أماكن المعيشة.
مضادات حيوية من «فضلات» الخنافس
مضادات حيوية من «فضلات» الخنافس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة