احتفالات وإجراءات أمنية تسبق فوز الأسد بولاية جديدة

يوم طويل في مناطق الحكومة لفرز أصوات المقترعين

عناصر من قوات النظام يحملون صور بشار الأسد وعلم حزب «البعث» الحاكم أمس (أ.ب)
عناصر من قوات النظام يحملون صور بشار الأسد وعلم حزب «البعث» الحاكم أمس (أ.ب)
TT

احتفالات وإجراءات أمنية تسبق فوز الأسد بولاية جديدة

عناصر من قوات النظام يحملون صور بشار الأسد وعلم حزب «البعث» الحاكم أمس (أ.ب)
عناصر من قوات النظام يحملون صور بشار الأسد وعلم حزب «البعث» الحاكم أمس (أ.ب)

سادت احتفالات في مناطق سيطرة الحكومة، وسط إجراءات أمنية مشددة وتوقعات بإعلان فوز الرئيس بشار الأسد بولاية رئاسية هي الرابعة له منذ تسلمه الحكم والثانية منذ بدء الاحتجاجات، ذلك لدى الانتهاء من عدد الأصوات في صناديق الاقتراع في المناطق السورية الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، في ختام يوم طويل من انتخابات رئاسية هي الثانية منذ اندلاع النزاع في هذا البلد.
وجرت الانتخابات فقط في مناطق سيطرة الحكومة، فيما غابت عن مناطق سيطرة الأكراد (شمال شرق) ومناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل موالية لأنقرة (شمال وشمال غرب)، حيث خرج المئات في مظاهرة في مدينة إدلب، مؤكدين «لا شرعية» للانتخابات.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند السابعة صباحاً (04.00 ت غ)، وكان من المفترض إغلاقها عند الساعة السابعة مساء، لكن اللجنة القضائية للانتخابات قررت تمديد فترة الاقتراع خمس ساعات إضافية، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وعند منتصف الليل، نقل الإعلام الرسمي عن اللجنة القضائية العليا للانتخابات إعلانها إغلاق صناديق الاقتراع والبدء بعملية فرز الأصوات.
وعلى وقع إجراءات أمنية على مداخل دمشق والساحات والنقاط الرئيسية، شهدت مراكز الاقتراع في الجامعات خصوصاً إقبالاً باكراً للطلاب.
وقال كنان الخطيب (26 عاماً)، وهو طالب في جامعة دمشق، لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا أعرف المرشحين الآخرين على الإطلاق (...) لكن صوتي بكل تأكيد للرئيس بشار الأسد»، الذي «صمد» خلال الحرب.
والأسد (55 عاماً) الذي انتشرت صوره في الشوارع والساحات، اتخذ عبارة «الأمل بالعمل» شعاراً لحملته الانتخابية، في محاولة لتسليط الضوء على دوره المقبل في مرحلة إعادة الإعمار، بعد عقدين أمضاهما في سدة الرئاسة وشهد نصفهما نزاعاً مدمراً أودى بحياة أكثر من 388 ألف شخص وشرد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
وخاض مرشحان آخران غير معروفين السباق الرئاسي، هما الوزير والنائب السابق عبد الله سلوم عبد الله، والمحامي محمود مرعي من معارضة الداخل المقبولة من النظام، وسبق أن شارك بين ممثليها في إحدى جولات المفاوضات برعاية الأمم المتحدة في جنيف، التي اتسمت بالفشل.
وبدا لافتاً اختيار الأسد دوما للإدلاء بصوته، إذ شكلت المدينة أحد أبرز معاقل المعارضة قرب دمشق قبل أن تسيطر قواته عليها في العام 2018، إثر هجوم واسع بدعم روسي أعقب سنوات من الحصار. واتهمت دول غربية دمشق باستخدام غاز الكلور خلال الهجوم على دوما، ما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى شن ضربات جوية في سوريا، رغم نفي دمشق.
وجاء موقف الأسد غداة تأكيد وزراء خارجية الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا في بيان مشترك أن الانتخابات «لن تكون حرة ولا نزيهة».
ووصف وزير خارجية فرنسا جان - إيف لودريان، الأربعاء، الانتخابات بأنها «خدعة» باعتبار أن «جزءاً فقط من السوريين سيشارك فيها، فيما كثر من السوريين النازحين وكثر من السوريين اللاجئين» لن يدلوا بأصواتهم.
وخلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي، الأربعاء، قال المبعوث الدولي لسوريا غير بيدرسون إن «الانتخابات الرئاسية ليست جزءاً من العملية السياسية» لحل النزاع، التي «تشمل انتخابات حرة ونزيهة بدستور جديد وتدار تحت إشراف الأمم المتحدة».
وخصصت الحكومة، الخميس قبل الماضي، للمقيمين خارج سوريا من أجل الإدلاء بأصواتهم في سفارات بلادهم وقنصلياتها. لكن قانون الانتخابات يتيح فقط لمن يحملون جوازات سفر سارية وغادروا البلاد بطريقة شرعية الاقتراع، وهو ما لا يسري على ملايين النازحين واللاجئين الذين فروا من المعارك والقصف.
وأعلن مجلس سوريا الديمقراطية، الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية في مناطق سيطرة الأكراد، أنه «غير معني» بالانتخابات، كما وصف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، والمدعوم من تركيا ومقره إسطنبول، الانتخابات بـ«المسرحية».
وفي مدينة إدلب، أُفيد بخروج المئات في مظاهرة، رافعين أعلام المعارضة ولافتات عدة بينها «لا شرعية للأسد وانتخاباته».
وتظاهر العشرات أيضاً في محافظة درعا في جنوب البلاد، التي انطلقت منها المظاهرات السلمية عام 2011، رفضاً للمشاركة في الانتخابات.
وحل الاستحقاق الانتخابي فيما ترزح سوريا تحت أزمة اقتصادية خانقة خلفتها سنوات الحرب، وفاقمتها العقوبات الغربية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.