سادت احتفالات في مناطق سيطرة الحكومة، وسط إجراءات أمنية مشددة وتوقعات بإعلان فوز الرئيس بشار الأسد بولاية رئاسية هي الرابعة له منذ تسلمه الحكم والثانية منذ بدء الاحتجاجات، ذلك لدى الانتهاء من عدد الأصوات في صناديق الاقتراع في المناطق السورية الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، في ختام يوم طويل من انتخابات رئاسية هي الثانية منذ اندلاع النزاع في هذا البلد.
وجرت الانتخابات فقط في مناطق سيطرة الحكومة، فيما غابت عن مناطق سيطرة الأكراد (شمال شرق) ومناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل موالية لأنقرة (شمال وشمال غرب)، حيث خرج المئات في مظاهرة في مدينة إدلب، مؤكدين «لا شرعية» للانتخابات.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند السابعة صباحاً (04.00 ت غ)، وكان من المفترض إغلاقها عند الساعة السابعة مساء، لكن اللجنة القضائية للانتخابات قررت تمديد فترة الاقتراع خمس ساعات إضافية، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وعند منتصف الليل، نقل الإعلام الرسمي عن اللجنة القضائية العليا للانتخابات إعلانها إغلاق صناديق الاقتراع والبدء بعملية فرز الأصوات.
وعلى وقع إجراءات أمنية على مداخل دمشق والساحات والنقاط الرئيسية، شهدت مراكز الاقتراع في الجامعات خصوصاً إقبالاً باكراً للطلاب.
وقال كنان الخطيب (26 عاماً)، وهو طالب في جامعة دمشق، لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا أعرف المرشحين الآخرين على الإطلاق (...) لكن صوتي بكل تأكيد للرئيس بشار الأسد»، الذي «صمد» خلال الحرب.
والأسد (55 عاماً) الذي انتشرت صوره في الشوارع والساحات، اتخذ عبارة «الأمل بالعمل» شعاراً لحملته الانتخابية، في محاولة لتسليط الضوء على دوره المقبل في مرحلة إعادة الإعمار، بعد عقدين أمضاهما في سدة الرئاسة وشهد نصفهما نزاعاً مدمراً أودى بحياة أكثر من 388 ألف شخص وشرد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
وخاض مرشحان آخران غير معروفين السباق الرئاسي، هما الوزير والنائب السابق عبد الله سلوم عبد الله، والمحامي محمود مرعي من معارضة الداخل المقبولة من النظام، وسبق أن شارك بين ممثليها في إحدى جولات المفاوضات برعاية الأمم المتحدة في جنيف، التي اتسمت بالفشل.
وبدا لافتاً اختيار الأسد دوما للإدلاء بصوته، إذ شكلت المدينة أحد أبرز معاقل المعارضة قرب دمشق قبل أن تسيطر قواته عليها في العام 2018، إثر هجوم واسع بدعم روسي أعقب سنوات من الحصار. واتهمت دول غربية دمشق باستخدام غاز الكلور خلال الهجوم على دوما، ما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى شن ضربات جوية في سوريا، رغم نفي دمشق.
وجاء موقف الأسد غداة تأكيد وزراء خارجية الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا في بيان مشترك أن الانتخابات «لن تكون حرة ولا نزيهة».
ووصف وزير خارجية فرنسا جان - إيف لودريان، الأربعاء، الانتخابات بأنها «خدعة» باعتبار أن «جزءاً فقط من السوريين سيشارك فيها، فيما كثر من السوريين النازحين وكثر من السوريين اللاجئين» لن يدلوا بأصواتهم.
وخلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي، الأربعاء، قال المبعوث الدولي لسوريا غير بيدرسون إن «الانتخابات الرئاسية ليست جزءاً من العملية السياسية» لحل النزاع، التي «تشمل انتخابات حرة ونزيهة بدستور جديد وتدار تحت إشراف الأمم المتحدة».
وخصصت الحكومة، الخميس قبل الماضي، للمقيمين خارج سوريا من أجل الإدلاء بأصواتهم في سفارات بلادهم وقنصلياتها. لكن قانون الانتخابات يتيح فقط لمن يحملون جوازات سفر سارية وغادروا البلاد بطريقة شرعية الاقتراع، وهو ما لا يسري على ملايين النازحين واللاجئين الذين فروا من المعارك والقصف.
وأعلن مجلس سوريا الديمقراطية، الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية في مناطق سيطرة الأكراد، أنه «غير معني» بالانتخابات، كما وصف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، والمدعوم من تركيا ومقره إسطنبول، الانتخابات بـ«المسرحية».
وفي مدينة إدلب، أُفيد بخروج المئات في مظاهرة، رافعين أعلام المعارضة ولافتات عدة بينها «لا شرعية للأسد وانتخاباته».
وتظاهر العشرات أيضاً في محافظة درعا في جنوب البلاد، التي انطلقت منها المظاهرات السلمية عام 2011، رفضاً للمشاركة في الانتخابات.
وحل الاستحقاق الانتخابي فيما ترزح سوريا تحت أزمة اقتصادية خانقة خلفتها سنوات الحرب، وفاقمتها العقوبات الغربية.
احتفالات وإجراءات أمنية تسبق فوز الأسد بولاية جديدة
يوم طويل في مناطق الحكومة لفرز أصوات المقترعين
احتفالات وإجراءات أمنية تسبق فوز الأسد بولاية جديدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة