الاتحاد العمالي ينفذ إضراباً تحذيرياً ويطالب بالإسراع في تشكيل الحكومة

مشاركون في الإضراب العمالي بمدينة صيدا أمس (الوطنية)
مشاركون في الإضراب العمالي بمدينة صيدا أمس (الوطنية)
TT

الاتحاد العمالي ينفذ إضراباً تحذيرياً ويطالب بالإسراع في تشكيل الحكومة

مشاركون في الإضراب العمالي بمدينة صيدا أمس (الوطنية)
مشاركون في الإضراب العمالي بمدينة صيدا أمس (الوطنية)

نفّذ الاتحاد العمالي العام في لبنان إضراباً تحذيرياً بمشاركة عدد كبير من القطاعات الرسمية والخاصة، حيث نُفذت وقفات احتجاجية في عدد من المناطق واعتصام مركزي أمام مقر الاتحاد في بيروت، وكانت الدعوة إلى الإسراع في تشكيل الحكومة لإيجاد حلول للأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها لبنان.
وفي كلمة له في الاعتصام المركزي أمام مقر الاتحاد، قال رئيسه بشارة الأسمر: «قضيتنا المركزية هي تشكيل حكومة إنقاذ من اختصاصيين فوراً»، معتبراً أنه «من دون حكومة لا معالجات»، ودعا المسؤولين إلى المبادرة للتنازلات، وقال: «كفى محاصصة واتهامات ورفعاً مقنعاً للدعم كما يجري في الدواء والمواد الغذائية والمستلزمات الطبية». وسأل: «إذا رفع الدعم عن الضمان الاجتماعي مَن سيدفع الفرق بين الـ1500 ليرة (سعر الصرف الرسمي للدولار) وسعر السوق السوداء (13 ألف ليرة تقريباً)؟».
وسأل: «لبنان بحاجة إلى 5 سنوات من الإغاثة إذا بدأنا اليوم، ومن أين سيتم تأمين الأموال؟ هل من أموال المودعين؟»، مضيفاً: «سنبادر إلى توسيع الحلقة النقابية باتجاه جبهة نقابية واحدة تواكب التطورات في لبنان».
وفي طرابلس، حيث كانت انطلاقة التحركات في يوم الإضراب العام، سجلت أيضاً مشاركة قطاعات عدة، منها نقابة المحامين ورابطة التعليم الأساسي ولجان سائقي الحافلات والشاحنات واتحادات النقل البري وغيرها... وفي كلمة له، تحدث الأسمر عن قضية رفع الدعم عن المواد الغذائية والاستهلاكية، داعياً لتأليف حكومة إنقاذ قادرة على بداية معالجة، لتنظر في استمرار الدعم ليس من أموال المودعين، بل «نذهب إلى بطاقة تمويلية تشمل 750 ألف عائلة إلى مليون عائلة، وأن تمول بطرق علمية وبمساعدات»، مشدداً على أن «أي زيادات عشوائية ناتجة عن رفع الدعم كزيادة أسعار المحروقات أو أسعار السلع والأدوية، ستؤدي إلى كارثة حتمية وإلى تباطؤ الاقتصاد وتوقف الحركة الاقتصادية، وإلا كيف سيتمكن الموظف من التنقل بسعر صفيحة بنزين 150 ألف ليرة، كيف سيتمكن المريض من أن يعيش بدواء سعره أكثر بعشر مرات؟ ما مصير المستشفيات والاستشفاء واليوم عندما يدخل أي مريض إلى المستشفى يتحمل فروقاً كبيرة».
واعتبر أن «كل رفع عشوائي وزيادات عشوائية من دون خطة بديلة، سيؤدي إلى انهيار القطاع الصحي كاملاً والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وتعاونية الموظفين والهيئات الضامنة جميعها. فنحن أمام مشكلة كبيرة ونتمنى وسنطلب وسيكون الطلب في حالة تصاعدية حتى الوصول إلى مطالبنا».
وفي حين نفذت التحركات من دون أن يتم إقفال الطرقات، لوّح الأسمر بالتصعيد قائلاً: «اليوم نجتمع والطرق سالكة وهذا يسجل للحركة العمالية حتى لا تزيد المآسي على المياومين وعمال غبّ الطلب وعلى الناس ومصالحها، إنما إذا بقيت الأمور على ما هي عليه نحن ذاهبون إلى تصعيد تصاعدي أكثر فأكثر».
وفي كلمة له خلال مشاركته في الاعتصام، شدد نقيب محامي الشمال محمود المراد على أن دور المحامين هو الدفاع عن الفقراء والعاملين والطبقة الاجتماعية، وأضاف: «نقول بأسف إن الألم كان يطول في السابق الطبقة العمالية، وأوصلونا اليوم إلى أن كل الطبقات تئن وتتوجع مما آل إليه الواقع الآن، فالمحامون ليسوا في أفضل حال، إنهم يعانون، لذلك لا بد من أن تتشابك الأيدي وأن نتماسك جميعاً لنقف وقفة واحدة صريحة خالصة في وجه كل مَن يستهدف هذا المجتمع، ومن أجل أن نوقف هذا التعنت وهذا التسلط في وجه الناس وفي وجه كرامتهم».
بدوره، قال نقيب رئيس اتحادات النقل البري في لبنان بسام طليس، خلال وقفة احتجاجية في عاليه: «المعركة فتحت بعناوين مختلفة: الأول والأساسي لقمة العيش الكريم، لا رفع للدعم من دون خطة واضحة وشفافة يقرها مجلس النواب بقانون لتبقى ضماناً لكل الشعب، وثانياً، لا بد من سياسة اقتصادية اجتماعية واضحة يقرها مجلس الوزراء وليس إدارة من إدارات الدولة، لا في مصرف لبنان ولا في غيره».
وأكد أن «المفتاح الأساسي لأي بحث في الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي والمالي والنقدي والمعيشي هو في وجود سلطة نتكلم ونتحاور معها وتتحمل مسؤولياتها. لذا، ندعو إلى العمل فوراً إلى تأليف حكومة اليوم قبل غد، فالشعب لم يعد يتحمل»، وفيما يتعلق بقطاع النقل قال: «أي رفع للدعم من دون إبقاء دعم قطاع النقل البري معناه أننا نقول للمواطنين اذهبوا إلى أعمالكم سيراً».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.