أميركا تسعى إلى بناء «تحالف عسكري أفريقي» لمواجهة الإرهاب

TT

أميركا تسعى إلى بناء «تحالف عسكري أفريقي» لمواجهة الإرهاب

تسعى الولايات المتحدة إلى تكثيف دورها العسكري والاستراتيجي في أفريقيا، وذلك لمواجهة التحديات والأخطار الإرهابية التي تحدق بالدول هناك، ومن ضمن تلك المساعي العمل على إجراء تدريبات عسكرية مع القوات المحلية في القارة، وبناء تحالف من القوات يمكن تشغيله بشكل متبادل على الأراضي الأفريقية.
واستعداداً لتحقيق هذا الهدف، قال اللواء أندرو روهلينج نائب القائد العام للجيش الأميركي في أوروبا وأفريقيا، إن جيش الولايات المتحدة يشارك في جميع أنحاء أفريقيا، وذلك لمساعدة القوات البرية للدول الأفريقية على تحسين قدراتها، معلناً عن إجراء تدريب عسكري كبير وشامل في 21 يونيو (حزيران) المقبل، مطلقاً عليه اسم (أفريكان ليون) أي بالترجمة العربية «الأسد الأفريقي»، وذلك بمشاركة عدة دول في هذه التدريبات العسكرية.
وأوضح روهلينج خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف أمس، أن التدريبات العسكرية التي سيتم إجراؤها الشهر المقبل، تأتي تمهيداً لبناء التحالف من القوات العسكرية الذي يمكنه المشاركة على الأراضي الأفريقية في مواجهة خطر الإرهاب، وستضم التدريبات العسكرية قوات برية من خمس دول هي تونس، المغرب، السنغال، بريطانيا، وأميركا، وستجري التدريبات في المغرب بمشاركة العديد من القوات الأخرى للعمل على ما سماه «إمكانية التشغيل البيني»، وكذلك العمل على التكتيكات والتقنيات والإجراءات العسكرية الأخرى.
وأشار اللواء الأميركي، إلى أن الولايات المتحدة تعمل أيضاً على إدخال فرق مساعدة قوات الأمن، أو لواء مساعدة قوة الأمن، المعروف اختصاراً بـ«SFAB»، وأن كافة هذه العناصر تعمل الآن في القارة الأفريقية، مضيفاً «أنهم يغيرون قواعد اللعبة ضد الإرهابيين في الدول التي تمثل تهديداً، ويوفرون وجوداً مستمراً لقوات جيش الولايات المتحدة مقترنة بالقوات البرية، وفي السنغال على وجه التحديد، يوجد فريق مساعدة لقوات الأمن يعمل مع الجيش السنغالي، وذلك لتحسين إمكانية التشغيل البيني والتدريب والقدرة، وستساعد البلدان الأفريقية على هزيمة التهديد المتطرف العنيف الموجود في كل من الغرب والشرق».
وأكد أن جيش الولايات المتحدة في أفريقيا، «لا يفكر كل يوم إلا في الحفاظ على الأمن، والازدهار والاستقرار في القارة الأفريقية»، وتقديم فرق عسكرية لمساعدة قوات الأمن في العديد من البلدان بالقارة، والتي توفر وجوداً مستمراً مع الدول الشريكة الرئيسية في القارة، إذ إن هذه القوات تتدرب مع تلك الجيوش للمساعدة في تحسين قدراتهم، وإجراء العديد من التدريبات مثل التدريب على مواجهة العبوات الناسفة، والعديد من أشكال التدريب الأخرى.
وحذّر من التهديدات والعنف في غانا، إذ إن الجانب الشمالي من البلاد، تستمر فيه التهديدات القادمة من الساحل، «وهكذا عندما ننظر إلى هذا التهديد، فإننا نطرح تساؤلاً كيف نساعد غانا على الاستعداد للعنف، والتأكد من أن جيشها قادر على التعامل مع تلك التهديدات عندما تصل؟»، مؤكداً أن القوات الأميركية ستصل إلى غانا قريباً، وستتأكد من ضمان أن الجيش الغاني قادر على التعامل مع كل التهديدات الإرهابية.
يذكر أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قدمت خطة استراتيجية للإدارة الأميركية في إعادة توزيع المتطلبات والمعدات العسكرية بأفريقيا، والتي بدورها سيعتمدها الكونغرس قريباً، بشأن قواتها العسكرية حول العالم، وإعادة ترتيب تلك القوات وتوزيعها بالشكل الذي يخدم مصالحها.
وترى وزارة الدفاع أن مواجهة المنظمات المتطرفة العنيفة في أفريقيا التي تشكل تهديداً للولايات المتحدة، تحتاج إلى الاستمرار في العمل ومواصلة الضغط عليها في أجزاء محددة من أفريقيا، وليس فقط على نطاق واسع، رغم أنه في أي مكان يوجد فيه متطرف، ولكن على وجه التحديد يوجد أولئك الذين يشكلون تهديداً خارجياً.
كما لا يزال الوجود الأميركي في الصومال «محدوداً للغاية»، بحسب العديد من التصريحات العسكرية، التي شددت على أن «تركيز أميركا سيظل ثابتاً ومركزاً على حركة الشباب الصومالي الإرهابية».


مقالات ذات صلة

إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

شؤون إقليمية إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)

إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

بينما يواصل وفد الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان في إطار مبادرة لإنهاء الإرهاب في تركيا، وجّه إردوغان تحذيراً صارماً لمقاتلي الحزب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركيا تواصل القتال مع «قسد» على محاور جنوب شرقي منبج (أ.ف.ب)

إردوغان: تركيا لم تتدخل في سوريا

تتواصل الاشتباكات بين الفصائل الموالية لتركيا و«قسد» على محاور جنوب شرقي منبج... وأكد الرئيس رجب طيب إردوغان أن بلاده ستواصل الحرب ضد الإرهاب في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج الشراكة قائمة على تعزيز التعاون وتوسيع التنسيق حيال الوقاية ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف (الشرق الأوسط)

«تلغرام» و«اعتدال» يزيلان 100 مليون محتوى متطرّف

تمكن «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف» ومنصة «تلغرام»، عبر مواصلة جهودهما في مكافحة النشاط الدعائي للتنظيمات الإرهابية، من إزالة 100 مليون محتوى متطرف

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ يتحدث دوري كورين مساعد قائد شرطة لاس فيغاس متروبوليتان خلال مؤتمر صحافي بشأن تطورات انفجار شاحنة ليلة رأس السنة الجديدة يوم الجمعة 3 يناير 2025 في المدينة (أ.ب)

«إف بي آي»: لا صلة لـ«الإرهاب» بانفجار شاحنة «تسلا» في لاس فيغاس

أكد المحققون الفيدراليون أن العسكري الذي قضى انتحارا في شاحنة صغيرة من طراز «سايبرتراك» خارج فندق ترمب بمدينة لاس فيغاس الأميركية، كان يعاني اضطرابا

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس (الولايات المتحدة))
آسيا سائقو الشاحنات يتجمعون بجوار شاحنات إمدادات المساعدات المتوقفة على جانب الطريق في هانجو يوم 4 يناير 2025 بعد أن نصب مسلحون كميناً لقافلة مساعدات باكستانية (أ.ف.ب)

مقتل 6 أشخاص جرَّاء هجوم انتحاري جنوب غربي باكستان

لقي 6 أشخاص مصرعهم، وأصيب أكثر من أربعين بجروح، جراء هجوم انتحاري استهدف موكباً لقوات الأمن في منطقة تُربت، بإقليم بلوشستان، جنوب غربي باكستان.


«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.