السابع عشر من مايو (أيار) تاريخ انتظره أصحاب المطاعم والمقاهي والذواقة على أحر من النار. عام من الإقفال في ظل شبح الجائحة التي أرغمت قطاع الضيافة على الإقفال، فبعض المقاصف حالفها الحظ والدعم الحكومي في الوقوف بوجه الإقفال إلا أن بعضها الآخر استسلم وأقفل أبوابه بشكل دائم.
عاشت لندن التي استطاعت في السنوات العشر الماضية أن تثبت نفسها على خارطة الأكل لتصبح مطاعمها من الأعلام السياحية الجذابة للزائر وابن البلد، عاشت كابوساً حقيقياً منذ اندلاع «حرب كورونا»، فكانت النتيجة إقفال بعد إقفال، خسارة أشغال بالآلاف وتغير عادات وأسلوب حياة البشر.
فرغم شغف الكثير من الزبائن للعودة إلى المطاعم والأكل داخلها غداً، تبقى هناك بعض الأسئلة التي تطرح نفسها مثل: «هل سيكون الإقبال على الأكل في المطاعم مثلما كان في الماضي؟».
في مارس (آذار) 2020 أرغمت المطاعم على إقفال أبوابها، وسمح لها بتوصيل المأكولات إلى البيوت، غير أن هذا النمط لم يتوافق مع جميع المطاعم التي وجدت في مثل هذا الأسلوب خسارة إضافية، مما أدى إلى تخليها عن موظفيها وبعضها أقفل بشكل تام، والشهر الماضي سمح للمطاعم باستقبال زبائنها في الباحات الخارجية، ولكن هذا القانون لم يكن منطقياً نظراً لمناخ لندن البارد والمتقلب، ورغم ذلك طورت المطاعم التي تملك مساحات خارجية شكلها واستثمرت في وضع المظلات الضخمة والمدافئ الكهربائية، ولكن ربيع لندن ولسوء الحظ كان أشبه بخريفها فلم يتمتع الذواقة بالأكل في الهواء الطلق لتناول طبق السابغيتي بصلصة الشتاء.
واليوم تتهيأ المطاعم إلى استقبال الزبائن في الداخل مع المحافظة على الكثير من المعايير الوقائية، فعند وصولك إلى المطعم سيطلب منك تسجيل بياناتك من خلال تطبيق خاص NHS track and trace، وسيسمح لستة أشخاص فقط كأكبر عدد على طاولة واحدة، ستكون الطاولات متباعدة عن بعضها البعض، ولن يطلب من الزبائن إبراز ما يعرف بالجواز الصحي أو ما يثبت بأن الزبون حصل على اللقاح بجرعتين.
أما بالنسبة للحجز المسبق فهنا المسألة تتفاوت ما بين مطعم وآخر، فالمطاعم الشهيرة في المدينة لا سيما تلك التي لا تملك أماكن للأكل خارجها والتي لم تركب موجة التوصيل للمنازل لأنها غير مربحة بسبب نوع طعامها، فالإقبال عليها سيكون كبيراً جداً لأن زبائنها اشتاقوا لأجوائها وأطباقها، وهذا يعني أن الحجز المسبق سيكون ضرورياً خاصة أن بعض المطاعم محجوزة بالكامل لغاية آخر شهر يوليو (تموز) القادم، ولكن هذا الأمر لا يعني أنه ليس من الممكن الحصول على طاولة، فينصح دائماً بالتوجه إلى أي من المطاعم المفضلة لديك والسؤال عما إذا كان هناك أي إلغاء حجز، وهذا الأمر سيحصل والسبب هو أن رعب وشبح كورونا لا يزال يخيم على نفوس الكثير من الأشخاص الذين يعانون «كلينيكياً» من الأمر وسيكون من الصعب عليهم العودة إلى حياتهم الطبيعية بشكل تلقائي وسريع.
كما توجد عدة مطاعم في لندن التي لا تلزمك بالحجز، فأفضل طريقة هي التوجه إلى المنطقة التي تريدها والمحاولة للحصول على طاولة.
والأمر المؤسف هو أن العودة غداً لن تكون للجميع لأن هناك عدة مطاعم لم يحالفها الحظ للبقاء صامدة في وجه الفيروس، مثل «كافيه دو باري»، و«لو كابريس»، و«سيريال كيلير»، و«كاب»، و«كروبار»، و«ذا كوفيه ووركس بروجيكت» و«كورازون» وغيرها الكثير من المطاعم التي لها ثقلها في المدينة.
ومن المتوقع أن تكون الخدمة داخل المطاعم بطيئة نوعاً ما بسبب تقلص عدد العاملين فيها، وبالوقت نفسه تناشد الحكومة البريطانية وأصحاب المطاعم الزبائن بالعودة والمساهمة في دعم هذا القطاع الذي تأثر بشكل كبير وأدى إلى خسارة آلاف الموظفين أشغالهم.
ويبقى السؤال: هل سيكون الإقبال على الأكل في المطاعم مثلما كان في الماضي، خاصة أن عادات وخصال الناس تبدلت، وأصبح الأكل في المنزل والطبخ في البيت متعة لعدد كبير من الذين اكتشفوا لديهم مواهب جديدة؟، والسبب الآخر هو أن الخوف والقلق من عدوى الفيروس أثر نفسياً على أشخاص كثيرين ولن يكون من السهل إقناعهم بأن الحياة لا بد أن تعود إلى ما كانت عليه في السابق.
وتبقى الأيام القادمة كفيلة بالرد على هذه الأسئلة على أمل عودة الحياة إلى طبيعتها المعهودة في لندن وباقي أصقاع العالم.
مطاعم لندن تستقبل زبائنها غداً
أصحاب المطاعم والمقاهي والذواقة انتظروا عاماً على نار
مطاعم لندن تستقبل زبائنها غداً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة