«داعش» يسيطر على قرى آشورية سورية.. والقوات الكردية تشن هجومًا مضادًا لاستعادتها

موجة نزوح للآشوريين باتجاه الحسكة والقامشلي بعد إحراق كنيسة ومنازل

«داعش» يسيطر على قرى آشورية سورية.. والقوات الكردية تشن هجومًا مضادًا لاستعادتها
TT

«داعش» يسيطر على قرى آشورية سورية.. والقوات الكردية تشن هجومًا مضادًا لاستعادتها

«داعش» يسيطر على قرى آشورية سورية.. والقوات الكردية تشن هجومًا مضادًا لاستعادتها

شن مقاتلون أكراد هجوما مضادا على قوات «داعش» في ريف الحسكة شمال شرقي البلاد، أعقب تقدما للتنظيم المتشدد في المنطقة، في محاولة لاستعادة السيطرة على مناطق كان خسرها أواخر الأسبوع الماضي في الحسكة.
وقال معارضون سوريون إن قوات «داعش» هاجمت منطقة تل تمر بريف الحسكة فجر أمس، وحققت تقدما في مناطق تسكنها أغلبية من الآشوريين، وذلك غداة الإعلان عن أن وحدات حماية الشعب الكردية، أحكمت خلال اليومين الفائتين، سيطرتها على أكثر من 20 قرية في ريف مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، بعد معارك مع تنظيم داعش، وأن القوات الكردية نفذت حملة تمشيط لقرى بلدة تل حميس، حيث تم تحرير 22 قرية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن المعارك اندلعت في أطراف قرية غيبش ومنطقة تل شاميرام ومناطق أخرى في محيط بلدة تل تمر الواقعة على الطريق الدولي في الحسكة ذات الطابع الآشوري.
وتقع مدينة تل تمر على الخط الدولي الذي يربط الرقة بمدينة القامشلي في الحسكة، غرب محافظة الحسكة ويعد من المناطق الاستراتيجية التي تربط مناطق وجود «داعش» جنوب المحافظة، بمناطق سيطرته ومعقله في الرقة وريف حلب الشرقي. كما تربط المدينة مدينة راس العين الحدودية مع تركيا، بمدينة الحسكة التي تقع جنوب تل تمر وتبعد عنها نحو 50 كيلومترا.
وأشار المرصد إلى مقتل 3 مقاتلين على الأقل من وحدات الحماية ووصول إمدادات إلى الطرفين، بدأت على إثرها الوحدات الكردية بهجوم معاكس لاستعادة السيطرة على المناطق التي تمكن التنظيم من السيطرة عليها، فيما سقط عدد من الجرحى جراء قصف من قبل تنظيم «داعش» على مناطق في بلدة تل تمر. وفي الوقت نفسه، أفاد ناشطون بقصف القوات النظامية مناطق في الريف الغربي لمدينة الحسكة.
وأشار ناشطون أكراد إلى أن الاشتباكات تركزت بين مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي» وتنظيم داعش في الجهة الغربية والجنوبية الغربية من بلدة تل تمر، وذلك بعدما اقتحم مقاتلو «داعش» قرية الإغيبش التي تبعد عن بلدة تل تمر 700 متر غرب، وتمركزوا في قصر توما يلدا، والمدرسة الإعدادية التي كانت مقرا لتدريب عساكر التجنيد الإجباري. ولفت الأكراد إلى أن «عناصر داعش اقتحموا قرية تل شميران الآشورية».
وأفاد ناشطون سوريون بأن عناصر «داعش»، أحرقوا كنيسة قرية الشامية، مما أدى إلى مقتل 4 عناصر من وحدات الحماية الأشورية (سوتور)، قبل أن يبدأ الآشوريون بالنزوح باتجاه الحسكة والقامشلي».
وأعلنت منظمات حقوقية وإنسانية أمس، أن «القرى المسيحية الآشورية في ريف محافظة الحسكة شمال سارية تعرضت لهجمات عنيفة على يد عناصر داعش». ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المرصد الآشوري تأكيده أن «داعش» شن هجوما عنيفا على عدد من القرى الآشورية الممتدة على شريط نهر الخابور شمال البلاد على الحدود مع تركيا والعراق.
وكشف المرصد الآشوري أن الهجوم أدى إلى مقتل واستشهاد 4 أشخاص من الفصائل المدافعة عن القرى الآشورية، واحتراق كنيسة وخلف الهجوم أضرارا في الممتلكات الخاصة للسكان هناك. وقال المرصد الآشوري إن أعدادا من النازحين وصلت إلى مدينتي الحسكة والقامشلي (تبعدان عن تلك القرى بين 30 إلى مائة كلم) وهي في تزايد بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة.
ويعتبر السريان والآشوريون من السكان الأصليين لسوريا، وهم في معظمهم لا يزالون يتحدثون اللغة السريانية الآشورية اللغة التي تحدثها المسيح.
وشاركت طائرات التحالف بقصف تمركزات «داعش» بعد الهجوم على تلك المنطقة. وأعلن «حزب الاتحاد السرياني العالمي» في بيان أن تنظيم «داعش» استهدف قرى تل هرمز، وتل طويل، وتل شامية وتل شمرام بريف بلدة تل تمر وحرق كنائس وفرض الحصار على الأهالي، مشيرا إلى أن طيران التحالف الدولي نفذ 3 غارات في قرية تل شمرام.
وجاء هجوم «داعش» على تل تمر، بعد يومين على سيطرة القوات الكردية على قرى في الريف الشرقي لمدينة الحسكة، في ناحية تل حميس وصولا إلى الحدود السورية - العراقية بالريف الجنوبي الشرقي لتل حميس. وأنجزت السيطرة السبت الماضي، بعد معارك دارت بين الطرفين أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهما، وذلك بدعم من قوات البيشمركة المتمركزة في قرية خانا سري في إقليم كردستان العراق والتي قصفت بالأسلحة الثقيلة مقرات التنظيم في تل حميس ومحيطها مما مهد لوحدات حماية الشعب السيطرة على تلك القرى.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».