ترقب مبادرة أفريقية جديدة لحل أزمة «سد النهضة»

أديس أبابا تصر على الإطار القاري وترفض توسيع الوساطة

رئيس الوزراء الإثيوبي مستقبلاً رئيس الكونغو الديمقراطية الذي يحمل مبادرة للتوسط في نزاع السد (الحكومة الإثيوبية)
رئيس الوزراء الإثيوبي مستقبلاً رئيس الكونغو الديمقراطية الذي يحمل مبادرة للتوسط في نزاع السد (الحكومة الإثيوبية)
TT

ترقب مبادرة أفريقية جديدة لحل أزمة «سد النهضة»

رئيس الوزراء الإثيوبي مستقبلاً رئيس الكونغو الديمقراطية الذي يحمل مبادرة للتوسط في نزاع السد (الحكومة الإثيوبية)
رئيس الوزراء الإثيوبي مستقبلاً رئيس الكونغو الديمقراطية الذي يحمل مبادرة للتوسط في نزاع السد (الحكومة الإثيوبية)

بعد جولة ثلاثية شملت مصر والسودان واختتمت بإثيوبيا، ينتظر أن يقدم رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، مقترحه لكسر جمود مفاوضات «سد النهضة» والوصول إلى اتفاق بين الدول الثلاث حول آلية عمل السد المقام على الرافد الرئيسي لنهر النيل.
وفيما تُصر مصر والسودان على ضرورة إبرام اتفاق قانوني مُلزم ينظم عمليتي ملء السد وتشغيله، قبيل تنفيذ إثيوبيا المرحلة الثانية من ملء الخزان في يوليو (تموز) المقبل، أبلغت الأخيرة رئيس الاتحاد الأفريقي رفضها توسيع الوساطة، والتزامها بالحلول الأفريقية للنزاع عبر المفاوضات.
وبحسب بيان لمكتب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أمس، فإنه أكد للرئيس تشيسكيدي «التشديد على موقف إثيوبيا أن يكون سد النهضة رمزاً للتعاون والتنمية المتبادلة» وعدم إلحاق الضرر بدولتي المصب. وأشار إلى رغبة إثيوبيا في اتفاق «يعمل لصالح جميع الأطراف»، وفقاً لإعلان المبادئ الموقع عام 2015. وأكد التزام بلاده بالحلول الأفريقية للمشكلات المتعلقة بالسد بقيادة الرئيس الحالي للاتحاد فيليكس تشيسكيدي.
وتطالب مصر والسودان بإشراك آلية وساطة رباعية دولية تضم الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة في المفاوضات المتعثرة الخاصة بالسد.
ووفق مصادر مطلعة، طرح تشيسكيدي خلال جولته مبادرة جديدة لجمع الأطراف على طاولة المفاوضات مرة أخرى، والوصول إلى حل قبل التخزين الثاني لـ«سد النهضة».
وتجمّدت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، منذ أن أخفقت آخر جولة عقدت مطلع أبريل (نيسان) الماضي، في عاصمة الكونغو الديمقراطية، في التوصل إلى أي حلول.
ويأمل الاتحاد الأفريقي الذي يرعى مفاوضات متعثرة بين الدول الثلاث منذ يوليو العام الماضي، في إيجاد حل قبيل تنفيذ إثيوبيا عملية ملء ثانٍ للخزان في يوليو المقبل، وهو إجراء حذرت منه مصر والسودان.
وعبّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أول من أمس، عن قلق بلاده من استمرار الأزمة مع إثيوبيا، مشيراً إلى أن «أزمة سد النهضة تدعو للقلق، لكن المفاوضات تحتاج إلى صبر».
وتنظر مصر إلى النزاع المائي بوصفه «قضية وجودية» وتحظى باهتمام واسع بين المصريين. وفي محاولة لطمأنة الرأي العام، قال السيسي إن «الحفاظ على حقوق مصر المائية في مياه نهر النيل أمر لا يمكن لأحد تجاوزه أو التفريط فيه». لكن في المقابل، طالبهم بالصبر، قائلاً: «يجب ألا نتعجل، فكل شيء له ترتيبه وتدابيره... والتفاوض عملية شاقة وصعبة... نحن نضغط».
وتقيم إثيوبيا السد منذ عام 2011، وأعلنت في 2020 إكمال المرحلة الأولى من عملية ملء السد محققة هدفها المحدد بـ4.9 مليار متر مكعب، ما سمح باختبار أول توربينتين من السد. وحددت لهذه السنة هدف ملء 13.5 مليار متر مكعب إضافية. وتقول إثيوبيا إن الطاقة الكهرومائية التي ينتجها السد ضرورية لتلبية احتياجات سكانها البالغ عددهم 110 ملايين نسمة من الكهرباء.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.