إردوغان يتهم الاتحاد الأوروبي بـ«العمى الاستراتيجي»

أكّد تمسك بلاده بالحصول على عضوية كاملة في الاتحاد

إردوغان لدى إلقائه كلمة في أنقرة أول من أمس (أ.ب)
إردوغان لدى إلقائه كلمة في أنقرة أول من أمس (أ.ب)
TT

إردوغان يتهم الاتحاد الأوروبي بـ«العمى الاستراتيجي»

إردوغان لدى إلقائه كلمة في أنقرة أول من أمس (أ.ب)
إردوغان لدى إلقائه كلمة في أنقرة أول من أمس (أ.ب)

جدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اتهاماته للاتحاد الأوروبي بعدم الوفاء بالتزاماته فيما يتعلق بانضمام بلاده إلى عضويته، معتبراً أن ذلك يعبّر عن «عمى استراتيجي» لدى التكتل. جاء ذلك في الوقت الذي تصاعدت فيه الإدانات والانتقادات الأوروبية والأميركية لملف حقوق الإنسان وحرية التعبير في تركيا.
واتهم إردوغان، في رسالة نشرتها الرئاسة التركية أمس (الأحد) بمناسبة «يوم أوروبا» الذي يوافق 9 مايو (أيار)، الاتحاد الأوروبي بـ«العمى الاستراتيجي» وبعدم الالتزام بوعوده بشأن انضمام تركيا إلى الاتحاد، مؤكّداً تمسك بلاده بموقفها حيال تحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل في العضوية الكاملة للاتحاد.
واعتبر إردوغان أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى بلاده، قائلاً إن تركيا لا تزال تتطلع إلى عضوية الاتحاد رغم العراقيل، وإن «العائق الأكبر أمام تحول الاتحاد الأوروبي إلى لاعب عالمي قوي هو افتقاره للصبر والرؤية الاستراتيجية».
وشدّد إردوغان على حاجة الاتحاد الأوروبي إلى رؤية وخطاب جديدين، مضيفاً أنه من «الواضح جداً أن الاتحاد الأوروبي لن يستطيع مواصلة وجوده بشكل قوي دون مساهمة ودعم من بلادنا»، وأشار إلى وجود العديد من التحديات الماثلة أمام الاتحاد الأوروبي في الآونة الأخيرة، مثل أزمة اللاجئين، والهشاشة المالية، وتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد، وجائحة كورونا. وتابع إردوغان أن بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تنقل خلافاتها الثنائية مع تركيا إلى أروقته، الأمر الذي يؤثر سلباً على العلاقات التركية الأوروبية بشكل عام، ويضعف قدرة الاتحاد على مواجهة التهديدات العالمية.
وفي ختام رسالته، أعرب إردوغان عن تمنياته بأن يسهم «يوم أوروبا» في تخلص الاتحاد الأوروبي، من «العمى الاستراتيجي»، مهنئاً الأوروبيين بهذا اليوم وفي مقدمتهم الأتراك. وواجهت العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي توتراً متصاعداً منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا عام 2016، بلغ ذروته خلال العام الماضي مع تصعيد تركيا أنشطتها للتنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، التي اعتبرها الاتّحاد غير قانونية وتشكّل اعتداء على المنطقتين الاقتصاديتين لكل من اليونان وقبرص.
كما يشكّل ملف حقوق الإنسان وحرية التعبير أحد أهم الملفات الخلافية بين تركيا والاتحاد، الذي قرر قادته وضع تركيا تحت المراقبة حتى موعد قمتهم المقبلة في يونيو (حزيران)، لإجراء تقييم حول العلاقات بين الجانبين.
في السياق ذاته، أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إدانة بحق تركيا في قضيتين منفصلتين، على خلفية انتهاكها حرية تعبير صحافية ونائبة في البرلمان. ووافق قضاة الهيئة القضائية لمجلس أوروبا، بالإجماع في القضية الأولى وبالأغلبية في القضية الثانية، على أن تركيا انتهكت المادة 10 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان التي تكفل حرية التعبير.
ويتعلق الالتماس الأول، الذي قدمته الصحافية بانو جوفان، بأمر قضائي مؤقت «يحظر بث ونشر (في جميع وسائل التواصل) معلومات تتعلق بتحقيق برلماني في مزاعم فساد موجهة ضد أربعة وزراء سابقين في 2013.
وتم تغريم تركيا 1500 يورو «كتكاليف ونفقات» للصحافية التي لم تطلب أي تعويض.
وفي القضية الثانية، غُرمت تركيا بدفع 5 آلاف يورو كتعويض عن الأضرار المعنوية و4 آلاف يورو كتكاليف ونفقات للنائبة عن حزب الشعوب الديمقراطية المؤيد للأكراد، فيليز كيريشتجي أوغلو دمير، التي رُفعت عنها الحصانة البرلمانية في عام 2016 في إطار الإصلاح الدستوري.
ولا تزال النائبة ملاحقة قضائياً في تركيا بسبب مشاركتها في اجتماع سياسي، في فبراير (شباط) 2016، رددت فيه هتافات اعتبرتها الشرطة «استفزازية».
وسجلت تركيا أعلى معدل للإدانات، وفق الإحصائيات السنوية التي نشرها مجلس أوروبا حول السجون لعام 2020. كانت تركيا الدولة التي لديها أعلى معدلات إدانة لكل 100 ألف شخص. وبحسب تقرير مجلس أوروبا لعام 2020، فإن عدد نزلاء السجون التركية ارتفع بنسبة 115.3 في المائة بين عامي 2010 و2020.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».