كشفت معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط» أن تنظيم القاعدة في أفغانستان عزل السعودي صالح القرعاوي عن التنظيم وألزمه بعدم القيام بأي عمل تحت اسم «القاعدة»، وذلك بعد غضب التنظيم على القرعاوي لعدم توليه مسؤولية عناصر «القاعدة» في الخليج.
وتعود تفاصيل غضب «القاعدة» على القرعاوي حينما أبلغ سعيد المصري المعروف باسم «مصطفى أبو اليزيد» الرجل الثالث في تنظيم القاعدة (قُتل في ضربة جوية صاروخية على المناطق القبلية في باكستان في 2010)، صالح القرعاوي خلال لقائه معه في وزيرستان في يونيو (حزيران) 2008، أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة - آنذاك - على معرفة بالأعمال التي يقوم بها نجم، وطلب أبو اليزيد من القرعاوي أن يبايع بن لادن أميرا على التنظيم، ثم يتولى مسؤولية قائد التنظيم في الخليج، إلا أن القرعاوي لم يوافق على ذلك، الأمر الذي أدى إلى غضب التنظيم عليه، وأبلغ عبر رسالة بريد إلكتروني بعدم العمل باسم تنظيم القاعدة، وجرى تعيين زميله السعودي عبد المحسن الشارخ (سنافي النصر)، بدلا عنه في التنسيق واستقبال المقاتلين في إيران.
وكان عبد المحسن الشارخ قد التحق - أخيرا - بجبهة النصرة في اللاذقية، وعيّن أميرا على الساحل، وتعرّض لإصابة قوية، وجرى علاجه هناك، وعاد مع التنظيم مرة أخرى، في أدوار إدارية وليست عسكرية، مما أدى إلى ملء فراغه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». وأدى غضب تنظيم القاعدة على القرعاوي إلى انقطاع تواصل عدد من الأشخاص في الخليج، ومن بينهم أبو يوسف الكويتي (يعتقد أنه قتل أثناء انضمامه إلى جبهة النصرة بسوريا في 2014)، وكذلك آخرون في السعودية جرى القبض عليهم من قبل السلطات الأمنية، الأمر الذي أدى إلى فقد أي دخل مادي يعود عليه، إذ بدأ التنظيم يبث رسائل بين عناصره للتحذير من التعامل مع القرعاوي، وذلك من أجل عزلهم وتشويه سمعتهم بين عناصر «القاعدة» في الخليج.
وطلب القرعاوي من زميله علي العمر العودة إلى طهران، واتفقا على الانفصال عن التنظيم القاعدة، وكان معهما إبراهيم الحبلين المعروف باسم «أبو جبل»، المطلوب في قائمة الـ85 بالسعودية، والمدرج على لائحة الإرهاب في الولايات المتحدة، بينما عرض عليه ماجد الماجد تشكيل مجموعة واحدة، ويكون أميرها المطلوب علي العمر، على أن يجري توثيق عملية إطلاق الصواريخ على إسرائيل من لبنان، التي تبنتها كتائب عبد الله عزام في يونيو 2009. ووافق القرعاوي على نشر الحوار الذي أعده ماجد الماجد من لبنان، وعلي العمر من إيران، بالتنسيق مع مركز فجر للإعلام، الذي يتضمن تعريفا لأعمال كتائب عبد الله عزام، ليضفي على الكتائب أهمية، كون القرعاوي القائد الميداني لكتائب عبد الله عزام، وإبراز قربه من «أبو مصعب الزرقاوي» الذي التقى به في العراق، ويتضمن الحوار عبارات تهديد للحكومة السعودية.
«القاعدة».. جعل الخليج محور عملياته
«القاعدة».. جعل الخليج محور عملياته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة