كيف يسترجع العقل ذكريات الماضي بالتفصيل

باحثون وجدوا أن هناك جزءا بالمخ يساعده على السفر عبر الزمن

كيف يسترجع العقل ذكريات الماضي بالتفصيل
TT

كيف يسترجع العقل ذكريات الماضي بالتفصيل

كيف يسترجع العقل ذكريات الماضي بالتفصيل

هل سبق لك أن رأيت مشهدا أو شممت رائحة عطر معين أو سمعت عبارة بعينها فأرجع المشهد أو العطر أو العبارة ذاكرتك لحدث مر عليها منذ أعوام بالتفصيل؟ هل فكرت يوما في سبب ذلك؟ هذا ما تم شرحه في دراسة أميركية حديثة.
وقالت الدراسة، التي قام بها علماء من جامعة فاندربيلت الأميركية، إن «هناك جزءا من الدماغ يدعى الفص الصدغي الوسطي، ويلعب دورا مركزيا في الذاكرة، وقد يؤدي أي خلل به إلى مشكلات قد تصل إلى فقدان الذاكرة كليا».
وأكد الباحثون أن الفص الصدغي منقسم إلى قسمين، القسم الأمامي، وهو المسؤول عن الذكريات السريعة التي نتذكر إطارها العام دون أي تفاصيل، والقسم الخلفي، الذي يجعلنا نسترجع الأحداث السابقة بكافة تفاصيلها الدقيقة ويربط بين المشاهد والأصوات والروائح، والعواطف، وغيرها من المعلومات التي كانت موجودة في ذلك الوقت من هذه التجربة، أو بمعنى آخر يساعد على «السفر العقلي عبر الزمن».
وقام الباحثون بإجراء تجربة على 20 مشاركا (7 ذكور و13 إناثا) عن طريق إعطائهم لائحة بأسماء أشياء شائعة مثل حصان وقارب ونافذة وما إلى ذلك.
وبعد بضع دقائق، سأل الباحثون الأشخاص أن يذكروا لهم أسماء الأشياء الموجودة باللائحة بالترتيب، وذلك أثناء تصوير أدمغتهم بالرنين المغناطيسي، لمراقبة النشاط العصبي للمخ.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين نشط عندهم الجزء الخلفي من الفص الصدغي، قاموا بتذكر الكلمات بالتفصيل وبالترتيب مما يعني أن عقلهم سافر عبر الزمن بكل تفاصيله، أما الأشخاص الذين نشط لديهم الجزء الأمامي، فقد قاموا بتذكر أشياء قليلة ودون ترتيب معين.
وأوضح الباحثون أن هذه التجارب قد تكون مفيدة في علاج أمراض مثل ألزهايمر والخرف، المرتبطين بالذاكرة، عن طريق تطوير علاجات للحفاظ على ذكريات المرضى.



جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
TT

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)

أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتَي «ستانفورد» الأميركية، و«الملك فهد للبترول والمعادن» السعودية، عن ابتكار جهاز لإنتاج الأمونيا؛ المكوِّن الأساسي للأسمدة، باستخدام تقنية صديقة للبيئة تعتمد على طاقة الرياح.

وأوضح الباحثون في الدراسة، التي نُشرت الجمعة بدورية «ساينس أدفانسيس (Science Advances)»، أن هذا الجهاز يمثل بديلاً محتملاً للطريقة التقليدية لإنتاج الأمونيا، والمتبَعة منذ أكثر من قرن. وتُستخدم الأمونيا على نطاق واسع في صناعة الأسمدة لإنتاج مركبات مثل اليوريا ونيترات الأمونيوم، وهما مصدران أساسيان للنيتروجين الضروري لنمو النباتات. والنيتروجين أحد العناصر الحيوية التي تعزز عملية البناء الضوئي وتكوين البروتينات في النباتات؛ مما يدعم نمو المحاصيل ويزيد الإنتاج الزراعي.

ورغم أهمية الأمونيا في تعزيز الإنتاج الزراعي، فإن الطريقة التقليدية لإنتاجها تعتمد على عمليةٍ صناعيةٍ كثيفةِ استهلاكِ الطاقة وتركز على الغاز الطبيعي مصدراً رئيسياً، مما يؤدي إلى انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون. وتستهلك هذه العملية نحو اثنين في المائة من إجمالي الطاقة العالمية سنوياً، وتنتج نحو واحد في المائة من انبعاثات الكربون عالمياً.

ويعتمد الجهاز الجديد على الهواء مصدراً رئيسياً للنيتروجين اللازم لإنتاج الأمونيا، فيُستخلص من الغلاف الجوي بطرق مبتكرة، ثم يدمج مع الهيدروجين المستخرَج من الماء. وتُستخدم في هذه العملية محفزات كيميائية متطورة تعمل تحت الضغط الجوي ودرجة حرارة الغرفة، مما يُغني عن الحاجة إلى الوقود الأحفوري أو مصادر الطاقة التقليدية، مما يجعل العملية مستدامة وصديقة للبيئة.

ويتميز الجهاز بإمكانية تشغيله مباشرة في المواقع الزراعية، ويمكن تصميمه ليكون محمولاً ومتكاملاً مع أنظمة الري، لتوفير السماد للنباتات بشكل فوري دون الحاجة إلى نقل الأسمدة من المصانع. ووفق الباحثين؛ فإن هذا الابتكار يُسهم في خفض تكاليف النقل والبنية التحتية المرتبطة بالطرق التقليدية لإنتاج الأمونيا، التي تعتمد على منشآت صناعية ضخمة ومعقدة.

وأظهرت التجارب المعملية فاعلية الجهاز في إنتاج كميات كافية من الأمونيا لتسميد النباتات داخل الصوب الزجاجية خلال ساعتين فقط، باستخدام نظام رش يعيد تدوير المياه. كما أكد الباحثون إمكانية توسيع نطاق الجهاز ليشمل تطبيقات زراعية أكبر عبر شبكات موسعة ومواد مرشحة محسّنة.

ويتطلع الفريق البحثي إلى دمج هذا الجهاز في المستقبل ضمن أنظمة الري، مما يتيح للمزارعين إنتاج الأسمدة مباشرة في مواقع الزراعة، ويدعم الزراعة المستدامة.

وأشار الفريق إلى أن الأمونيا المنتَجة يمكن استخدامها أيضاً مصدراً نظيفاً للطاقة بفضل كثافتها الطاقية مقارنة بالهيدروجين، مما يجعلها خياراً مثالياً لتخزين ونقل الطاقة.

ويأمل الباحثون أن يصبح الجهاز جاهزاً للاستخدام التجاري خلال ما بين عامين و3 أعوام، مؤكدين أن «الأمونيا الخضراء» تمثل خطوة واعدة نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز الاستدامة في مختلف القطاعات.