عباس يحذر من خطورة الوضع المالي للسلطة الفلسطينية

مسؤولون: استمرار إسرائيل في حجز أموال الضرائب يهدد بانهيار الحكومة

عباس يحذر من خطورة الوضع المالي للسلطة الفلسطينية
TT

عباس يحذر من خطورة الوضع المالي للسلطة الفلسطينية

عباس يحذر من خطورة الوضع المالي للسلطة الفلسطينية

في حين حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، من خطورة استمرار الحكومة الإسرائيلية في حجز أموال الضرائب الفلسطينية، قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله إن استمرار الحجز يعطل قدرة الحكومة الفلسطينية على العمل، لأنها بالكاد استطاعت تدبر أمرها لدفع جزء من رواتب الموظفين بعد الاقتراض من البنوك.
ودعا عباس أثناء لقائه شارل فلاناغان، وزير خارجية آيرلندا، المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي للتدخل والضغط على إسرائيل للإفراج عن الأموال، قائلا إنه لا يمكن القبول باستمرار هذا الوضع.
وبحسب مسؤولين فلسطينيين، فإن استمرار حجز الأموال يهدد بانهيار الحكومة الفلسطينية، حيث لجأت في الشهرين الماضيين إلى الاقتراض من البنوك من أجل دفع جزء من رواتب موظفيها، فيما عطلت عملية الحجز إقرار موازنة عامة للعام الحالي، لكن موشيه يعالون، وزير الدفاع الإسرائيلي، سخر من إمكانية انهيار السلطة الفلسطينية.
وقال الحمد الله أمس أثناء لقائه فيليب جوردن، منسق مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الخليج، إن استمرار إسرائيل في احتجاز عائدات الضرائب الفلسطينية يشكل خرقا لكل المواثيق والمعاهدات الدولية، ويعمل على تعطيل قدرة حكومة الوفاق الوطني في تلبية احتياجات المواطنين.
ودعا رئيس الوزراء الإدارة الأميركية إلى بذل أقصى الجهود لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها بحق الفلسطينيين والإفراج عن أموال الضرائب.
وأصدرت الحكومة الفلسطينية بيانا، قالت فيه إن «إعداد مشروع قانون الموازنة العامة لعام 2015، يأتي في ظل ظروف صعبة ومعقدة؛ إذ تعاني فيها الخزينة العامة من أزمة مالية خانقة تلقي بظلالها الثقيلة على قدرة الحكومة على الاستجابة للاستحقاقات المطلوبة منها على كل الأصعدة، جراء غموض موارد السلطة الوطنية، نتيجة القرار الإسرائيلي باستمرار حجز إيرادات المقاصة التي تشكل 70 في المائة من الإيرادات، وعدم الالتزام بتحويل الأموال التي تعهدت بها الدول في مؤتمر القاهرة، إضافة إلى عدم الالتزام بتفعيل شبكة الأمان المالية العربية، وغيرها من الالتزامات التي تعهدت بها الدول العربية الشقيقة خلال القمم العربية، إضافة إلى الصناديق التي أنشئت من أجل القدس».
وأكدت الحكومة أنه «في حال استمرار حجز الأموال الفلسطينية وعدم تحويلها بعد 31 من الشهر المقبل، فإنه سيتم تقديم مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2015 ليتلاءم مع الأوضاع المالية، وسيتم الإنفاق وفقا للإمكانيات المالية المتاحة». كما دعت الحكومة الدول العربية إلى الإسراع بتوفير شبكة الأمان العربية حتى تتمكن السلطة الوطنية من الوفاء بالتزاماتها.
وكان يفترض أن تحول الدول العربية 100 مليون دولار شهريا بحسب اتفاق سابق، لكن الأموال لم تحول لخزينة السلطة. وفي هذا الصدد، أكد مسؤولون فلسطينيون أن استمرار الأزمة المالية ينذر بانهيار السلطة الفلسطينية، في محاولة للضغط على إسرائيل التي لا تود أن تعود لحكم الفلسطينيين في الضفة.
لكن وزير الدفاع الإسرائيلي سخر من مثل هذه التصريحات، بقوله إن إسرائيل لا تريد، وليست معنية بانهيار السلطة الفلسطينية، وإنها لن تنهار في نهاية المطاف.
ووصف يعالون خلال مؤتمر لـ«مركز أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب التهديد الفلسطيني بانهيار السلطة بأنه واهٍ فارغ المضمون.
ويرى يعالون أن السلطة الفلسطينية ستواصل دورها حتى إذا ألقى عباس بالمفاتيح، فيما صرح مسؤولون فلسطينيون في وقت سابق بأن الحديث لا يدور عن حل السلطة من تلقاء النفس، لكن على إسرائيل أن تدفع ثمن احتلالها للأراضي الفلسطينية إذا استمرت في محاصرة السلطة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.