حرس النفط الليبي يهدد بإغلاق منشآته احتجاجاً على تأخر الرواتب

وزارة الداخلية تنفي اقتحام ميليشيات مقرها بطرابلس

قوات خاصة ليبية درّبها الأتراك خلال حفل تخرجها أول من أمس في مدينة الخمس الواقعة على بُعد 120 كلم شرق طرابلس (أ.ف.ب)
قوات خاصة ليبية درّبها الأتراك خلال حفل تخرجها أول من أمس في مدينة الخمس الواقعة على بُعد 120 كلم شرق طرابلس (أ.ف.ب)
TT

حرس النفط الليبي يهدد بإغلاق منشآته احتجاجاً على تأخر الرواتب

قوات خاصة ليبية درّبها الأتراك خلال حفل تخرجها أول من أمس في مدينة الخمس الواقعة على بُعد 120 كلم شرق طرابلس (أ.ف.ب)
قوات خاصة ليبية درّبها الأتراك خلال حفل تخرجها أول من أمس في مدينة الخمس الواقعة على بُعد 120 كلم شرق طرابلس (أ.ف.ب)

نفت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، اقتحام مقرها بطريق المطار في العاصمة طرابلس، بينما هدد عناصر من جهاز حرس المنشآت النفطية بـ«منع تصدير النفط مجدداً في معظم الحقول النفطية»، بدءاً بحقل الشرارة أكبرها في الصحراء الجنوبية الغربية النائية للبلاد.
وهددت مجموعة من عناصر جهاز حرس المنشآت النفطية بحقل الشرارة النفطي، أمس، بإغلاق النفط ومنع تصديره، احتجاجاً على خصم علاوة من مرتباتها مؤخراً. ومنحت هذه العناصر في بيان لها الجهات المختصة أسبوعين للاستجابة إلى مطالبها التي تشمل صرف مرتباتها عن الشهر الماضي؛ وإلا فإنها ستضطر لإيقاف تصدير النفط من جميع الحقول النفطية، ابتداءً من حقل الشرارة النفطي ومنه إلى كامل الحقول والموانئ النفطية، ورفع دعوى قضائية عند المحامي العام والنائب العام ضد رئاسة الجهاز.
ويمثل هذا البيان أول اختبار حقيقي للسلطة التنفيذية الجديدة في البلاد بما في ذلك مجلسها الرئاسي وحكومة الوحدة، حيث يعتبر حقل الشرارة النفطي، هو الأكبر في البلاد، وينتج أكثر من 300 ألف برميل يومياً، ويمثل إنتاجه نحو ثلث الإنتاج الليبي من الخام. ويواجه قطاع النفط في ليبيا صعوبات نتيجة عدم استقرار عمليات الإنتاج بسبب الإغلاقات المتكررة لحقول وموانئ نفطية على خلفية تهديدات أمنية أو إضرابات عمالية.
وجاء ذلك فيما أكدت وزارة الداخلية الليبية عدم صحة ما وصفتها بـ«الأخبار الزائفة» عن اقتحام مقرها على طريق المطار في طرابلس. وقالت، في بيان، إنها «تفند تلك المعلومات جملة وتفصيلاً، كما تؤكد أن تلك الشائعات لن تزيدها ومنتسبيها كافة؛ إلا قوة وإصراراً على محاربة الجريمة وضبط مرتكبيها، وبالتالي ضمان حياة آمنة مطمئنة للوطن وللمواطن»، وحثت المواطنين على عدم التعاطي مع تلك الشائعات والانتباه إليها جيداً باعتبارها تضر بأمن البلاد واستقرارها. كما أعلنت عن انتشار أمني مكثف، مساء أول من أمس، للدوريات الأمنية التابعة لفرع إدارة إنفاذ القانون بطوق العاصمة طرابلس لـ«ردع المجرمين والخارجين عن القانون ومنع حدوث أي خروقات أمنية والتصدي لها بكل حزم وقوة».
وجاء بيان الوزارة رداً على تقارير كشفت النقاب عن خلافات اندلعت مؤخراً بين خالد مازن، وزير الداخلية في الحكومة الليبية الجديدة، وقادة ميليشيات مسلحة منخرطة في جهاز الشرطة التابع للوزارة على خلفية رفض مازن تمرير ترقية بعض قادة هذه الميليشيات إلى رتب أمنية أعلى.
وأظهرت لقطات مصورة انتشار عناصر شبه عسكرية على متن آليات مسلحة داخل مقر وزارة الداخلية بطريق المطار في العاصمة طرابلس، بينما لم يظهر مازن منذ يومين في أي نشاط رسمي أو إعلامي.
إلى ذلك، أعلنت عملية بركان الغضب التي تشنها الميليشيات المسلحة التي انتقل ولاؤها من حكومة الوفاق المنتهية ولايتها برئاسة فائز السراج إلى حكومة الدبيبة الجديدة، عن تخريج 90 من عناصرها ضمن قوة مكافحة الإرهاب، درّبتهم القوات التركية في إطار مذكرة التعاون العسكرية التي أبرمها السراج مع أنقرة عام 2019.
ونقل اللواء محمد الزين عن قائد قوة مكافحة الإرهاب إن هؤلاء تلقوا تدريبات أساسية ومتقدمة استمرت بين 6 أسابيع و12 أسبوعاً، من قبل أفراد قيادة مجموعة المهام التركية في ليبيا، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على تنفيذ برامج تدريبية متقدمة أخرى لاحقاً. وفي نفي عملي لما تردد مؤخراً عن إصدار محمد المنفي، رئيس مجلس الرئاسي الليبي، قراراً بمنع محمد قنونو، الناطق باسم قوات حكومة الوحدة، من الظهور الإعلامي، شارك قنونو في حفل تكريم أسر قتلى قوات بركان الغضب في مصراتة والمناطق الوسطى والجنوبية وطرابلس الكبرى.
إلى ذلك، قالت بلدية بنغازي في شرق ليبيا، إن وفداً دبلوماسياً برئاسة نائب مساعد وزير الخارجية المصرية للشؤون الليبية، أحمد عبد الحميد، ناقش مع مسؤولي البلدية بحضور مندوبي وزارة الخارجية الليبية، الإجراءات المتعلقة بفتح القنصلية المصرية في مدينة بنغازي في الفترة القريبة وتصحيح الأوضاع القانونية للعمالة المصرية بالتنسيق مع الجهات المعنية والتعاون المشترك فيما يتعلق بعقد لقاء لرجال الأعمال المصريين والليبيين في مدينة بنغازي من خلال الغُرف التجارية لدى الطرفين، إضافة إلى تذليل الصعاب التي تواجه المدرسة المصرية في بنغازي.
وقالت، في بيان لها، إن رئيس الوفد المصري أشاد بالتعاون بشأن العمل على سرعة عودة افتتاح القنصلية المصرية في مدينة بنغازي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».