إثيوبيا: الملء الثاني لسد النهضة سيتم في موعده المحدد

«سد النهضة» في 20 يوليو (تموز) الماضي (أ.ف.ب)
«سد النهضة» في 20 يوليو (تموز) الماضي (أ.ف.ب)
TT

إثيوبيا: الملء الثاني لسد النهضة سيتم في موعده المحدد

«سد النهضة» في 20 يوليو (تموز) الماضي (أ.ف.ب)
«سد النهضة» في 20 يوليو (تموز) الماضي (أ.ف.ب)

صرح وزير المياه والري الإثيوبي ساشي بيكيلي ، اليوم الأربعاء، في مؤتمر صحافي، بأن «الملء الثاني سيتم في موعده المحدد وفق ما خطط له»، مضيفاً أن بلاده جاهزة لتبادل المعلومات مصر والسودان وتلبية متطلباتهما وتهدئة مخاوفهما الخاصة.
تأتي تصريحات بيكيلي بعد ساعات من فشل محادثات «الفرصة الأخيرة» بين إثيوبيا ومصر والسودان حول «سد النهضة» الإثيوبي الضخم في كينشاسا أمس الثلاثاء. واجتمع وزراء الخارجية والمياه في الدول الثلاث بحضور رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي منذ فبراير (شباط).
وفيما يخص الوساطة الدولية، أشار بيكيلي إلى تمسك بلاده بأن تكون قيادة التفاوض أفريقية صرفة، قائلاً إن الدعوة لرباعية دولية للمشاركة في المفاوضات تعتبر تخطياً لدور الاتحاد الأفريقي، وتنتقص من سيادة أفريقيا، بحسب تعبيره.
واتهمت مصر والسودان إثيوبيا بـ«التعنت» وإفشال جولة المفاوضات في الكونغو الديمقراطية. وشددت القاهرة والخرطوم على خطورة الملء الثاني للسد.
وكانت وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي، قد صرحت في وقت سابق، بأن أديس أبابا لا تضع حساباً للتحذيرات السودانية الواضحة من خطورة الملء الأحادي لسد النهضة، ومخاطره على السودان، ودعت لتجنب ما أطلقت عليه «صراعات بغير طائل». وأضافت أن الملء الأول لبحيرة السد الذي تم بدون اتفاق أدى لما يقارب أسبوعاً من العطش في السودان، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية السودانية «سونا».
وحذرت الوزيرة السودانية من المضي قدماً في الملء الأحادي للمرة الثانية، متهمة الحكومة الإثيوبية بـ«مواقف شعبوية لتحقيق مكاسب سياسية قصيرة المدى، وبتجاهل المرجع الأساسي للبلدان الثلاثة وهو إعلان المبادئ الموقع في عام 2015، والمبادئ الأساسية للقانون الدولي».
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، مساء الثلاثاء، إن إثيوبيا «تحاول التنصل من المسؤولية في ملف سد النهضة»، مشيرا إلى أن مصر ستتخذ كل الإجراءات الكفيلة بحماية الأمن المائي المصري «في التوقيت الملائم»، إذا ما قامت إثيوبيا بأي «تصرف غير مسؤول».
وأضاف شكري في تصريحات تلفزيونية: «إثيوبيا تسعى دائما لعدم التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن ملف سد النهضة». وقال إن «إثيوبيا تجهض أي مفاوضات بشأن السد، ولم نتلق دعوة بخصوص التفاوض مرة أخرى في نهاية الشهر الجاري».
ووصف شكري التلويح الإثيوبي بملء السد بأنه «تصرف أحادي لا يراعي القانون الدولي، ويؤكد التعنت ومحاولة فرض الإرادة؛ وهذه النقطة في غاية الخطورة، وملء السد بدون اتفاق ملزم خطوة خطيرة».
وشدد الوزير المصري على أن مصر والسودان «لن يسمحا بوقوع ضرر عليهما». وذكر أنه لا بد أن يقوم المجتمع الدولي بمزيد من التفاعل والاهتمام تجاه ملف سد النهضة، «لأن هذا الأمر ينبئ بتطورات خطيرة لها تأثير بالغ على السلم والأمن الدوليين».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.