«الحظ» ضروري لنجاح تحورات «كوفيد ـ 19»

يتمثل في الحصول على فرصة «انتشار فائق»

بريطانية تتلقى التلقيح في بلدها حيث انتشرت سلالة متحورة (رويترز)
بريطانية تتلقى التلقيح في بلدها حيث انتشرت سلالة متحورة (رويترز)
TT

«الحظ» ضروري لنجاح تحورات «كوفيد ـ 19»

بريطانية تتلقى التلقيح في بلدها حيث انتشرت سلالة متحورة (رويترز)
بريطانية تتلقى التلقيح في بلدها حيث انتشرت سلالة متحورة (رويترز)

لا يكفي أن يكون لدى العضو الجديد في عائلة فيروس «كورونا المستجد» بعض التعديلات الجينية التي تميزه عن بقية العشيرة، أو تغييرات في بروتين الأشواك (سبايك) الذي يمنحه الشكل التاجي الشهير، بما يسمح له بغزو الخلايا بسهولة أكبر، أو طفرة عشوائية تساعده على التملص من آثار عقاقير علاج الفيروسات، إذ يتعين على هذا العضو الجديد أولاً الخروج من الجسد الذي يعيش فيه، وإصابة المزيد من الأشخاص، وهذه مسألة تخضع للحظ، وفق دراسة أميركية حديثة.
وتشير النمذجة الذي أجراها باحثون في مركز «فريد هاتشينسون» لأبحاث السرطان في سياتل بأميركا، إلى أنه «لكي يصبح للبديل الجيني لفيروس كورونا المستجد وجود جديد ومهدد، لا يكفي أن يكون مخيفاً وقابلاً للانتقال بشكل كبير، إذ ينبغي على وجه الخصوص، أن يحصل على فرصة للانتشار الفائق (سوبر سبريدر) بين مجموعة سكانية في مطعم مزدحم سيئ التهوية، أو ساحة داخلية مزدحمة، حيث يختلط الناس في أماكن قريبة، والعديد منهم لا يرتدون أقنعة».
وبمجرد الوصول إلى هناك، يجب أن يصيب الفيروس على الأقل حفنة من الناس، فمثلاً خمسة من الأشخاص يعد عدداً كافياً، ليعيش المتغير الجديد ويوقع المزيد من الضحايا، وفي حال إصابة 20 أو أكثر سيحصل على فرصة حقيقية ليصبح مسيطراً في المجتمع. ويقترح البحث الجديد أن «الوقت هو الجوهر، حتى بالنسبة للمتغير الجديد المسلح بقدرات نقل فائقة»، إذ يجب أن يأتي حدث «الانتشار الفائق» الأول في غضون شهر من وصوله ليحظى المتغير بفرصة إثبات ذاته.
وخلص الباحثون إلى أنه وفقاً لما توصلوا إليه فإن الفرص التي تمنح الفيروس حدث الانتشار الفائق نادرة للغاية، وهذا من شأنه أن «يمنح البشر القليل من الأمل»؛ ولكن بعد ذلك هناك حقيقة مأساوية، وهي أن خمسة على الأقل من «المتغيرات المثيرة للقلق» قد توفرت لها الظروف الصعبة والنادرة للغاية في فترة ستة أشهر تقريباً.
ويشير هذا إلى شيء ينذر بالسوء إلى حد ما، فمن المحتمل أن يكون هناك العديد من هذه المتغيرات، كل منها يبحث عن فرصة حظها.
وفي حين أن القليل من المتغيرات ستحصل على هذا الفرصة، فإن الأمر يتطلب واحداً أو اثنين فقط لإطالة أمد الوباء وتقويض اللقاحات والأدوية التي يمكن أن تنهيه.
وتم نشر النمذجة التي أعدها الفريق البحثي هذا الأسبوع على MedRxiv»»، وهو موقع يشارك فيه الباحثون نتائج أبحاثهم ويسعون للحصول على تعليقات من زملائهم، وعلى هذا النحو، تعد نتائجه أولية.
وقال الدكتور خالد شحاتة، أستاذ الفيروسات بجامعة أسيوط في جنوب مصر تعليقاً على الدراسة، «من المعروف أن الفيروسات تتحور باستمرار؛ ولكن فيروس كورونا لا يتحور بطرق تغير سلوكه بشكل كبير، لذلك كان من المهم معرفة كيف تنشأ هذه المتغيرات، وما إذا كان هناك الكثير منها يمكن أن يحدث، حتى يمكن مراقبة مثل هذا الأحداث جيداً، ومنع حدوثها»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «ما توصلت إليه الدراسة، يؤكد على أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية حتى تحدث المناعة المجتمعية ضد الفيروس، التي تجعل فرص إصابته للناس محدودة، وبالتالي يكون من الصعب بل من المستحيل توفر ظروف الانتشار الفائق».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.