تسارع وتيرة نمو الناتج المحلي لمنطقة اليورو في الربع الأخير من العام الماضي

بفضل أداء قوي للاقتصاد الألماني

تسارع وتيرة نمو الناتج المحلي لمنطقة اليورو في الربع الأخير من العام الماضي
TT

تسارع وتيرة نمو الناتج المحلي لمنطقة اليورو في الربع الأخير من العام الماضي

تسارع وتيرة نمو الناتج المحلي لمنطقة اليورو في الربع الأخير من العام الماضي

استمدت منطقة اليورو الدعم من الاقتصاد الألماني في الربع الأخير من العام الماضي لينمو الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة بوتيرة أفضل من توقعات المحللين، بينما تباطأت وتيرة النمو في اليونان التي تهدد بانفراط عقد المنطقة بأسرها.
وقال مكتب الإحصاء الأوروبي، يوروستات، أمس (الجمعة)، إن الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة نما في الربع الأخير من العام الماضي بنسبة بلغت 0.3 في المائة مقابل توقعات بلغت 0.2 في المائة فقط.
وعلى أساس سنوي نما الناتج المحلي للمنطقة في الربع الرابع من العام الماضي بنسبة بلغت 0.9 في المائة ارتفاعا من 0.8 في المائة في الربع الثالث.
وسجلت ألمانيا، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، وتيرة نمو قوية في الربع الأخير من العام الماضي إذ نما الناتج المحلي الإجمالي لها 0.8 في المائة لتعلب الدور الأكبر في نمو اقتصاد المنطقة التي تتعرض لهزة قوية في تلك الأثناء جراء الأزمة اليونانية.
وانكمش الاقتصاد اليوناني في الربع الأخير من العام الماضي 0.2 في المائة في مؤشر جديد على الصعوبات التي تواجه الاقتصاد البالغ حجمه نحو 207 مليارات دولار، وفقا لتقديرات البنك المركزي الأوروبي.
وقال محلل لـ«الشرق الأوسط» إن «الوتيرة التي نما بها اقتصاد منطقة اليورو في الربع الأخير من العام الماضي جاءت بفضل التحفيز الذي بدأه البنك المركزي في سبتمبر (أيلول)، ولكن تبقى بواعث القلق من اعتماد النمو على الإنفاق الاستهلاكي وليس الاستثمار». وأعلن المركزي الأوروبي عن أولى خطوات التيسير الكمي في سبتمبر الماضي من خلال شراء أصول القطاع الخاص.
وفي مطلع العام الحالي أعلن البنك عن حزمة تحفيز جديدة بقيمة 1.1 تريليون دولار بهدف تشجيع النمو.
ووفقا للبيانات التي أطلعت عليها «الشرق الأوسط» على موقع مكتب الإحصاء الأوروبي، فإن الإنفاق الاستهلاكي كان أكبر مساهم لنمو اقتصاد المنطقة في الأشهر الثلاثة المنتهية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
ونما الإنفاق الاستهلاكي بأسرع وتيرة له في 4 سنوات خلال تلك الفترة مسجلا نموا بلغت نسبته 1.1 في المائة مع تراجع معدلات التضخم ودخولها إلى المنطقة السالبة جراء هبوط أسعار النفط.
وسجل الاقتصاد المجري أفضل وتيرة نمو بين دول المجموعة خلال الربع الأخير من العام الماضي، إذ نما الناتج المحلي الإجمالي 0.9 في المائة.
وبالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 28 دولة، فقد نما الاقتصاد في الربع الأخير من العام الماضي 0.4 في المائة.
وفيما يتعلق بالاقتصاد الفرنسي، ثاني أقوى اقتصاد في منطقة اليورو، نما الناتج المحلي الإجمالي بوتيرة أقل من المتوقع 0.1 في المائة أقل من توقعات المحللين بنمو نسبته 0.3 في المائة.
وقال مارك هيفل، اقتصادي أول لدى مصرف «يو إس بي»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «وتيرة النمو في الربع الأخير من العام الماضي كانت جيدة نوعا ما وهو ما يظهر أثر إجراءات التحفيز التي بدأها البنك المركزي الأوروبي في مطلع الربع الأخير من العام الماضي».
تابع هيفل: «لكن ينبغي النظر هنا إلى الطريقة التي نما بها اقتصاد المنطقة، ولعل السبب الرئيسي في ذلك وفقا للبيانات الأولية هو الإنفاق الاستهلاكي الذي نما بقوة بفض هبوط معدلات التضخم».
وسجل معدل أسعار المستهلكين في منطقة اليورو أحد المكونات الرئيسية لقياس التضخم، معدلا سالبا للمرة الأولى منذ أكثر من 5 سنوات في ديسمبر الماضي، مع الهبوط الحاد في أسعار النفط.
ودخل التضخم في ألمانيا خلال يناير (كانون الثاني) الماضي المنطقة السالبة للمرة الأولى في نحو 6 سنوات.
واستقر الناتج المحلي الإجمالي الإيطالي في الربع الأخير من العام الماضي دون تغيير، ولكنه تراجع على أساس سنوي بنسبة بلغت 0.3 في المائة.
وفي إسبانيا، نما الاقتصاد الإسباني، رابع أقوى اقتصاد في منطقة اليورو، بالأشهر الثلاثة المنتهية أواخر العام الماضي بنسبة بلغت 0.7 في المائة في أفضل وتيرة نمو فصلية بنحو 5 سنوات. وفي العام الماضي بأسره نما الاقتصاد الإسباني 2 في المائة.
يتابع هيفل قائلا: «قد نرى تحسن في الناتج المحلي للمنطقة خلال الربع الأول من العام الحالي مع بدء قطف ثمار جولة التحفيز الأخيرة للمركزي الأوروبي. ولكن تظل الآثار محدودة خلال الربع المقبل مع توقعات بتسارع أكبر لوتيرة النمو في الربع الثالث والرابع من العام الحالي».
ويعول المركزي الأوروبي على تنشيط الاستثمار من خلال حزمة التحفيز المقرر إقرارها على نطاق واسع مع تراجع كلفة الاقتراض مما يحفز المستثمرين على التوسع ويعود بالنفع على الصورة الأكبر للاقتصاد الكلي.

* الوحدة الاقتصادية بـ«الشرق الأوسط»



انخفاض تكلفة إنتاج المياه بالسعودية 50 % وخطط لمشاريع بـ15.4 مليار دولار

نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور المشيطي يتحدث إلى الحضور في ملتقى «ميزانية 2025» (الشرق الأوسط)
نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور المشيطي يتحدث إلى الحضور في ملتقى «ميزانية 2025» (الشرق الأوسط)
TT

انخفاض تكلفة إنتاج المياه بالسعودية 50 % وخطط لمشاريع بـ15.4 مليار دولار

نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور المشيطي يتحدث إلى الحضور في ملتقى «ميزانية 2025» (الشرق الأوسط)
نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور المشيطي يتحدث إلى الحضور في ملتقى «ميزانية 2025» (الشرق الأوسط)

أكد نائب وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي المهندس منصور المشيطي أن ما حققته المملكة بمحطات إنتاج المياه المحلاة خلال 8 أعوام، يعادل ما تم تحقيقه في 4 عقود ماضية، إذ بلغ حجم الإنتاج نحو 6 ملايين متر مكعب يومياً، ليرتفع الإنتاج الكلي اليوم إلى 11.3 مليون م³، وتحسنت الكفاءة بنسبة 80 في المائة، وانخفضت التكلفة 50 في المائة.

وأوضح المشيطي خلال مشاركته في ملتقى «ميزانية 2025» الأربعاء، في الرياض، أن مصادر إنتاج المياه تقع على سواحل المملكة، حيث يتطلب نقل المياه آلاف الكيلومترات طولاً، ورفعها آلاف الأمتار لقمم الجبال لتصل إلى جميع المناطق، وقد نجحت المنظومة في بناء شبكة لخطوط نقل المياه بلغت طولها أكثر من 14 ألف كيلومتر، بما يعادل ضعف طول نهر النيل الذي يمر بـ11 دولة.

وارتفع حجم الخزن الاستراتيجي من 13 مليون متر مكعب في 2016 إلى أكثر من 25 مليون متر مكعب اليوم، مؤكداً أن هذه المشاريع نُفذت بدعم حكومي سخي، وبمشاركة منظومة الحكومة، والقطاع الخاص، حيث تم تنفيذ 29 مشروعاً في قطاع المياه بقيمة 28 مليار ريال (7.4 مليار دولار)؛ 30 في المائة منها استثمار أجنبي بقيمة 8 مليارات ريال (2.1 مليار دولار)، ونخطط لمشاريع من القطاع الخاص ضمن محفظة قيمتها تقارب 58 مليار ريال (15.4 مليار دولار).

وأفاد نائب وزير البيئة، بأن توظيف التقنية والابتكار والتنظيم المستدام أسهم في توفير أكثر من 9 مليارات متر مكعب سنوياً من المياه الجوفية، وهذا يعادل استهلاك سكان المملكة لمدة ثلاثة أعوام، مشيراً إلى أن قطاع التوزيع تمكن من تركيب مليوني عداد إلكتروني خلال جائحة «كورونا» لحساب الفوترة، وترسيخ مبدأ «الاستهلاك المسؤول» من خلال رسائل ذاتية للمستفيد في حال تجاوز الاستهلاك المعتاد.

وأبان المشيط، أن منظومة الوزارة نجحت كذلك من خلال تطبيق حلول ترشيد المياه في الجهات الحكومية في توفير أكثر من 31 مليون متر مكعب من المياه هذا العام.

وأضاف أن استراتيجية الوزارة بجانب نجاحها في المحافظة على الموارد المائية وتحقيق وفورات، نجحت في زيادة الإنتاجية الزراعية، حيث شهد القطاع الزراعي نمواً ملحوظاً بتحقيق أكبر مساهمة في الناتج المحلي من 64 مليار ريال (17 مليار دولار) في 2016 إلى 109 مليارات ريال (29 مليار دولار) في العام الماضي، وتحقيق نسب اكتفاء ذاتي لكثير من المنتجات الزراعية تجاوزت 100 في المائة، كما نجح أبناء وبنات الوطن في إدارة برنامج التنمية الريفية الزراعية بكفاءة عالية، وتمكنوا من رفع إنتاج محصول البن من 300 طن إلى أكثر من 1300 طن، كأحد نماذج نجاح هذا البرنامج، وفق المشيط.

وفي قطاع البيئة، ذكر نائب وزير البيئة، أن المملكة تقود حقبة خضراء محلياً وإقليمياً وعالمياً، حيث تمكنت من تشجير أكثر من 95 مليون شجرة باستخدام المياه المجددة والري التكميلي خلال أول ثلاثة أعوام من مبادرة «السعودية الخضراء»، وسيتجاوز هذا الرقم 100 مليون شجرة بنهاية هذا العام. وقال إن منظومة «البيئة تدرك أن الماء عصب الحياة والتنمية، ويمثل تحدياً عالمياً يرتبط بتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، حيث لا تقف مستهدفات الاستدامة المائية على حدود المملكة فقط، وفي هذا أعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، إنشاء منظمة عالمية للمياه مقرها في الرياض لتعزيز الريادة السعودية في تحقيق استدامة المياه».