هل حان وقت رحيل كين عن توتنهام لتحقيق طموحاته؟

صمت اللاعب يكشف الكثير عن المشاكل التي يواجهها الفريق تحت قيادة مورينيو

هل الفوز على فيلا بعد كارثتي آرسنال ودينامو زغرب سينهي المشاكل التي يواجهها توتنهام تحت قيادة مورينيو؟ (إ.ب.أ)
هل الفوز على فيلا بعد كارثتي آرسنال ودينامو زغرب سينهي المشاكل التي يواجهها توتنهام تحت قيادة مورينيو؟ (إ.ب.أ)
TT

هل حان وقت رحيل كين عن توتنهام لتحقيق طموحاته؟

هل الفوز على فيلا بعد كارثتي آرسنال ودينامو زغرب سينهي المشاكل التي يواجهها توتنهام تحت قيادة مورينيو؟ (إ.ب.أ)
هل الفوز على فيلا بعد كارثتي آرسنال ودينامو زغرب سينهي المشاكل التي يواجهها توتنهام تحت قيادة مورينيو؟ (إ.ب.أ)

يعاني توتنهام حالة من عدم الاستقرار والتقلب هذا الموسم، وحتى النجاحات التي يحققها تكون قصيرة الأمد وتقتصر على منح الفريق مساحة للتنفس لبعض الوقت، في ظل توالي النكسات والمشكلات، وهو الأمر الذي يثير حالة من الخوف والقلق بين جمهور النادي.
لكن السؤال المطروح الآن هو: ماذا يفعل النجم الإنجليزي هاري كين في ظل هذه الظروف؟ الجواب يتمثل في أننا لا نعرف أي شيء عن ذلك لسبب بسيط، وهو أن كين قد توقف عن الحديث لوسائل الإعلام. إنني لا أثير هذه القضية لأغراض صحافية، لكنني أتحدث عن هذا الأمر لأن ما يحدث يتعارض تماما مع شخصية كين، الذي كان يخرج علينا في كل موسم من مواسم مسيرته الكروية لكي يتحدث عن أفكاره ووجهات نظره سواء قبل المباريات أو بعدها. ويجب الإشارة إلى أن كين يمتلك شخصية جيدة للغاية ويشعر بالسعادة وهو يتواصل مع الجمهور عبر الصحافة، حتى في الأوقات الصعبة - وهو الأمر الذي يعكس قوة شخصيته.
لكن كين لم يعد يفعل ذلك الأمر الآن. وقد برز هذا الأمر على السطح بوضوح عندما تهرب كين من الحديث لوسائل الإعلام خلال فترة التوقف الدولية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهو أمر غير معتاد تماما بالنسبة لقائد المنتخب الإنجليزي. واستمر الأمر بعد ذلك بعد عودته إلى توتنهام. صحيح أن الإجراءات المتبعة بسبب تفشي فيروس «كورونا» قد أثرت على عمل الصحافيين، لكن هذا لا يبرر على الإطلاق ما يقوم به كين. ومن المؤكد أنه بات يتعين عليه أن يكسر حالة الصمت خلال فترة التوقف الدولية القادمة.
في الحقيقة، من المستحيل تجاهل الشك في أن كين يريد أن يبقى بعيداً عن الأنظار لأنه لا يريد أن يوضع تحت دائرة الضوء، ولا يريد أن تُطرح عليه أسئلة قد يجد صعوبة في الرد عليها بصدق، أو بشكل أكثر دقة فهو يريد تجنب التعرض لسؤال معين، وهو السؤال الذي ظل يلاحقه في المواسم الأخيرة لكنه يضغط عليه الآن بقدر أكبر من الإلحاح وعدم الراحة. وهذا السؤال بالتأكيد هو: مع اقتراب هاري كين من عيد ميلاده الثامن والعشرين في يوليو (تموز) القادم، هل يعتقد النجم الإنجليزي أنه يتعين عليه الرحيل عن توتنهام لتحقيق طموحاته؟
من المعروف أن موقف النادي هو أن كين ليس للبيع على الإطلاق. علاوة على ذلك، فإن عقد النجم الإنجليزي مع توتنهام مستمر حتى عام 2024، وهو ما يعني أن رئيس النادي، دانيال ليفي، في موقف قوة. ويعلم الجميع أن التفاوض مع ليفي على شراء أي لاعب من فريقه يكون صعبا للغاية. لكن، على الأقل، كان هناك الكثير ليفكر فيه كين وهو يخرج من الملعب بعد الخسارة أمام دينامو زغرب بثلاثية نظيفة والخروج من بطولة الدوري الأوروبي.
في الواقع، هناك سبب يجعل الأزمة تأتي دائما بشكل أسرع في حالة وجود المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو بالمقارنة بغيره من المديرين الفنيين الآخرين، ويتمثل هذا السبب في أن مورينيو ينظر إلى النتيجة على أنها الشيء الأهم في عالم كرة القدم. لقد اعتاد مورينيو على جلب البطولات والألقاب إلى الأندية ثم الرحيل عنها على الفور، ودائما ما يكون هناك شعور بأن المدير الفني البرتغالي لا يعمل على بناء فريق على المدى الطويل من خلال الاعتماد على اللاعبين الصغار في السن.
إن طريقة اللعب التي يعتمد عليها مورينيو تهدف دائما إلى تحقيق الفوز في المقام الأول، ثم يأتي بعد ذلك عنصر الإمتاع. ودائما ما يحلل مورينيو المباريات بطريقة إكلينيكية، فهو لا يهتم على الإطلاق بالإحصاءات الخاصة بنسبة الاستحواذ على الكرة أو إحصائية الأهداف المتوقعة، ويقتصر الأمر لديه فقط على الفرص الكبيرة والخطيرة التي يخلقها الفريق أمام مرمى المنافسين. وإذا تمكن فريقه من القيام بذلك مرة أو مرتين في الوقت المناسب - ومن الناحية المثالية أن ينجح في التسجيل – فلن يهتم بأي شيء آخر.
وتكون المحصلة دائما أنه عندما يفشل الفريق في تحقيق نتيجة إيجابية، فإن مورينيو لا يكون لديه أشياء أخرى يستند عليها. وعندما يكون الفريق في حالة سيئة، كما حدث أمام دينامو زغرب وأمام آرسنال، فإن ذلك يؤدي إلى إثارة الكثير من التساؤلات حول مستقبل المدير الفني البرتغالي مع الفريق.
لقد ظل كين صامتاً بعد الخسارة أمام دينامو زغرب، لكن القائد، هوغو لوريس، لم يصمت. ففي مقابلة مع قناة «بي تي سبورت» الرياضية، عبر حارس المرمى الفرنسي عن إحباطه الشديد، كما برز شيئان خلال تلك المقابلة. أولاً، كانت رسالة مورينيو لمواصلة الهجوم على دينامو زغرب وعدم التراجع بعد التقدم بهدفين دون رد في مباراة الذهاب واضحة تماما. وقال لوريس: «لكن العكس هو ما حدث». وثانياً، هناك لاعبون - لا يشاركون في التشكيلة الأساسية للفريق - لا يبذلون كل ما في وسعهم، ربما لأنهم أصيبوا بخيبة أمل.
لقد أدى ذلك إلى غياب التعاون والجماعية، وإلى «اختباء اللاعبين»، على حد قول مورينيو نفسه بعد مباراة آرسنال، وحمل المسؤولية لعدد قليل من اللاعبين الأقوياء. وقال لوريس: «لا يكفي أن تأتي أمام الكاميرا وتقول إنني لاعب طموح، بل يتعين عليك أن تثبت ذلك الأمر في التدريبات كل يوم، وفي المباريات أيضا. أما إذا كنت تتابع الفريق فقط عندما تكون في التشكيلة الأساسية، فإن ذلك سيخلق مشاكل كبيرة للفريق. لقد مررنا بلحظة رائعة في الماضي لأننا كنا نثق في العمل الجماعي للفريق. لكنني لست متأكدا من ذلك الآن». وأضاف «اللاعبون الموجودون على مقاعد البدلاء يتعين عليهم أن يحفزوا الآخرين. ويجب أن يحدث نفس الأمر في التدريبات. يجب أن يكون الجميع على استعداد لمساعدة الفريق عندما يتطلب الأمر ذلك، لا أن تكتفي بالوجود والشكوى».
إنه لأمر مقلق للغاية أن نعتقد أن رسالة مورينيو لا تصل إلى اللاعبين، سواء لأن اللاعبين أنفسهم لا يستمعون إليه، أو لأنهم لا يريدون سماعها من الأساس ولا يريدون اللعب من أجل المدير الفني البرتغالي. وعندما يحدث ذلك، فإنه يؤدي إلى شيء واحد فقط في نهاية المطاف.
من المهم لأي مدير فني ناجح أن يتعامل بشكل جيد مع جميع لاعبي فريقه، وليس مع اللاعبين الأساسيين فقط، نظرا لأنه سيحتاج إلى هؤلاء الاحتياطيين في الكثير من الأوقات، وبالتالي يجب أن يكونوا جميعا على أهبة الاستعداد.
ولكي ندرك ذلك، يجب أن نلقي نظرة على فرحة المدير الفني الألماني توماس توخيل وجميع اللاعبين الموجودين على دكة البدلاء عندما شارك إيمرسون بالمييري كبديل في الدقيقة 89 ليسجل في المباراة التي فاز فيها تشيلسي على أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا. في الحقيقة، يتعين على كل لاعب أن يجد الحافز من داخله هو، لكن يتعين على المدير الفني أيضا أن يضبط كل الأمور المتعلقة بذلك.
لقد حقق توتنهام الفوز على أستون فيلا بهدفين دون رد في الدوري الإنجليزي الممتاز في الجولة الأخيرة قبل التوقف الدولي، لكن مورينيو يضع أولوية قصوى للمباراة النهائية لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة أمام مانشستر سيتي في الخامس والعشرين من أبريل (نيسان). لكن هل لو فاز توتنهام بهذه البطولة - رغم أن ذلك غير محتمل في الوقت الحالي – فهل سيكون ذلك كافيا، خاصة إذا فشل الفريق في التأهل لدوري أبطال أوروبا مرة أخرى؟
وهكذا، تؤدي النتائج السيئة إلى زيادة التوتر وعدم الاستقرار، فهاري كين يريد ما هو أكثر من ذلك، وينطبق نفس الأمر أيضا على النجم الكوري الجنوبي سون هيونغ مين، الذي لم يوقع عقدا جديدا مع النادي حتى الآن، كما ينطبق على ليفي، وعلى جميع أنصار وعشاق الفريق. وحتى الحارس الاحتياطي للفريق، جو هارت، أثار حالة من الجدل بعدما نشر رسالة عبر حسابه على إنستغرام تقول: «تمت المهمة» عقب خسارة فريقه أمام دينامو زغرب والخروج من بطولة الدوري الأوروبي! صحيح أنه أجبر على الاعتذار بعد ذلك، لكن ما يحدث يعكس حجم التوتر وعدم الاستقرار في النادي اللندني!


مقالات ذات صلة

نقاش مع صديق حول «بطاقة صفراء» يُخضع الحكم الإنجليزي كوت للتحقيق

رياضة عالمية الحكم الإنجليزي ديفيد كوت خلال مباراة بين ليفربول وأستون فيلا (أ.ب)

نقاش مع صديق حول «بطاقة صفراء» يُخضع الحكم الإنجليزي كوت للتحقيق

يخضع ديفيد كوت، الحكم الموقوف عن التحكيم في الدوري الإنجليزي الممتاز، للتحقيق، من قبل الاتحاد الإنجليزي، بعد مزاعم بأنه ناقش إشهار بطاقة صفراء مع صديق له.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية محمد صلاح (أ.ف.ب)

هل انتهت قصة الحب المتبادل بين صلاح وليفربول؟

استأثرت العروض الرائعة التي يقدمها محمد صلاح على أرضية الملعب وتصريحاته النارية بشأن مستقبله في صفوف ليفربول حيث ينتهي عقده بنهاية الموسم بالأضواء

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم (رويترز)

اتحاد الكرة الإنجليزي يسعى لزيادة نسبة الخلفيات العرقية لمدربي إنجلترا

يسعى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إلى أن تكون 30% من طواقم تدريب منتخبات إنجلترا للرجال من خلفيات عرقية متنوعة بحلول عام 2028.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أرنه سلوت (أ.ب)

حارس ليفربول القديم يتألق رغم المستقبل المجهول

استهل الهولندي أرنه سلوت مهامه مدرباً لليفربول الإنجليزي بطريقة شبه مثالية حتى الآن على الصعيدين المحلي والقاري.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.