بيتر لوريمر... مهاجم كان لديه «ديناميت} في قدميه

هناك ذكريات كثيرة رائعة في ليدز يونايتد لكن ما قدمه اللاعب الاسكتلندي سيظل استثنائياً

كان لوريمر يسدد الكرة بسرعة تزيد على 100 ميل في الساعة
كان لوريمر يسدد الكرة بسرعة تزيد على 100 ميل في الساعة
TT

بيتر لوريمر... مهاجم كان لديه «ديناميت} في قدميه

كان لوريمر يسدد الكرة بسرعة تزيد على 100 ميل في الساعة
كان لوريمر يسدد الكرة بسرعة تزيد على 100 ميل في الساعة

كان النجم الاسكتلندي بيتر لوريمر يسدد الكرة بقوة مذهلة لدرجة تجعل البعض يشعر بالدهشة، لأن الكرة لا تترك آثاراً للبخار أثناء انطلاقها بلا هوادة نحو شباك المنافسين! وخلال أفضل فترات مسيرته الكروية مع نادي ليدز يونايتد، انضم لاعب خط الوسط المهاجم، الذي توفي عن عمر يناهز 74 عاماً، إلى نظرائه من الهدافين البارزين في ذلك الوقت، وأبرزهم بالطبع بوبي تشارلتون وفرنسيس لي، إلى زيارة برعاية إحدى الصحف إلى أحد مصانع الذخيرة في ميدلاندز. وكانت الفكرة هي إثبات أن لوريمر يمكن أن يسدد الكرة بشكل أقوى من أي شخص آخر، وأطلق هؤلاء اللاعبون عدداً من التسديدات التي تم اختبارها بواسطة آلة تُستخدم في الأساس لقياس سرعة الرصاص!
ومن المؤكد أن الهداف التاريخي لليدز يونايتد - سجل لوريمر 238 هدفاً في 705 مباريات خلال فترتين مع النادي - فاز بشكل مريح. وقال إيدي غراي، زميله السابق في ليدز يونايتد الذي كان حتى وقت قريب رفيقه في لعب الغولف: «كان بيتر أفضل مهاجم رأيته على الإطلاق في عالم كرة القدم». لكن لوريمر لم يكن يتسم بهذه القوة والشراسة خارج الملعب. وعلى ملعب «إيلاند روود»، لوحظ أن لوريمر كان يخرج من غرفة خلع الملابس في أيام المباريات لمشاهدة سباقات الخيل على شاشة التلفزيون في ردهة اللاعبين. وقبل بداية المباريات بعشر دقائق، كان أحد العاملين بالنادي يطلب منه العودة إلى صفوف الفريق لخوض المباراة.
وقال لوريمر عن ذلك: «كنت أشعر براحة أكبر من الآخرين. إنني أعشق كرة القدم، لكن إذا خسرت لم أكن أجعل ذلك يؤثر على عائلتي. وما زلت على هذا النحو، فلا أسمح لأي شيء بأن يزعجني». إن هذه القدرة النادرة على عزل نفسه عن الضغوط ربما تفسر سبب مشاركته في صفوف الفريق الأول لنادي ليدز يونايتد لأول مرة وهو في الخامسة عشرة من عمره في عام 1962، ليصبح أصغر لاعب يمثل الفريق الأول بالنادي عبر تاريخه الطويل. وقد ساعده ذلك على الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين، ولقب كأس الاتحاد الإنجليزي مرة واحدة، وكأس الرابطة الإنجليزية المحترفة مرة واحدة، في فترة أصبح فيها ليدز يونايتد، بقيادة دون ريفي، أحد أفضل الفرق في تاريخ كرة القدم الإنجليزية.
ولولا افتقار والديه إلى الجشع، لانضم لوريمر إلى أحد الأندية الأكثر قوة وهو في الخامسة عشرة من عمره. وفي تلك الفترة، انتشرت الأخبار بأن هناك لاعباً شاباً تطلق عليه ألقاب مثل «صاحب أحذية الرعد» و«صاحب التسديدة القوية» و«السوط»، يمتلك ديناميت في قدميه، وبالتالي دخل كشافو اللاعبين في منافسة شرسة للحصول على خدماته.
وذات يوم، تم ترك حقيبة منقوش عليها شعار نادي مانشستر يونايتد وتحتوي على 5000 جنيه إسترليني في منزل عائلة لوريمر. وفي عام 1962، كان مبلغ الـ5000 جنيه إسترليني يمثل مبلغاً كبيراً للغاية من المال، لكنه لم يكن كبيراً بالنسبة للاعب يمتلك إمكانات هائلة ويطلق تسديدات بسرعة تزيد على 90 ميلاً في الساعة، بل وصل الأمر إلى تسديده ركلة جزاء بسرعة تبلغ 107 أميال في الساعة. وقال لوريمر: «كان نحو 30 نادياً تريد التعاقد معي. لكن والديّ رأيا شيئاً في دون ريفي أقنعهما بأنه المدير الفني المناسب لي».
إن قرار المدير الفني لليدز يونايتد بزيارة منزل لوريمر في ضاحية «بروتي فيري» قد ترك انطباعاً بأن هذه الحقيبة قد أُعيدت سراً إلى مانشستر يونايتد مع رفض العرض بطريقة مهذبة. قال لوريمر عن ذلك: «كان والداي يستحقان الكثير من التقدير والثناء. كان مانشستر يونايتد هو أقوى فريق في البلاد في ذلك الوقت، لكنهما كانا يعتقدان أن دون ريفي لديه خطة واضحة وكان يحاول بناء شيء ما».
وللوهلة الأولى، تبدو المسيرة الدولية للوريمر ضعيفة للغاية ولا تتناسب مع لاعب بهذه القدرات والإمكانات، حيث لم يلعب سوى 21 مباراة دولية مع منتخب اسكتلندا، لكن يجب أن نعرف أن السبب في ذلك يعود إلى إيقافه عن اللعب مع منتخب بلاده في عام 1971، عندما تخلف عن معسكر المنتخب وقضى الصيف يلعب في مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا في عهد الفصل العنصري. قال لوريمر عن ذلك: «ربما كنت ساذجاً، لكنني شعرت بعد ذلك بأنني خائن، وكان والداي مستاءين للغاية».
لكن تم استدعاء لوريمر في الوقت المناسب للمشاركة في نهائيات كأس العالم 1974 في ألمانيا الغربية، حيث شارك في المباريات الثلاث التي لعبها منتخب اسكتلندا، وسجل هدفاً من تسديدة مذهلة وبسرعة فائقة في مرمى زائير في المباراة التي انتهت بفوز اسكتلندا بهدفين دون رد. وفي عام 1979. انتقل لوريمر للعب في كندا مع ناديي تورونتو بليزارد، وفانكوفر وايتكابس قبل أن يعود مرة أخرى إلى ليدز يونايتد، الذي كان قد هبط آنذاك إلى دوري الدرجة الأولى.
اعتزل لوريمر كرة القدم وهو في الأربعين من عمره، لكن ليدز يونايتد ظل جزءاً لا يتجزأ من حياته، حيث جمع بين العمل كمدير لمقهى «ذا كوميرشيال» بالقرب من ملعب «إيلاند روود» والعمل كمحلل للمباريات في الإذاعة المحلية، كما كان يمثل الجماهير في مجلس إدارة النادي.
وكان زوار مقهى «ذا كوميرشيال» يجدون صعوبة كبيرة في كثير من الأحيان في تخيل أن هذا الشخص الذي يجلس بكل تواضع في المقهى كان أبرز لاعب في الفريق الرائع لليدز يونايتد بقيادة دون ريفي. لكن لورمير لم يكن يجد أي غضاضة في ذلك، وفي وقت لاحق من حياته بدا أن مصدر الألم الرئيسي بالنسبة له يتمثل في عدم قدرته على التلاعب بكرة الغولف بنفس السهولة التي كان يتلاعب بها بكرة القدم في السابق.
لقد تجلت موهبته الفذة في العديد من الأهداف الاستثنائية التي سجلها، لكن الهدف الذي سجله في مرمى مانشستر سيتي في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1971 يظل بشكل خاص رمزاً لمسيرته الكروية، حيث تسلم تمريرة بيلي بريمنر السيئة بكل براعة وتلاعب باثنين من لاعبي سيتي ورفع الكرة عالياً قبل أن يسددها بقوة من مسافة 25 ياردة لتدخل شباك جو كوريغان، الذي لم يتمكن من القيام بأي شيء. صحيح أن هناك العديد من الذكريات الرائعة في ملعب «إيلاند روود»، لكن ما قدمه بيتر لوريمر سيظل استثنائياً.


مقالات ذات صلة

إنريكي: سان جيرمان استحقّ «السوبر الفرنسي»

رياضة عالمية لويس انريكي مع ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان عقب النهائي (أ.ف.ب)

إنريكي: سان جيرمان استحقّ «السوبر الفرنسي»

أكد لويس إنريكي مدرب فريق باريس سان جيرمان استحقاق فريقه لقب كأس السوبر الفرنسي مؤكداً أن النتيجة كانت عادلة.

خالد العوني (الدوحة)
رياضة عالمية المهاجم عثمان ديمبلي يحتفل بهدفه في موناكو (رويترز)

«كأس السوبر الفرنسي»: ديمبلي يقود سان جيرمان للفوز باللقب

سجل المهاجم عثمان ديمبلي هدفاً في الوقت المحتسب بدل الضائع ليقود باريس سان جيرمان للفوز 1-صفر على موناكو في كأس السوبر الفرنسي.

خالد العوني (الدوحة)
رياضة عربية ماركينيوس خلال المؤتمر الصحافي (أ.ف.ب)

ماركينيوس عن قدومه للدوري السعودي: كل شيء ممكن

قال المدافع البرازيلي ماركينيوس، قائد باريس سان جيرمان، إن «كرة القدم تتغير بسرعة وكل شيء ممكن في المستقبل»، وذلك رداً على إمكانية احترافه في السعودية.

خالد العوني (الدوحة )
رياضة عالمية النمساوي أدي هوتر مدرب موناكو الفرنسي في المؤتمر الصحافي بالدوحة (رويترز)

هوتر: على موناكو تقديم مباراة مثالية

شدَّد النمساوي أدي هوتر، مدرب موناكو الفرنسي، أن على فريقه «تقديم مباراة مثالية» أمام باريس سان جيرمان في كأس الأبطال.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية المغربي حكيمي لدى وصوله مطار الدوحة برفقه بعثة سان جيرمان (الشرق الأوسط)

سان جيرمان وموناكو في الدوحة تأهباً لقمة السوبر

وصلت إلى الدوحة البعثتان الرسميتان لكل من باريس سان جيرمان وموناكو، وذلك بالتزامن مع بدء العد التنازلي لانطلاق كأس السوبر الفرنسي الأحد.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

كاساس (الشرق الأوسط)
كاساس (الشرق الأوسط)
TT

مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

كاساس (الشرق الأوسط)
كاساس (الشرق الأوسط)

قال الإسباني خيسوس كاساس، مدرب العراق، إنه سيحلل الأخطاء التي أدت لهزيمة فريقه 2 - صفر أمام البحرين، اليوم الأربعاء، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية ببطولة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 26) بالكويت، استعداداً لمواجهة السعودية.

وقال كاساس، في المؤتمر الصحافي عقب المباراة: «مباراة السعودية لن تكون سهلة على الإطلاق. سنحاول تحليل أخطائنا وإيجاد أكبر عدد من اللاعبين اللائقين بدنياً للعب المباراة وسنفعل كل ما يجب علينا فعله، لكن بكل حال، لن تكون المباراة سهلة».

وأكد أن مواجهة البحرين «لم تكن سهلة ولا بد أن نهنئ البحرين على الفوز والتأهل».

وأضاف: «ظهر علينا الإرهاق وغياب بعض اللاعبين أثر علينا».

وأكد أنه فضّل اليوم الدفع بلاعبين يتمتعون بالحيوية وليسوا مرهقين نظراً لأنه لاحظ إرهاق بعض عناصر الفريق.

وأضاف أن العراق لم يكتفِ بالتأمين الدفاعي في الشوط الثاني، وإنما كان الأكثر هجوماً، موضحاً: «لكنني بالتأكيد لست سعيداً بالأداء ولا أشعر بالرضا عنه».

وقال كاساس: «هناك شيء إيجابي اليوم وهو وجود عدد من اللاعبين صغار السن وهذا سيساعدهم في المستقبل لأنهم يكتسبون الخبرة من هذه البطولة. البحرين تفوقت علينا في الالتحامات اليوم، وهذا ساعدهم في الفوز لكن لاعبينا الصغار اكتسبوا خبرة وهذا أمر إيجابي».