لماذا تحتفل الملكة إليزابيث بعيد ميلادها مرتين في السنة؟https://aawsat.com/home/article/2879211/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%AD%D8%AA%D9%81%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%8A%D8%B2%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%AB-%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B1%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9%D8%9F
لماذا تحتفل الملكة إليزابيث بعيد ميلادها مرتين في السنة؟
الملكة البريطانية إليزابيث الثانية (رويترز)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لماذا تحتفل الملكة إليزابيث بعيد ميلادها مرتين في السنة؟
الملكة البريطانية إليزابيث الثانية (رويترز)
يصادف تاريخ 12 يونيو (حزيران) عيد ميلاد الملكة البريطانية إليزابيث الثانية «الرسمي» هذا العام. وبينما تتلقى الملكة كثيراً من رسائل التهنئة من جميع أنحاء العالم، فقد يكون عيد ميلادها مصدر ارتباك بالنسبة للبعض. ويرجع ذلك إلى حقيقة أن عيد ميلاد الملكة يُحتفل به لمرتين: في تاريخ ميلادها الفعلي خلال أبريل (نيسان)، وأيضاً في وقت لاحق من الصيف عبر استعراض كبير في قصر باكنغهام، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
* عيد ميلاد الملكة الفعلي: وُلدت الملكة إليزابيث في 21 أبريل عام 1926، في الساعة 2:40 صباحاً بمنزل جدها في مايفير.
* كيف تحتفل الملكة بعيد ميلادها؟ عادة ما تحتفل الملكة بعيد ميلادها على انفراد، حسبما جاء في الموقع الرسمي للعائلة المالكة. ومع ذلك، مُيزت المناسبة أيضاً بتحية بالبنادق، حيث تطلَق 41 طلقة بحديقة «هايد بارك»، و21 طلقة في «وندسور غريت بارك»، و62 طلقة في «برج لندن». وهذا العام، بسبب الإغلاق المستمر المرتبط بفيروس «كورونا»، قرر قصر باكنغهام تعليق هذا التقليد.
* لماذا تحتفل الملكة بعيد ميلادها مرتين؟ يعود تقليد الاحتفال بعيد ميلاد الملكة البريطانية مرتين إلى عام 1748، في عهد الملك جورج الثاني. مع حلول عيد ميلاد الملك في أواخر الخريف، لم يكن الطقس مناسباً للقيام باحتفال كبير. لذلك؛ جرى الجمع بين الاحتفالات الرسمية وعيد ميلاد الملك مع عرض «تروبينغ ذا كولور» في الصيف، وهو احتفال كان في السابق شأناً عسكرياً.
* عيد ميلاد الملكة الثاني عادة ما يُحتفل بعيد ميلاد الملكة الثاني، الذي يوصف بأنه «عيد ميلادها الرسمي»، في يوم السبت الثاني من شهر يونيو. اعتادت الملكة الاحتفال بعيد ميلادها الرسمي في الخميس الثاني من شهر يونيو، وهو اليوم نفسه الذي اعتاد والدها الملك جورج السادس الاحتفال بعيد ميلاده فيه خلال فترة حكمه. ومع ذلك، جرى تغيير هذا التقليد في عام 1959، بعد 7 سنوات من صعود الملكة إلى العرش.
* كيف تحتفل الملكة بعيد ميلادها الرسمي؟ الحدث الرئيسي لعيد ميلاد الملكة الرسمي في يونيو هو عرض «تروبينغ ذا كولور». ومع ذلك، فإن الحفل لن يقام هذا العام «بشكله التقليدي» وسط جائحة فيروس «كورونا». وينتقل عرض «تروبينغ ذا كولور»، الذي يشارك فيه أكثر من 1400 جندي و200 حصان و400 موسيقي، من قصر باكنغهام باتجاه موكب «هورس غارد». ويصعد أفراد العائلة المالكة إما على ظهور الخيول وإما في عربات بوصف ذلك جزءاً من الحدث. وينتهي الاحتفال بعرض جوي ينفذه سلاح الجو الملكي البريطاني، والذي تشاهده الملكة مع عائلتها من شرفتها في قصر باكنغهام.
قالت أميرة ويلز البريطانية كيت ميدلتون إن الحب هو أعظم هدية يمكن أن يقدمها الناس بعضهم لبعض، في رسالة إلى الضيوف الذين سيحضرون قداس ترانيم عيد الميلاد السنوي.
باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
أمَّنت الإقامة في باريس للفنانة اللبنانية تانيا صالح «راحة بال» تُحرِّض على العطاء. تُصرُّ على المزدوجَين «...» لدى وصف الحالة، فـ«اللبناني» و«راحة البال» بمعناها الكلّي، نقيضان. تحطّ على أراضي بلادها لتُطلق ألبومها الجديد الموجَّه إلى الأطفال. موعد التوقيع الأول؛ الجمعة 6 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. والأحد (8 منه) تخصّصه لاستضافة أولاد للغناء والرسم. تريد من الفنّ أن يُهدّئ أنين أطفال الصدمة ويرأف بالبراءة المشلَّعة.
وطَّد كونها أُماً علاقتها بأوجاع الطفولة تحت النار؛ من فلسطين إلى لبنان. تُخبر «الشرق الأوسط» أنها اعتادت اختراع الأغنيات من أجل أن ينام أطفالها وهم يستدعون إلى مخيّلاتهم حلاوة الحلم. لطالما تمنّت الغناء للصغار، تشبُّعاً بأمومتها وإحساسها بالرغبة في مَنْح صوتها لمَن تُركوا في البرد واشتهوا دفء الأحضان. تقول: «أصبح الأمر مُلحّاً منذ تعرُّض أطفال غزة لاستباحة العصر. لمحتُ في عيون أهاليهم عدم القدرة على فعل شيء. منذ توحُّش الحرب هناك، وتمدُّد وحشيتها إلى لبنان، شعرتُ بأنّ المسألة طارئة. عليَّ أداء دوري. لن تنفع ذرائع من نوع (غداً سأبدأ)».
وفَّر الحبُّ القديم لأغنية الطفل، عليها، الكتابةَ من الصفر. ما في الألبوم، المؤلَّف من 11 أغنية، كُتب من قبل، أو على الأقل حَضَرت فكرته. تُكمل: «لملمتُ المجموع، فشكَّل ألبوماً. وكنتُ قد أنقذتُ بعض أموالي خشية أنْ تتطاير في المهبّ، كما هي الأقدار اللبنانية، فأمّنتُ الإنتاج. عملتُ على رسومه ودخلتُ الاستوديو مع الموسيقيين. بدل الـ(CD)؛ وقد لا يصل إلى أطفال في خيامهم وآخرين في الشوارع، فضَّلتُ دفتر التلوين وفي خلفيته رمز استجابة سريعة يخوّلهم مسحه الاستماع المجاني إلى الأغنيات ومشاهدتها مرسومة، فتنتشل خيالاتهم من الأيام الصعبة».
تُخطّط تانيا صالح لجولة في بعلبك وجنوب لبنان؛ «إنْ لم تحدُث مفاجآت تُبدِّل الخطط». وتشمل الجولة مناطق حيث الأغنية قد لا يطولها الأولاد، والرسوم ليست أولوية أمام جوع المعدة. تقول: «أتطلّع إلى الأطفال فأرى تلك السنّ التي تستحقّ الأفضل. لا تهمّ الجنسية ولا الانتماءات الأخرى. أريد لموسيقاي ورسومي الوصول إلى اللبناني وغيره. على هذا المستوى من العطف، لا فارق بين أصناف الألم. ليس للأطفال ذنب. ضآلة مدّهم بالعِلم والموسيقى والرسوم، تُوجِّه مساراتهم نحو احتمالات مُظلمة. الطفل اللبناني، كما السوري والفلسطيني، جدير بالحياة».
باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال، تشعر أنها تستريح: «الآن أدّيتُ دوري». الفعل الفنّي هنا، تُحرّكه مشهديات الذاكرة. تتساءل: «كم حرباً أمضينا وكم منزلاً استعرنا لننجو؟». ترى أولاداً يعيشون ما عاشت، فيتضاعف إحساس الأسى. تذكُر أنها كانت في نحو سنتها العشرين حين توقّفت معارك الحرب الأهلية، بعد أُلفة مريرة مع أصوات الرصاص والقذائف منذ سنّ السادسة. أصابها هدوء «اليوم التالي» بوجع: «آلمني أنني لستُ أتخبَّط بالأصوات الرهيبة! لقد اعتدْتُها. أصبحتُ كمَن يُدمن مخدِّراً. تطلَّب الأمر وقتاً لاستعادة إيقاعي الطبيعي. اليوم أتساءل: ماذا عن هؤلاء الأطفال؛ في غزة وفي لبنان، القابعين تحت النار... مَن يرمِّم ما تهشَّم؟».
سهَّلت إقامُتها الباريسية ولادةَ الألبوم المُحتفَى به في «دار المنى» بمنطقة البترون الساحلية، الجمعة والأحد، بالتعاون مع شباب «مسرح تحفة»، وهم خلف نشاطات تُبهج المكان وزواره. تقول إنّ المسافة الفاصلة عن الوطن تُعمِّق حبَّه والشعور بالمسؤولية حياله. فمَن يحترق قد يغضب ويعتب. لذا؛ تحلَّت بشيء من «راحة البال» المحرِّضة على الإبداع، فصقلت ما كتبت، ورسمت، وسجَّلت الموسيقى؛ وإنْ أمضت الليالي تُشاهد الأخبار العاجلة وهي تفِد من أرضها النازفة.
في الألبوم المُسمَّى «لعب ولاد زغار»، تغنّي لزوال «الوحش الكبير»، مُختَزِل الحروب ومآسيها. إنها حكاية طفل يشاء التخلُّص من الحرب ليكون له وطن أحلى. تقول: «أريد للأطفال أن يعلموا ماذا تعني الحروب، عوض التعتيم عليها. في طفولتي، لم يُجب أحد عن أسئلتي. لم يُخبروني شيئاً. قالوا لي أنْ أُبقي ما أراه سراً، فلا أخبره للمسلِّح إنْ طرق بابنا. هنا أفعل العكس. أُخبر الأولاد بأنّ الحروب تتطلّب شجاعة لإنهائها من دون خضوع. وأُخبرهم أنّ الأرض تستحق التمسُّك بها».
وتُعلِّم الصغار الأبجدية العربية على ألحان مألوفة، فيسهُل تقبُّل لغتهم والتغنّي بها. وفي الألبوم، حكاية عن الزراعة وأخرى عن النوم، وثالثة عن اختراع طفل فكرة الإضاءة من عمق خيمته المُظلمة. تقول إنّ الأخيرة «حقيقية؛ وقد شاهدتُ عبر (تيك توك) طفلاً من غزة يُفكّر في كيفية دحض العتمة لاستدعاء النور، فألهمني الكتابة. هذه بطولة».
من القصص، تبرُز «الشختورة» (المركب)، فتروي تانيا صالح تاريخ لبنان بسلاسة الكلمة والصورة. تشاء من هذه الحديقة أن يدوم العطر: «الألبوم ليس لتحقيق ثروة، وربما ليس لاكتساح أرقام المشاهدة. إنه شعوري بتأدية الدور. أغنياته حُرّة من زمانها. لم أعدّها لليوم فقط. أريدها على نسق (هالصيصان شو حلوين)؛ لكلّ الأيام».