سفير كندا يبحث مع السلطات المصرية الإفراج عن «صحافي الجزيرة» عشية إعادة محاكمته

قبول نقض أحكام إعدام في المنيا وإعادة المحاكمة

سفير كندا يبحث مع السلطات المصرية الإفراج عن «صحافي الجزيرة» عشية إعادة محاكمته
TT

سفير كندا يبحث مع السلطات المصرية الإفراج عن «صحافي الجزيرة» عشية إعادة محاكمته

سفير كندا يبحث مع السلطات المصرية الإفراج عن «صحافي الجزيرة» عشية إعادة محاكمته

في وقت تهتم فيه السلطات الكندية بدراسة الموقف القانوني والقضائي لصحافي قناة «الجزيرة» محمد فاضل فهمي، مع نظيرتها المصرية، قضت محكمة النقض المصرية أمس بنقض (إلغاء) الأحكام السابق صدورها من محكمة جنايات المنيا بالإعدام والسجن المؤبد بحق 36 من عناصر جماعة الإخوان المسلمين، وإعادة محاكمتهم. ووفق تأكيد مصادر قضائية مصرية، زار السفير الكندي في القاهرة دار القضاء العالي ظهر أمس على رأس وفد من بلاده، وذلك لدراسة الموقف القانوني مع النائب العام المصري، من اتخاذ إجراءات إخلاء سبيل الصحافي بفضائية «الجزيرة الإنجليزية»، محمد فاضل فهمي، المتهم في القضية المعروفة إعلاميا بـ«خلية الماريوت».
وتبدأ اليوم إعادة المحاكمة لفهمي وصحافي مصري يدعى باهر محمد، وآخرين، في القضية لاتهامهم «بنشر أكاذيب لمساعدة منظمة إرهابية». وكانت محكمة النقض قبلت طعن المتهمين ضد حكم سابق صدر ضدهم بالسجن المشدد بما بين 3 و10 سنوات، فيما رحلت السلطات المصرية قبل أسبوع الصحافي الأسترالي بيتر غريست إلى بلاده، وهو أحد المتهمين بالقضية، وذلك وفق قانون أصدره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يسمح بترحيل المتهمين الأجانب إلى بلادهم للمحاكمة هناك أو قضاء العقوبة.
يذكر أن فهمي تنازل عن جنسيته المصرية خلال الأيام الماضية، ليحتفظ فقط بجنسيته الكندية، آملا في أن يطبق عليه ما جرى بحق غريست. لكن مصادر قضائية مصرية أشارت إلى أن القضية أصبحت في حوزة المحكمة الجديدة، وأنها الوحيدة صاحبة الولاية في قرارها الآن، مما يعني ضرورة تصديق رئيس المحكمة على مثل ذلك القرار بترحيل فهمي؛ في حال صدوره. وعلى صعيد آخر يتصل بالمحاكمات في مصر، قضت محكمة النقض في جلستها المنعقدة أمس بإلغاء الأحكام السابق صدورها من محكمة جنايات المنيا بالإعدام والسجن المؤبد بحق 36 من عناصر جماعة «الإخوان». وأمرت المحكمة بإعادة محاكمة المتهمين مرة أخرى أمام إحدى دوائر محكمة جنايات المنيا غير التي سبق أن أصدرت حكمها بالإدانة.
وجاء حكم النقض مقصورا على المتهمين المحبوسين الذين صدر الحكم في مواجهتهم حضوريا، حيث يحدد القانون إجراءات مغايرة بالنسبة للمحكوم عليهم غيابيا (الهاربون)، والذين تعاد إجراءات محاكمتهم أمام محكمة الجنايات مباشرة عقب القبض عليهم أو تسليمهم أنفسهم.
وسبق أن قام المتهمون بالطعن أمام محكمة النقض على الأحكام الصادرة ضدهم بالإدانة، حيث ترافع الدفاع عنهم وقام بإيضاح أوجه العوار القانوني التي تضمنها حكم الجنايات، مطالبا بإعادة محاكمة المتهمين من جديد. وكانت نيابة النقض قد أعدت تقريرها الاستشاري في شأن المحكوم عليهم بالقضية، وانتهت إلى الطلب من المحكمة بنقض الحكم وإعادة محاكمة المتهمين أمام الجنايات.
يذكر أن محمد بديع المرشد العام لتنظيم الإخوان المسلمين، الصادر ضده في تلك القضية حكم بالإعدام، تعاد حاليا إجراءات محاكمته أمام محكمة الجنايات مباشرة، باعتبار أنه حوكم وصدر الحكم ضده بصفة غيابية، فقام بالتقدم بطلب لإعادة إجراءات المحاكمة من جديد أمام الجنايات مباشرة، ولم يكن من ضمن من تقدموا بطعون أمام محكمة النقض.
يذكر أن الحكم الأول في القضية صدر في شهر يونيو (حزيران) الماضي، من محكمة جنايات المنيا، التي قضت بإعدام 183 متهما من بينهم بديع، ومعاقبة متهمين اثنين بالسجن المؤبد، وتغريم كل منهما 20 ألف جنيه، والوضع تحت المراقبة الشرطية لمدة مساوية، ومصادرة جميع المضبوطات والأسلحة التي ضبطت بحوزتهما، وبراءة 498 متهما آخر.
وترجع وقائع القضية إلى 14 أغسطس (آب) 2013، بالتزامن مع فض اعتصامين لأنصار «الإخوان» في العاصمة المصرية؛ حيث اقتحم عدد كبير من العناصر المنتمية إلى جماعة الإخوان مركز شرطة العدوة بمحافظة المنيا تحت تهديد السلاح، واتهمتهم النيابة العامة بقتل اثنين من أفراد الشرطة عمدا مع سبق الإصرار، والشروع في قتل عدد آخر من رجال الشرطة، وتخريب مركز الشرطة وإشعال النيران فيه، وفي سيارات ومركبات ومعدات الشرطة، وإتلاف الدفاتر والسجلات الرسمية، وتمكين 31 متهما من المحبوسين داخله من الهرب، وسرقة جميع الأسلحة والمضبوطات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.