لم يكن بإمكاني الوصول إلى ما أنا عليه الآن، لو لم تكن لدي الرغبة في وضع رأسي في أماكن خطيرة أثناء المباريات. لكنني سعيد بوضع رأسي في طريق التسديدات والكرات العرضية لقطع كرات المنافسين، على أمل الحصول على نقطة إضافية في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكني أتساءل عن تكلفة كل ذلك!
أنا في موسمي الثالث عشر كلاعب كرة قدم محترف، ناهيك عن السنوات التي لعبتها في دوريات الهواة وفي أكاديمية مانشستر سيتي للناشئين، لذلك أكره التفكير في عدد الكرات التي لعبتها برأسي أو عدد المرات التي تلقيت فيها صفعات على وجهي أثناء الصراع على الحصول على الكرة، والتي كان آخرها ما حدث في ملعب «سيلهيرست بارك» في المرحلة الرابعة والعشرين من مسابقة الدوري عندما أصابني جوردان أيو في الفك وتركني على الأرض فاقداً للوعي لمدة ثانيتين تقريباً، بينما جاء الطاقم الطبي يركض نحوي.
وحتى عندما أكون مصاباً للغاية فإنني أكره تلقي العلاج في منتصف المباراة، فهذا يجعلني في حالة أسوأ، لأنني لا أريد أن أهدر أي دقيقة من اللعب، وأفضل مواصلة اللعب وأنا ملفوف بالضمادات إذا كان ذلك يعني مساعدة فريقي. أنا من نوعية اللاعبين الذين يواصلون اللعب بغض النظر عن أي إصابة قد أتعرض لها. وحتى عندما كان المسعفون حولي في مباراة كريستال بالاس ويطلبون مني عدم التحرك، كنت مُصرّاً على أنه يمكنني مواصلة اللعب، متجاهلاً صحتي لأن هذه هي العقلية التي أتحلى بها.
وأعلم أن الآلاف من لاعبي كرة القدم لديهم نفس الشعور، ويعتقدون أنه يمكنهم مواصلة اللعب رغم تعرضهم لإصابة في الرأس. لقد شعرت أنني بخير، لكن المسعفين قالوا إنني كنت أبدو على الشاشة وكأنني قد فقدت الوعي. ورغم اعتراضاتي وحقيقة أنه كان بإمكاني الإجابة عن جميع الأسئلة التي طُرحت عليّ بشأن مكان وجودي ونتيجة المباراة وعدد الدقائق التي مرت، فقد تم ربطي على نقالة ووضع رأسي ورقبتي في دعامة، وقبلت حقيقة أن من حولي يهتمون بصحتي أكثر مني.
وخلال مسيرتي الكروية، عانيت من ارتجاجين في المخ. وأتذكر أنني في إحدى المباريات مع بيرنلي أمام بيتربورو يونايتد تعرضت لارتجاج في المخ، وتم فحصي وإعادتي للملعب لاستكمال المباراة. لم أكن أعرف أين كنت، لكن ذاكرتي العضلية ساعدتني على استكمال المباراة. إنني أكره أن أفكر في تأثير ذلك عليّ في ذلك الوقت وعلى المدى الطويل.
ولحسن الحظ، تحسنت الأمور منذ ذلك الحين، وأصبح مسموح الآن بإجراء تغيير في حال تعرض أحد اللاعبين لارتجاج في المخ، ونحن مضطرون للخضوع لبروتوكولات الارتجاج. وبعد إصابتي في الرأس أمام كريستال بالاس، خضعت لاختبارات صارمة للتأكد من سلامتي بنسبة 100 في المائة قبل عودتي للمباريات. وقبل بداية الموسم، تُطرح علينا سلسلة من الأسئلة ويتم تكرارها على اللاعب الذي يخضع للبروتوكولات للتأكد من أن إجاباته تُسجل. وبمجرد اجتياز هذه الاختبارات، قضيت ثلاثة أيام في اختبار نفسي على دراجة التمرين، وزيادة مجهود القلب تدريجياً كل يوم لكي أتأكد من أنني لم أتأثر سلبياً بما حدث، وبالتالي كنت لائقاً لخوض التدريبات فيما بعد.
كانت القواعد تعني أنني يجب ألا أشارك في مباراة منتصف الأسبوع ضد فولهام، وهو أمر محبط لأي لاعب. لا يريد أي لاعب أن يغيب عن المباريات، وأنا أكره مشاهدة المباريات من المدرجات، لكن يتعين عليّ أن أتقبل أن هذا الأمر كان من أجل الصالح العام.
أنا في الـ31 من عمري وسوف أعتزل كرة القدم، وأترك مهنتي بينما لا يزال أطفالي صغاراً. وبالتالي، يجب أن أكون بصحة جيدة على المدى الطويل من أجلهم، وهذا هو مصدر قلقي الأكبر. لقد تحدثت إلى طبيب النادي في الماضي حول تأثير تسديد الكرة بالرأس على رأسي، وسأجري مسحاً ضوئياً لدماغي بمجرد أن أتوقف عن اللعب لمعرفة ما إذا كان للرياضة التي أحبها أي تأثير على صحتي أم لا. لم يسبق لي أن أجريت أشعة على دماغي، لكنها ستكون مهمة.
إن البحث الذي يتم إجراؤه حول سبب إصابة اللاعبين بمرور السنين بمرض الزهايمر والخرف بعد اعتزال كرة القدم، مهم للغاية. لن تكون الأجيال السابقة فقط هي التي ستصاب بمثل هذه الأمراض - فمن شبه المؤكد أن ينتهي الأمر باللاعبين من عصرنا إلى المعاناة من مشكلات مماثلة، ومن الضروري أن نفهم الروابط المحتملة بين تسديد الكرة بالرأس وهذه الأمراض. لقد قامت عائلات لاعبي كرة قدم سابقين، بما في ذلك أقارب جيف أستل، بعمل رائع في إثارة بعض القضايا في هذا المجال. وعلاوة على ذلك، انتهى الأمر بسبعة من فريق بيرنلي الفائز بلقب الدوري الإنجليزي عام 1960 بالإصابة بالخرف، ولدينا واجب تجاه كل هؤلاء الأشخاص لمعرفة السبب وراء ذلك.
ولو سألتني عما إذا كنت سأسمح لأولادي بالبدء في تسديد الكرة بالرأس في نفس العمر الذي فعلت فيه ذلك، فسأقول لك لا، لأنني أرى أن القيام بذلك في هذه السن الصغيرة ليس مفيداً. من المؤكد أن إجادة اللعب بالرأس تعد مهارة على أعلى مستوى في لعبة كرة القدم، لكن تعلمها قبل سنوات المراهقة يبدو بلا فائدة. ويجب أن يقضي اللاعب الشاب السنوات الأولى في التركيز على الجوانب الفنية، بدلاً من السمات الدفاعية التي اعتمدت عليها في حياتي المهنية.
أنا لا أقول إنه تسديد الكرة بالرأس يجب أن يُلغى من لعبة كرة القدم، فهذا لا ينبغي أن يحدث، لأن تسديد الكرة بالرأس يعد جزءاً أساسياً من الرياضة التي نحبها جميعاً، لكن من المهم للغاية بالنسبة لنا كأفراد وبشكل جماعي أن نتقبل التأثير الذي يمكن أن يحدثه تسديد الكرة بالرأس. وإذا كنا لا نعرف الحقائق، فلن تتحسن الأمور أبداً.
مدافع بيرنلي وقائده يكتب عن خوفه من إصابته بالخرف
بسبب كثرة لعبه الكرة بالرأس
مدافع بيرنلي وقائده يكتب عن خوفه من إصابته بالخرف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة